السلام 34
شكرا لتفضلكم بمطالعة البحث وآجركم الله وقضى لكم حوائجالدارين
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل علىمحمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
والان ننقل مقدار من القصة من كتاب
الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - ص 70 - 71
قال :
فرجع قيدار إلى منزله مغموما مكروبا ، وحلف بإله إبراهيم ألا يطعم طعاما ولا يشرب شرابا ولا يقرب أنثى أبدا حتى يأتيه بيان ما سمع على ألسنة الطير والوحش والسباع ، إذ بعث الله عز وجل إليه ملكا في الهواء في صورة رجل من الآدميين لم ير قيدار أحسن منه وجها ، ولا أنقى منه ثوبا ، ولا أحسن منه خلقا ، فهبط عليه الملك فسلم ، فرد قيذار عليه السلام ، فقعد معه . فقال :
يا قيذار إنك قد ملكت البلاد ، وقد زينت بالقوة والبأس ، وقد نقل إليك مع هذا نور محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنه كائن لك ولد من غير نسل إسحاق ( عليه السلام ) ، فلو انك تجردت وقربت لإله إبراهيم قربانا وسألته أن يبين لك من أين لك التزويج لكان ذلك خيرا لك من اللهو والتواني . وتركه الملك وعرج إلى مقامه . فقام قيذار تلك الساعة ، وكان صاحب جمة وجمال وبهاء وكمال إلى البقعة التي ولد فيها إسماعيل ( عليه السلام ) فقرب يومئذ سبعمائة كبش أقرن من كباش إبراهيم ( عليه السلام ) ، فكان كلما ذبح كبشا جاءت نار من السماء حمراء لا دخان لها في سلاسل بيض فتأخذ ذلك القربان فتصعد به إلى السماء . فلم يزل قيذار يذبح ويقرب حتى ناداه مناد : حسبك يا قيذار فقد استجاب الله دعوتك وقبل قربانك ، انطلق من فورك هذا إلى شجرة الوعد فنم في أصلها وانتبه إلى ما تؤمر به في المنام فافعله . قال : فرد قيذار باقي غنمه ، وأقبل حتى أتى الشجرة فنام في أصلها ، فأتاه آت في المنام فقال له : يا قيذار إن هذا النور الذي في ظهرك هو النور الذي فتح
الله عز وجل
به الأنوار كلها ، وخلق الدنيا والخلق طرا من أجله ، واعلم أنه لم يكن الله عز وجل ليجريه إلا في الفتيات العربيات ، فابتغ لنفسك امرأة طاهرة من العرب وليكن اسمها الغاضرة . قال :
فوثب قيذار من نومه فرحا إلى منزله ، وبعث رسلا يطلبون له امرأة من العرب اسمها غاضرة ، ولم يرض بأولئك الرسل حتى بكر وهو على جواده وأخذ السيف معه شاهرا مسلولا فجعل يبقر عن أحياء العرب ، ينزل على قوم ويرحل إلى آخرين ، حتى وقع على ملك الجرهميين ، وكان من ولد ذهل بن عامر بن يعرب بن قحطان وله ابنة اسمها الغاضرة ، وكانت أجمل نساء العالمين ، فتزوجها وحملها إلى أرضه وبلاده ، فواقعها فحملت بابنه وأصبح قيذار والنور من وجهه مفقود منتقل إلى وجه الغاضرة فسر بذلك سرورا عظيما .
وكان عنده تابوت آدم ( عليه السلام ) ، وكان ولد إسحاق ينازعونه التابوت ليأخذوه ، وكانوا يقولون : إن النبوة قد صرفت عنكم وليس لكم إلا هذا النور الواحد فأعطنا التابوت . فكان يمتنع عليهم ويقول : إنه وصية أبي ولا أعطيه أحدا من الناس . قال : فذهب ذات يوم يفتح ذلك التابوت فعسر عليه فتحه ، فناداه مناد من الهواء : مهلا يا قيذار فليس لك إلى فتح هذا التابوت سبيل ، انه وصية نبي ، ولا يفتح هذا التابوت إلا نبي من النبيين ، فادفعه إلى ابن عمك يعقوب إسرائيل الله . قال : وإنما سمي
يعقوب إسرائيل الله لأن يعقوب كان يخدم بيت المقدس ، وكان أول من يدخل وآخر من يخرج ، وقد يسرج القناديل ، فكان إذا كان بالغداة أصابها مطفأة . قال : فبات ذات ليلة في مسجد بيت المقدس فإذا بجني يطفيها ، فأخذه فأسره إلى سارية في المسجد ، فلما أصبحوا رأوه أسيرا ، وكان اسم الجني ائيل . فلما أن سمع قيذار هذا أقبل إلى أهله وهي الغاضرة فقال : انظري إن أنت ولدت غلاما فسميه حملا ، وأنا أرجو أن يكون غلاما طيبا .
قال :
وحمل قيذار التابوت على عاتقه وخرج يريد أرض كنعان ، وذلك أن يعقوب ( عليه السلام ) كان بأرض كنعان ، فأقبل يسير ترفعه أرض وتخفضه أخرى حتى قرب من البلاد . قال : فصر التابوت صرة سمعها
يعقوب( عليه السلام ) ،
فقال لبنيه :





رد مع اقتباس

المفضلات