السلام35
شكرا لتفضلكم بمطالعة البحث وآجركم الله وقضى لكم حوائج الدارين
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
وحمل قيذار التابوت على عاتقه وخرج يريد أرض كنعان ، وذلك أن يعقوب ( عليه السلام ) كان بأرض كنعان ، فأقبل يسير ترفعه أرض وتخفضه أخرى حتى قرب من البلاد . قال : فصر التابوت صرة سمعها
يعقوب( عليه السلام ) ،
فقال لبنيه :
اقسم بالله لقد جاءكم قيذار فقوموا نحوه . قال :
فقام يعقوب وأولاده جميعا ، فلما أن نظر يعقوب إلى قيذار استعبر باكيا وقال :
يا قيذار مالي أرى لونك متغيرا وقوتك ضعيفة ، أرهقك عدو أم أتيت معصية بعد أبيك إسماعيل ؟
قال :
ما رهقني عدو ، ولا أتيت معصية ، ولكن نقل من ظهري
نور محمد ( صلى الله عليه وآله ) فلذلك تغير لوني وضعف ركني .
قال يعقوب :
أفمن بنات إسحاق؟
قال :
لا ولكن في العربية الجرهمية وهي الغاضرة .
قال يعقوب :
بخ بخ ، شوقا لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) ، لم يكن الله عز وجل ليجريه إلا في الطاهرات يا قيذار وأنا مبشرك ببشارة . قال :
وما هي ؟
قال يعقوب :
اعلم أن الغاضرة قد ولدت لك الليلة غلاما . قال :
وما علمك يا بن عمي وأنت بأرض الشام وهي بأرض الحرم ؟
قال يعقوب :
أعلم ذلك لأني رأيت أبواب السماء قد فتحت ، ورأيت نورا كالقمر الممدود بين السماء والأرض ورأيت الملائكة ينزلون من السماء بالبركات والرحمة ، فعلمت أن ذلك من أجل
محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
قال : فسلم قيذار التابوت إلى يعقوب ( عليه السلام ) ورجع إلى أهله ، فوجدها قد ولدت غلاما فسماه
" حمل "
، وفيه نوررسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فلما ترعرع أخذه أبوه بيده ليريه مكة والمقام وموضع البيت الحرام . فلما أن صار على جبل ثبير تلقاه ملك الموت ( عليه السلام ) في صورة رجل من الآدميين ، فقال : إلى أين يا قيذار ؟
قال : أنطلق بابني هذا فأريه مكة والمقام وموضع البيت الحرام . فقال : وفقك الله ولكن عندي نصيحة ، فهلم إلي فإن بيني وبينك سرا . قال : فدنا منه قيذار ليساره فقبض ملك الموت روحه من اذنه فخر ميتا بين يدي ابنه حمل ، وعرج ملك الموت إلى أسباب السماوات . فرفع " حمل " رأسه فلم ير داعيا ولا مجيبا فعلم أنه إنما كان ملك الموت ، فقعد عند رأسهيبكي، فقيض الله عز وجل لقيذار قوما من أولاد إسحاق النبي ( عليه السلام ) فغسلوه وحنطوه وكفنوه ، ودفن في جبل ثبير . وبقي حمل يتيما وحيدا ، فكلاه الله عز وجل حتى بلغ ، وذكر في العز والشرف ، فتزوج من قومه امرأة يقال لها
يريرة ،
فحملت بابنه نبت . قال : فخرج يطلب مواضع آبائه ، ويحب القنص والصيد ، حتى ولد له
هميسع ،
و
ولد لهميسع أدد .
وإنما سمي أددا لأنه كان ماد الصوت طويل العز والشرف ، وكان أول من تعلم بالقلم من ولد إسماعيل ، وكان طالبا يطلب آثار الخير ، ففضل في الكتابة على أهل زمانه . حتى ولد له
أد ،
و
ولد لأد عدنان .
وإنما سمي عدنان لأن أعين الجن والإنس كلها كانت تنظر اليه ، فقالوا :
إن تركنا هذا الغلام حتى يدركه مدرك الرجال ليخرجن من ظهره من يسود الناس كلهم أجمعين . فأرادوا قتله فوكل الله عز وجل به من يحفظه ، فبقوا لا يقدرون على حيلة ، وهو يخرج منه أكرم العالمين خلقا وخلقا حتى ولد له معد .
وإنما سمي معدا لأنه كان صاحب حروب وغارات على بني إسرائيل من يهودها ، ولم يكن يحارب خلقا إلا رجع بالنصر والظفر ، فجمع من المال ما لم يجمعه أحد من الناس ، حتى ولد له
نزار .
وإنما سمي نزارا لأن معدا نظر إلى نور رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في وجهه فقرب له قربانا عظيما ، وقال : لقد استقللت هذا القربان وأنه لقليل نزر ، فأنت نزار وانزارت لك الأرض بحضرتها ، فمن أجل ذلك سمي نزارا . فتزوج امرأة من قومه يقال لها
سعيدة ،
فولدت له
مضر .
وإنما سمي مضرا لأنه أخذ بالقلب ، فلم يكن يراه أحد إلا أحبه ، وكان صاحب ظفيرتين ،





رد مع اقتباس

المفضلات