<<<<<



عدت إلى منزلي ،، فلقيت أخواتي في انتظاري ،،
ولقد كان لقاء ساخن المشاعر ،، عانقتهن واحدة تلو الواحدة ،،
قبلت وجنتيهن وأخبرتهن بمدى شوقي لهن ،،
رأيت أخي فحييته وحياني بحب أخوي محبب إلى القلب ،،
أخبرني بأنه سعيد بسلامتي ،، وسلامة زوجي ،،
باركن لي أخواتي زواجي _ وأن كانت مباركة متأخرة _
سألنني عن يوسف ،، كيف هي صفاته ،، ومن يشبه ،،
فقلت لهن : أني أغار عليه ،، ولن أخبركن كيف يبدو ،،
فتظاهرن بالغضب ،، فقبلت وَجْنَة كل واحدة منهن حتى رضين عني ،،
استأذنتهن للذهاب لغرفتي ،، أريد أن أخلد للنوم ،،
فلقد عشت أياماً مريرة متعبة ،، والحمد لله أنها انصرمت .
دخلت غرفتي ،،
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه لكم اشتقت لها ،، اشتقت لكل ركن فيها ،،
جلت فيها ببصري ،،
عادت لي الذكريات ،، هنا ضحكت ،، وهناك تسامرت مع أخواتي وصديقاتي ،، وهناك حزنت وبكيت.
استلقيت على فراشي ،، ووجدت دميتي بجوار وسادتي ،، مكان ما تركتها ،،
عانقتها وأخبرتها كم اشتقت إليها ،،
فعانقتني بدورها ،، وأخبرتني بحزنها لغيابي ،،
أخبرتها بأني لن أفارقها أبداً ،، وسآخذها معي لبيت زوجي ،،
فسعدت بذلك ،،
وضعت رأسي على الوسادة ،، أريد النوم ،،
تذكرت يوسف ،، وقلت في نفسي : ماذا يفعل الآن يا ترى؟
سأتلصص عليه ،، ثم وبخت نفسي على هذه الفكرة الغبية ،،
وقلت : وإن كان زوجي ،، فله خصوصية ،، ويجب علي احترامها .
ورحت في نوم عميق .

في الصباح ،، استيقظت على أصوات ضحكات أخواتي ،،
وتسللت إلى أنفي رائحة الخبز اللذيذ الذي تعده أمي .
نهضت من فراشي ،،
وأنا أتثاءب وأفرد يداي وأقول ما أحلى العودة للمنزل .
خرجت من الغرفة ،، فاجتمعن أخواتي حولي قلن : أخيراً استيقظت ،،
كنا نحاول إيقاظك ،، ولكن أمي منعتنا من ذلك ،،
تقول بأنك متعبة ،، ويجب أن تأخذي قسطك كاملاً من الراحة .
توجهت ناحية أمي ،، فوجدتها منشغلة في إعداد الطعام ،،
ففاجأتها باعتناقي لها من الخلف ففزعت ،،
و قالت : بسم الله الرحمن الرحيم ،،
يا بنت ألن تكبري بعد !!!!! أنت متزوجة الآن .
قلت لها : نعم ،، ولكني سأظل طفلتك المدللة أليس كذلك ؟
قالت : بكل تأكيد يا حلوتي .
لمعت عينيها بالدموع و تدحرجت دمعة منها ،،
سارعت إلى مسحها ،، ثم قلت لها : لا دموع بعد اليوم يا أمي .
قالت : أنها دموع الفرح يا عزيزتي ،، متى ستذهبين لرؤية زوجك ؟
قلت لها ،، ولقد عادت عبارته تلك إلى ذهني : بعد قليل يا أمي .
قالت : خذي الإذن من والدك أولاً .
قلت : حاضر ،، أبي تاج على رأسي يا أمي ،، حتى لو تزوجت ،،
سأبقى آخذ الإذن منه .




بعد مضي الشيء القليل من الوقت ،،الكثير بالنسبة لي ،،
ذهبت مع والدي لزيارة يوسف .
ذهب أبي للطبيب ليسأل عن صحة يوسف .
أما أنا فتوجهت للغرفة التي ينام بها يوسف ،، طرقت الباب ودخلت فحييته بشوق فقال : أخيراً جئت لقد اشتقت لك .
قلت له بدلال : أن كنت مشتاق لي ،، فلماذا لم ترد لي زيارتك ؟
قال : لأنك كنت متعبة ،، وأردت لك أن ترتاحي

طُرِق الباب ثم دخل والدي ،، حيا يوسف ثم رأى حمرة وجهي فضحك ثم قال : جعلكم الله في هناء دائم .
كيف حالك يا بني ؟
- يوسف : بخير والحمد لله .
- أبي : لقد سألت الطبيب عن حالك ،، فقال كل شيء يسير على ما يرام وجرحك في اندمال .
فحمدنا الله على ذلك .

ثم جلسنا نتسامر لبعض الوقت ،، استأذن أبي لبعض شؤونه . قال لي يوسف : عزيزتي راحيل ،، هل عذبك كثيراً ذلك اللعين ؟
عبست لكراهة ما ذكر ،، ثم قلت : لا عليك يا عزيزي ،، فلنحاول نسيان ذلك الموضوع المؤلم .
قال يوسف : أنا آسف لقد فتحت لك جراحك .
قلت : لا تأسف على شيء ،، المهم أننا خرجنا من كل ذلك أحياء
قال : الحمد لله .
جاء أبي وقال هيا يا أبنتي علينا الرحيل ،،لابد أن نترك يوسف ليرتاح .

فقال يوسف في لهفة : لا عليك يا والدي ،، فوجودها بجانبي راحة لي .
قلت بخجل : يوسف .
قال : ماذا !!!!!!!!! أنه والدك هل تخجلين منه .
قلت: يوسف كف عن ذلك .
ضحك والدي وقال : لا بأس يا عزيزي ،، أنت متعب ،، ولابد أن ترتاح ،، وأنا أعرف أبنتي ما أن تبدأ بالحديث لن تتوقف .
نظرت لأبي بدهشة وقلت : أبي !!!!!!!
ضحك الاثنان معاً ،،

فغضبت منهما ،، ونهضت أريد المغادرة ،، فأمسك يوسف بيدي وقال : إلى أين ؟ هل غضبت من الحقيقة إنا نمازحك فقط . نزعت يدي من يده ،، وأخرجت لساني له مثل الأطفال ثم خرجت .
قال والدي : لقد اشتقت لتلك المشاغبة كثيراً ،، سوف ألحق بها مع السلامة يا بني .
قال يوسف : مع السلامة ،، أوصيك بها ،، فهي جزء من روحي
قال أبي : أطمئن يا بني .




>>>>>>