بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
السلام على الحسن الزكي المظلوم المرمية جنازته بالسهام ..
السلام عليكم أئمتي يا أئمة البقيع ..
.
.
بجسد متهالك حلقتُ مع روحي نحو مدينة الرسول
عرجّتُ على قبر النبي وزرته زيارة لآواسي قلبه وقلب
إبنته الزهراء على مصابهم ..
بعدها خرجت وأنا أجر أذيال الحسرة نحو البقيع المظلوم
صعدتُ تلك الادراج بتثاقل
وكأن قدامي قد أثقلها رباط من حديد
حال بينها وبين حركتها بسرعة نحو تلك القبور المهدمة
أجمعت كل قواي حتى وصلت إلى آخر الدرج
حتى لاح بناظري نور يشع من هناك
من خلف تلك الاسوار الحديدية
وصلت إلى تلك الاسوار نظرت إلى كل ما وجد خلفها
فما وجدت غير قبورمهدمة لاتعرف من يكون صاحبها
قبور ظُلم من وجدوا بداخلها
ونالوا من الظلم حتى تهالكت كل قواهم
سرت بخطواتي نحو تلك الاسوار
لعلي أجد لي شي يوضح لي
أيها هو قبر الحسن وأيها قبر السجاد و الصادق
إنني لا أميز أيها هي قبورهم
فهي لا قباب ولاعلامات تميزها
كل مافيها صخور حددت معالم ذلك القبر لاغير
لكنها لاتوضح أي شي ..
أمسكت أسوار الحديد بقبضة يدي
أغمضت عيناي ووضعتُ رأسي عليها
وأخذتُ أبكي وأنحب كل من ظلم في تلك البقعة الطاهرة ..
هدأتُ من نحيبي قليلاً وإذا بي أشم من العطر
ماليس له مثيل في هذه الحياه
إنها روائح الجنان على بقاع الارض
رفعتُ رأسي وإذا بي أسمع
نحيباً عالياً جعل جسدي يقشعر لسماعي ذالك الصوت العظيم
الحزين الذي فتت قلبي و روحي
فتحت عيناني وإذا بي أرى
حشد كبير من الملائكة تتوسطهم إمرأة
متشحة السواد محدودبة الظهر
تضع عصابة سوداء على رأسها
تسير منهكة ويدها على خاصرتها
تأن بأنات يتفطر لها الفؤاد
ويذوب لها الحديد
تصرخ بصوت عالي وهي تندب وتقول
ولدي حسن
ولدي أيها المظلوم إين هي قبتك الشامخه
إين هم زوارك إنني لا أجد أحداً هنا
لما كل هذا الظلم لك ياولدي
لما يمنعون شيعتي من الوصول اليك وبناء ضريحك
فحينما ذهبت إلى كربلاء في ليلة العاشر من المحرم
هناك لرؤية أخيك الحسين
وجدت قبته قد فاقت الجبال بعلوها
رأيت تلك الرايات تعتلي تلك القبة
رأيت زوار أخيك يتهافتون عليه من كل مكان
من أقصى الارض يأتون ويقبّلون ضريحه
ويتّوسلون ويتّشفعون به وبأهل بيته
ولكن أنت ياولدي لما كل هذا الظلم لك
متى سأرى قبتك تعتلي الارض وتشق الجبال طولاً ياولدي
متى سأرى هذا البقيع الفرقد قد أعتلت فيه تلك القباب
وأرى أولئك الزوار يطوفون هُنا وهُناك
يأتون متّشوقون لك ولكل أهل بيتي
.
.
حينها رأيتُ شاباً جميل المنظر له هيبة ونور
من شدته لم أستطع ان ألمح جماله
أتى إلى تلك السيدة الجليلة قبلها على رأسها
وأحتضنها بشدة
وقال لها كلماته
جدتي يافاطمة الزهراء
سيأتي اليوم الذي سترين فيه تلك القباب الشاهقه
التي ستشق السحاب من علوها
سترين الزوار يتهافتون من كل نواحي الارض
من شرقها حتى غربها سيأتون
وسيفرحون قلبكِ وقلبي
وقلب كل من دفن هُنا مظلوماً
وهُدم قبرة ..
.
.
أغمضتُ عيناي لعلي أفيقُ من حلمي
ولكن وبعد ان فتحتُ عيناني
وجد إن كل ماحصل لم يكن حلم
بل كان حقيقة
وها أنا أرى سيدتي وسيدي يعودان أدراجهم إلى حيث كانوا
تقدمتُ بخطواتي مسرعه نحوهم
وترجيتهم ان يعودوا
ترجيتها سيدتي
عودي فأنا لي الشّرف أن أقبل التراب الذي تحت قدميكِ
عودي لتمسحي على قلبي وقلب كل محتاج
عودي فأنا جئتُ كي اواسيكِ بمصاب الحسن
سيدتي كوني شفيعتي وشفيعة كل مؤمن ومؤمنة
شعر بمصابكِ ومصاب أهل بيتكِ
ثم وجهتُ خطابي إلى ذلك الشاب الذي نور وجهه
جعلني أرى الجنان بين يدية
قلتُ له سيدي متى نراك وترانا
متى تأتي لتزيح الظلم عن هذا العالم
فعالمنا أصبح عذاباً بدونك سيدي ...
.
.
إنتظروا فأنا لازالت لي حاجه
سيدتي أريدكِ أن تكوني شفيعة لي كي أكون
من أنصار ولدكِ الحجة ،،
وأنت سيدي
أريد منك أن تقبلني خادمة لك وناصرة لدين الله
وأن أموت شهيدة بين يديك ..
.
.
ولازلتُ أنظر إليهم حتى غابت أطّيافهم عن ناظري
حتى لم أعد أرى شيئاً فحتى نورهم قد أختفى ..
رجعت بأذيالي نحو ذلك السور الحديدي وجلعتُ أجول بنظري هُنا وهُناك
وقلت سامحوني أئمتي فليس يسمحُ لي بدخول هذا المكان
ولكني سأعود لآرى هذا المكان
تعتليه القباب الشاهقة والرايات في كل مكان
سأعود لآزوركم مع محبيكم ومحبي فاطمة وأبيها
سأعود
سأعود ..
.
.
السلام عليكِ يافاطمة الزهراء ..
السلام عليك ياحجة الله في أرضة ..
السلام عليكم أئمة البقيع ورحمة الله وبركاته
عليكم مني سلام الله أئمتي مابقيتُ وبقي الليل والنهار
ولاجعله الله آخر العهد مني لزيارتكم ..
.
.
بهمس دموعي كتبتُ هذه الكلمات
وبحزن روحي واسيت الزهراء
فلكم مني أحر التعزيات ..
همـــــــــــ الصمت ـــــــــــــس ..
المفضلات