بسمه تعالى

أنا موقفي وسطي لا مع تلك الحقبة الزمنية الماضية ولا مع هذا العصر الحالي المرير ، فالحل الذي كان يتخذه آبائنا وأجدادنا في تلك الحقبة كان متشدداً إلى أبعد حد فما أن يأتي الجار ويشتكي متذمراً مما حصل لسيارته لأن سمع من طرف واحد أن سيارته تعرضت للخدش بسبب أحد الأولاد أو لطيوره التي تعرضت لفلاتية ( نباطة ) أحد الجيران وذلك لأن أحد الأولاد أبلغه ذلك فجاء مهرولاً ليقتص من إبن جاره شاكياً أو لأي مشكلة أخرى بسيطة أو كبيرة وقبل أن يتحقق يأتي ليطرق باب جاره ليبلغ شكواه صارخاً أقضب ولدك لا يحصل شي مو طيب وياه ، وبكل حماقة وبسذاجة الماضي وعفوية الآباء والأجداد يصغي طائعاً لشكوى جاره ويقول له : اصبر يا جاري سأجر ولدي من رقبته لأعطيك إياه هدية أو عبد تتصرف به ما تشاء ، وبالفعل يدخل البيت مزمجراً والأم تدافعه إلا وينه ماخذ ولدى أبو احمد اشوي اشوي عليه !! وهو لا يعبأ بها ويسلمه ذبيحة بين يدي جاره قائلاً : خذه واجلده وافعل به ما تشاء وإذا لم يجرؤ الجار على ضرب الولد يقوم ولي الأمر بجلده طراكات وكفوف ورفسات ويلعب بخلقته ويلون وجهه ثم يسحبه من كلر ثوبه ويزجه داخل البيت برفسه وشوتة كانه شايت كورة !! بالله عليكم هل هذه هي التربية السليمة وهل هذه الجيرة ، ألا ترون إن آبائنا كانوا يبالغون في أشياء ويتشددون في الكثير منها ..!!
على العكس مما يحدث الآن فآبائنا ( الأب العصري ) يختلف تماماً عن آباء ذلك الماضي فهو يدلل إبنه ولا يرضى عليه ولا يصدق أي كلام ينقل إليه بل ويضرب بشكوى الجار عرض الحائط ويضحك عليه بكم كلمة ثم يدخل البيت ليحش بجاره قائلاً : اسمع هالجار الغشيم يفتكر اني باصدق اللي يقوله في حق ولدي إمحق جار ويطنش ولا كأنه صاير شي !!
فرق كبير بين هذا وذاك لذا الوسطية مطلوبة ...
يكفي ما قلته شاكراً للأخ / واحد فاضي ما أثاره من قضية حياتية ...
تحياتي
يوم سعيد