السلام 2


الباب الأول



في ذكر المنامات الصادقات


بسم الله الرحمن الرحيم


والصلاة والسلام على محمد واله


واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الاولين والاخرين




وهي- اي الرؤيا - لإثبات مقدس وجوده -تعالى- من أعظم الآيات ، ولإظهار صدق مقال ‏خلفاءه عليهم السلام من أبين الدلالات.


وقد كان الأنسب بوضع التأليف وطريقة المصنفين، وأقرب لاستخراج الفوائد من‏أكنافه للناظرين أن ترتب تلك المنامات على حسب الأزمان أو المطالب أو درجات ‏الأشخاص وطبقات الأُمم، غير أنّ تبدد مآخذها، وتشتت مبادئها، والعثور عليها شيئاً فشيئاً حال دون الالتزام بذلك، وربما كان الألتزام بذلك عائقاً عن كثير من الفوائد التي ‏هي أولى بصرف الهمة فيها والتوجه إليها، واللَّه الهادي إلى سواء السبيل، وهو حسبي‏ونعم الوكيل.


وها نحن نشرع في المقصود مستمدين من الكريم الودود، فنقول متوسلين بآل ‏الرسول الذين هم أهل الردّ والقبول:


إنّه لابد من تقديم بعض مناماتهم الشريفة تبركاً، وهم سادات الأنام ومناماتهم‏سادات المنامات، وتبركاً بذكر أساميهم التي بها يميت الأحياء ويحيي الأموات، وعملاً بحقيقة العبودية التي تقتضي تقديم الموالي في كلّ خير يذكر، ومديح يسطر، وثناء ينشر.



منامات سيد الأولين والآخرين وخاتم الأنبياء والمرسلين‏صلى الله عليه وآله



قال الطبرسي في مكارم الأخلاق:


كان رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله كثير الرؤيا، ولا يرى رؤياً إلّاجاءت مثل فلق الصبح..



منامات له ‏صلى الله عليه وآله في بشارته بالرسالة


عن ابن شهر آشوب في مناقبه عن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي في كتابه:


إنّ‏النبي ‏صلى الله عليه وآلهلمّا أتى له سبع وثلاثون سنة كان يرى في نومه كأنّ آتياً أتاه فيقول:


يا رسول‏اللَّه،


فينكر ذلك،


فلمّا طال عليه الأمر كان يوماً بين الجبال يرعى غنماً لأبي طالب، فنظرإلى شخص يقول:


يا رسول اللَّه!


فقال له:


من أنت؟ قال


: أنا جبرئيل، أرسلني اللَّه اليك ‏ليتخذك رسولاً.



»« منام آخر له ‏صلى الله عليه وآله وفيه فضيلة لابن عمّه‏ عليه السلام


كشف الغمة عن أبي علقمة مولى بني هاشم قال:


صلّى بنا النبي‏ صلى الله عليه وآله الصبح ثم التفت ‏إلينا فقال:


معاشر أصحابي رأيت البارحة عمّي حمزة بن عبدالمطلب وأخي جعفر بن‏أبي طالب، وبين أيديهما طبق من نبق، فأكلا ساعة،


ثم تحوّل النبق عنباً، فأكلا ساعة،


ثم‏تحوّل العنب رطباً،


فأكلا ساعة،


فدنوت منهما وقلت:


بأبي أنتما أيّ الأعمال وجدتم اأفضل؟


قالا:


فدنياك بالآباء والأُمهات، وجدنا أفضل الأعمال الصلاة عليك، وسقي‏الماء، وحبّ علي بن أبي طالب عليه السلام.