بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الابدية على أعدائهم أجمعين من اليوم الى قيام يوم الدين ..
وبعد :
قد ذكر الأخ الكريم ( اويس القرني ) انه أعدّ موضوعا يثبت فيه ( زهير بن القين رضوان الله عليه ليس عثماني الهوى ) وقال فيما قال : انه محض افتراء وكذب .. فإن زهير بن القين لم يكن عثماني الهوى بل كان موالياً لأهل البيت ( ع )
فهذه النبذة والزبدة الأساسية التي تحدث عنها ( اويس القرني في هذا الرابط )
http://www.alnassrah.com/showthread.php?p=913750#post913750

وقد استشهد الأخ الكريم على هذا الأمر بعدة شواهد وما أراها الا شواهد ضعيفة ليس لها من الصحة شيئا ، ونحن نرد عليها إن شاء الله

أولا :
طرح الاخ ( اويس القرني ) دلائل وبراهين شخصية بعيدة عن الدليل والبرهان حيث هذا النفي يحتاج الى برهان ودليل نقلي .
ثانيا :
تطرق اويس القرني ( ان زهير بن القين عليه رضوان الله ) انه يخفي ايمانه وأنه كمؤمن آل فرعون في حين أنه لم يتطرق عن زهير بن القين في زمن الإمام علي ( أين هو ياترى وفي أي موضع كان وفي اي جيش شارك وبأمر اي خليفة كانت تلك الغزوة التي شاركها ) وهذا ما سوف نطرحه في هذه الصفحة

ثالثاً :
قضية زهير بن القين وعروة بن قيس
تتطرق الأخ الكريم ( اويس القرني ) حول هذه القضية قائلا

بواسطة اويس القرني


وتناقل الناس ما قاله عدو شرس من أعدائه وهو »:

عزرة بن‏قيس« الذي كان على خيل ابن سعد - لعنهما اللَّه -.

قبلها نطرح ما قاله عزرة لزهير والحوار الذي تم معه

فقال زهير : أنت بدأت فكلمهم ، فقال لهم حبيب :

إنه والله لبئس القوم عند الله غداً ، قوم يقدمون على الله وقد قتلوا ذرية نبيه وعترته وأهل بيته ، وعبَّاد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار والذاكرين الله كثيراً .
فقال له عزرة بن قيس :
إنك لَتُزَكِّي نفسك ما استطعت .
فقال له زهير :
إن الله قد زكاها وهداها ، فاتَّقِ اللهَ يا عزرة ، فإني لك من الناصحين ، نشدتك الله يا عزرة أن تكون ممن يعين الضُّلاَّل على قتل النفوس الزكية .


فقال عزرة :

يا زهير ما كنت عندنا من شيعة هذا البيت ، إنما كنت عثمانياً !
قال : أفلا تستدل بموقفي هذا على أني منهم ؟ ، أما والله ما كتبت إليه كتاباً قط ، ولا أرسلت إليه رسولاً قط ، ولا وعدته نصرتي قط ، ولكن الطريق جمع بيني وبينه .
فلما رأيته ذكرت به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومكانه منه ، وعرفت ما يقدم عليه عدوه وحزبكم .




1 ) يقول اويس القرني :

تناقل الناس :
لماذا لم يقل ويوضح أكثر نوعية الناس الذين يتناقلون هذه القضية أهم اشخاص عاديون أم أنهم علماء وباحثون ومحققون أيضاً
2 ) هنا في هذه الحادثة ليس الراوي فيها عزرة وانما رواها أرباب المقاتل والمؤرخون ..
فهنا تسقط حجة اويس القرني في هذه المقالة بحيث لا نستطيع أن ننفي الحوار الدائر بين حبيب وزهير بن القين فإذا فعلنا ذلك أسقطنا تحقيق بعض العلماء في هذه القضية التاريخية كما سيأتي وكما تسقط قضية كبيرة وهي بعض قضايا الإمام الحسين في كربلا إثر هذا النفي ( فلو أن الراوي عزرة لربما تحتاج الى نظر ولكن ليس عزرة الراوي لهذه الحادثة )





رابعاً :

يقول (اويس القرني )




وكان زهير ذاميول عثمانية على حدّ تعبير أحد جنود ابن سعد

وناقش الشيخ محمد جواد الطبسي في المجلد الثالث من كتاب»مع الركب الحسيني« هاتين التهمتين مناقشة مقتضبة سريعة غيرأنّها مركزة ودقيقة، فجزاهما اللَّه خير الجزاء،
هناك ما يثبت لنا أن الشهيد زهير بن القين


أقول :

1 ) التعبير كما ذكرنا لم يعترض عليه أحدٌ من المحققين وقد برر زهير هذا التعبير كما في حادثة حواره مع عزرة
2 ) أين ناقش الشيخ محمد جواد الطبسي هذه التهمة ( ولكن بتعبير القاضي ليس تهمة ولكنها قضية )
فقد تصفحنا هذا الكتاب ولم نرى سوى أن الشيخ محمد جواد الطبسي اثبت هذه القضية في كتابه ( مع الركب الحسيني .. ) كما هو الآتي
الجزء الثالث
زرود
فأرسل إ ليه الحسين : أنْ الْقَني أُكَلِّمْكَ.
فأبى أن يلقاهُ! وكانت مع زهير زوجته ، فقالت له : سبحان اللّه ! يبعث إليك ابن رسول اللّه (ص ) فلا تجيبه !؟
س ) لماذا أبى زهير أن يلقى الحسين ( ع ) في حين كما تدعيه انه كان مواليا اليس من المفترض
يا اويس أن يجيب زهير سيده أليس على العبد إطاعة مولاه فلماذا كان زهير كارهاً أن يأتي الحسين ؟ ولم يطع مولاه
س ) تقول الرواية ( وكان زهير مع جماعة من فزراة وبجيلة ، وكان يكره أن يساير الحسين في الطريق أو ينازله في منزل واحد .. )
1 ) ياترى لماذا زهير يكره أن يلتقي مع حبيبه الذي يتولاه فهل ياترى مؤمن آل فرعون يكره أن يلتقي مع نبي الله موسى ؟
وجاء في الجزء الثالث باب أسماء بقية الأنصار لمحمد جواد الطبسي حيث ذكر :
وقال النمازي (ره ): (سلمان بن مضارب بن قيس ، ابن عمّ زهير بن القين ، من اءصحاب مولانا الحسين صلوات اللّه عليه المستشهدين بالطفّ، كان مع زهير، فلمّا عدل زهير إ لى الحسين عليه السلام عدل معه ، وقُتل يوم عاشوراء رضوان اللّه تعالى عليه ، كما ذكره العلاّمة المامقاني في رجاله ، وكذا ذكره في عطيّة الذرّة .)



فما معنى عدل زهير

اليس انه خرج من الظلمات العثمانية الى الانوار الحسينية ؟
وعلى هذا الأساس فإن الشيخ محمد الطبسي لم يتحدث في كتابه عن قضية زهير بن القين من ناحية نفي عثمانية زهير السابقة وبهذا ينتفي ادعاء ( اويس القرني )
خامساً :
قضية بلنجر :
وهي مدينة من بلاد الروم
لمحة بسيطة حول هذه الواقعة
حدثت هذه الواقعة في عهد عثمان بن عفان فقد أرسل عثمان جيشه الى ( بلنجر )
1 ) لو كان زهير موالياً لأهل البيت فلماذا انظم الى جيش عثمان ؟ وقاتل تحت الأوامر العثمانية ؟


سادساً :

قال الحسين عليه السلام بعد خطبة زهير موجها كلامه النوراني لزهير :
( لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وابلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وابلغت لو نفع النصح والإبلاغ )


وقد استدل ( اويس القرني ) بهذا المقولة أن زهير كمؤمن آل فرعون )

فلو سلمنا أنه الامام الحسين وصف زهير كمؤمن آل فرعون ...
فهذا لا يبعد ولا ينفي ان زهير كان عثماني الهوى
كما كان مؤمن آل فرعون فرعوني الهوى فلما التقى مع نبي الله موسى ( آمن وصدق به ) وكذلك زهير بن القين كان عثماني الهوى ولما التقى مع وصي الله الحسين بن علي ( آمن به وصدقه به )


سابعاً :

اني لا أرى عيباً في زهيررضوان الله عليه بأن كان عثماني الهوى ومن ثم عدل وصار حسيني الهوى ( بل هذا فخر واعتزاز ) كما يفخر المتحول المخالف لطريق أهل البيت حينما يهتدي الى الطريق المستقيم طريق الحق والهدى
كما نفرح نحن أيضا بهم ( فقد ملأ زهير بعدوله وتحوله
قلوب اهل البيت ( ع ) كما ملأ قلوبنا فرحاً كما امتلأ قلب زهير استبشاراً لدخوله طريق الهداية والولاية ) وكما عاد الحر بن الرياحي والذي كان أحد القادة في الجيش الاموي وقدم توبته على يدي الحسين ( ع ) وهذا لا يُعد عيبا ولا يعير بأنه كان أحد قادة الجيش الاموي بل نفخرُ به
وكذلك حال وهب بن حباب الكلبي وهو رجل مسيحي لا يعرف عن الإسلام شيئاً لكن أخلاق الإمام الحسين (ع) وسمو ذاته صعقته فأنقاد إليه وأسلم على يديه وقاتل دونه حتى أستشهد ...

وفي الختام أقول :
إن هذا الموضوع هو رد للمغالطة الواردة في موضوع الأخ ( اويس القرني ) والذي ينفي فيه كرامة من كرامات الحسين عليه السلام وهي هداية ( زهير بن القين )
والسلام على الحسين
وعلى علي بن الحسين
وعلى أولاد الحسين
وعلى أصحاب الحسين