السلام47
شكرا للموالين مروركم المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
بحارالأنوار ج : 15 ص : 39
ننقل لكم عن
جد النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم
قال أبو الحسن البكري:
و كان هاشم إذا أهل هلال ذي الحجة يأمر الناس بالاجتماع إلى الكعبة فإذا اجتمعوا قام خطيبا و يقول: معاشر الناس إنكم جيران الله و جيران بيته و إنه سيأتيكم في هذا الموسم زوار بيت الله و هم أضياف الله و الأضياف هم أولى بالكرامة و قد خصكم الله تعالى بهم و أكرمكم و إنهم سيأتونكم شعثا غبرا من كل فج عميق و يقصدونكم من كل مكان سحيق فاقروهم و احموهم و أكرموهم يكرمكم الله تعالى ؛ و كانت قريش تخرج المال الكثير من أموالهم و كان هاشم ينصب أحواض الأديم و يجعل فيها ماء من ماء زمزم و يملي باقي الحياض من سائر الآبار بحيث تشرب الحاج و كان من عادته أنه يطعمهم قبل التروية بيوم و كان يحمل لهم الطعام إلى منى و عرفة و كان يثرد لهم اللحم و السمن و التمر و يسقيهم اللبن إلى حيث تصدر الناس من منى ثم يقطع عنهم الضيافة.
قال أبو الحسن البكري:
بلغنا أنه كان بأهل مكة ضيق و جذب و غلاء و لم يكن عندهم ما يزودون به الحاج فبعث هاشم إلى نحو الشام أباعر فباعها و اشترى بأثمانها
كعكا و زيتا و لم يترك عنده من ذلك قوت يوم واحد بل بذل ذلك كله للحاج فكفاهم جميعهم و صدر الناس يشكرونه في الآفاق و فيه يقول الشاعر.
يا أيها الرجل المجد رحيله.
هلا مررت بدار عبد مناف.
ثكلتك أمك لو مررت ببابهم.
لعجبت من كرم و من أوصاف.
عمرو العلاء هشم الثريد لقومه.
و القوم فيها مسنتون عجاف.
بسطوا إليه الرحلتين كليهما.
عند الشتاء و رحلة الأصياف.
قال فبلغ خبره إلى النجاشي ملك الحبشة و إلى قيصر ملك الروم فكاتبوه و راسلوه أن يهدوا له بناتهم رغبة في النور الذي في وجهه و هو نور
محمد صلى الله عليه واله لأن رهبانهم و كهانهم أعلموهم بأن ذلك النور نور
رسول الله صلى الله عليه واله فأبى هاشم عن ذلك و تزوج من نساء قومه و رزق منهن أولادا و كان أولاده الذكور:
أسد و مضر و عمرو و صيفي و أما البنات فصعصعة و رقية و خلادة و الشعثاء فهذه جملة الذكور و الإناث و نور رسول الله صلى الله عليه واله في غرته لم يزل فعظم ذلك عليه و كبر لديه فلما كان في بعض الليالي و قد طاف بالبيت سأل الله تعالى أن يرزقه ولدا يكون فيه نور رسول الله صلى الله عليه واله فأخذه النعاس فمال عن البيت ثم اضطجع فأتاه آت يقول في منامه:
عليك
بسلمى بنت عمرو
فإنها طاهرة مطهرة الأذيال فخذها و ادفع لها المهر الجزيل فلم تجد
لها مشبها من النساء فإنك ترزق منها ولدا يكون منه
النبي صلى الله عليه واله فصاحبها ترشد و اسع إلى أخذ الكريمة عاجلا قال:
فانتبه هاشم فزعا مرعوبا و أحضر بني عمه و أخاه المطلب و أخبرهم بما رآه في منامه و بما قال الهاتف فقال له أخوه المطلب:
يا ابن أم إن المرأة لمعروفة في قومها كبيرة في نفسها قد كملت عفة و اعتدالا و هي
سلمى بنتعمرو بن لبيد بن حداث بن زيد بن عامر بن غنم بن مازن بن النجار
و هم أهل الأضياف و العفاف و أنت أشرف منهم حسبا و أكرم منهم نسبا قد تطاولت إليك الملوك و الجبابرة و إن شئت فنحن لك خطّابا فقال لهم:
الحاجة لا تقضى إلا بصاحبها
و قد جمعت فضلات و تجارة و أريد أن أخرج إلى الشام للتجارة و لوصال هذه المرأة
فقال له أصحابه:
نحن نفرح لفرحك و نسر لسرورك و ننظر ما يكون من أمرك ثم إن هاشما خرج للسفر و خرج معه أصحابه بأسلحتهم و خرج معه العبيد يقودون الخيل و الجمال و عليها أحمال الأديم و عند خروجه نادى في أهل مكة فخرجت معه السادات و الأكابر و خرج معه العبيد و النساء لتوديع هاشم فأمرهم بالرجوع و سار هوو بنو عمه و أخوه المطلب إلى يثرب كالأسود طالبي بني النجار.
فلما وصلوا المدينة أشرق بنور
رسول الله صلى الله عليه واله ذلك الوادي من غرة هاشم حتى دخل جملة البيوت فلما رآهم أهل يثرب بادروا إليهم مسرعين و قالوا: من أنتم أيها الناس فما رأينا أحسن منكم جمالا و لا سيما صاحب هذا النور الساطع و الضياء اللامع قال لهم المطلب: نحن أهل بيت الله و سكان حرم الله نحن بني لوي بن غالب و هذا أخونا هاشم بن عبد مناف و قد جئناكم خاطبين و فيكم راغبين و قد علمتم أن أخانا هذا خطبه الملوك و الأكابر فما رغب إلا فيكم و نحب أن ترشدونا إلى سلمى و كان أبوها يسمع الخطاب فقال لهم مرحبا بكم أنتم أرباب الشرف و المفاخر و العز و المآثر و السادات الكرام المطعمون الطعام و نهاية الجود و الإكرام و لكم عندنا ما تطلبون غير أن المرأة التي خرجتم لأجلها و جئتم لها طالبين هي ابنتي و قرة عيني و هي مالكة نفسها و مع ذلك أنها خرجت بالأمس إلى سوق من أسواقنا مع نساء من قومها يقال لها سوق بني قينقاع فإن أقمتم عندنا فأنتم في العناية و الكلاية و إن أردتم أن تسيروا إليها ففي الرعاية و من الخاطب لها و الراغب فيها قالوا صاحب هذا النور الساطع و الضياء اللامع سراج بيت الله الحرام و مصباح الظلام الموصوف بالجود و الإكرام
هاشم بن عبد مناف
صاحب رحلة الإيلاف و ذروة الأحقاف فقال أبوها بخ بخ لقد علونا و فخرنا بخطبتكم اعلموا يا من حضر أني ..
(يرجى متابعة باقي القصة في موضوعنا محبوب روحنا وحبيب قلوبنا)
المفضلات