<<<<<



جاء ذلك اللعين ،، وجلس على عرشه أمامي ،،
قال : يا مملوكتي ،،
أنا أعلم بأن ذلك الإنسي هنا ،، ولكني أحب أن أتسلى به قليلاً،، فلن أعجل بالقضاء عليه ،،
وأنت ألم تغيري رأيك ،، وتقدمي لي فروض الطاعة والولاء .
قلت صارخة به : لا وألف لا .
ضربني بسوطه الناري ،، فخرجت مني تأوهات مريرة ،،
قلت : لو قتلتني لن أفعل ما تريد .
قال : ماذا لو أعطيتك كنوز العالم ،،وأعطيتك كل

ما تحلمين به ،،
السلطة ،، والجمال ،،والعمر المديد ،،
سأجعلك إنسية دائماً ،،
لتعودي لذلك الإنسي لتنجبي الأطفال الذين حلمت بهم ،،
سأهبك السعادة الدائمة ،، وسأسخر شياطيني في خدمتك ،،
كل هذه الأمور وأكثر ،،
بمجرد سجدة صغيرة منك .
قلت مستهزئة منه : وهل ستخرجني من نار جهنم التي سأخلد فيها أن أطعتك ؟
قال : أنت من نار ،، والنار التي تتحدثين عنها لن تضر بك ،،
فقط أتبعي ما أقول وستفوزين فوزاً عظيماً .
قلت صارخة به : خسئت أيها الكاذب اللعين ،،
لن أفعل ما تريد ،،
سأعود لربي ،، وهو كفيل بإعطائي كل ما أريد فهو أكرم الأكرمين .
غضب وأشتعل ناره قال : وأين ربك الآن ،، أطلبي منه أن يخلصك مني أن كان يقدر ،، لقد تخلى عنك .
صرخت به : سبحان ربي الذي وسعت قدرته كل شيء ،، هو قادر على سحقك قبل أن يرتد طرفك إليك ،، أنت تتبجح بما أعطاك ،، وظننت بحلمه عليك بأنه غير قادر عليك .
هو لن يتخلى عني ،، فهو يمهل عبده ولا يهمله ،،
ولا يتخلى عن عبده مهما فعل ذلك العبد ،،
فسبحانه من عظيم ما أعظمه .
قال : حسنٌ سنرى من سينتصر في النهاية .

تركني وأنصرف ،،
قلت : نعم أيها اللعين سنرى من المنتصر .


مرت أيامٌ وليالٌ وأشهرٌ ،، وأنا محبوسة عند ذلك اللعين ،،
أحاول الاتصال بأهلي ذهنياً ،،
ولكني لا أستطيع ،، يوسف لا علم لي به ،، ولا أعلم أن كان على قيد الحياة أو ......... لا سمح الله ،،
عليَّ أن أبعد هذه الفكرة عن رأسي .
وذلك اللعين ما زال مستمر في تعذيبي ،، سواء بسياطه أو بوسوسته ،، أو بالصور التي يريني إياها ،،
ففي أحد المرات أراني صورة ليوسف ،، وهو يتعذب على يد أحد شياطينه ،، جسده مُلئ بالجراح ،،
والدماء تسيل من كل مكان منه ،، والكدمات السوداء تتجمع في وجهه وأنحاء جسده ،،
أغرقت نفسي في دموعي من شدة البكاء ،، أخذت أتضرع إلى الله بأن يحميه ،،
طلبت من ذلك اللعين مراراً أن يكف عن تعذيب يوسف ،،
فأنا غايته لا هو ،، ولكنه يرفض الاستماع لي ما دمت على رفضي لطلبه .


حدث في أحد الأيام ،، أن سمعنا أصوات حوافر خيول ،،
تضرب الأرض بعنف ،،
ثم سمعنا صوت قائل من بعيد : أيها اللعين ،، سلم نفسك المكان محاصر.
لقد عرفت الصوت .............

أنه صوت يوسف ،،
فرحت بذلك أيما فرح ،، سجدت إيماءً لله ،،
شكراً على سلامة يوسف ،،
انتقلنا بطريقةٍ ما للخارج ،، ورأينا جيش جرار ،، مؤلف من الجن الصالحين بقيادة يوسف ، ،
خذت أجول ببصري في وجوههم ،، ثم رأيت ............ أبي ،، وهذا أخي ،، وذاك عمي وهذا أبنه ،، إنهم أهلي ،، عشيرتي ،،
سعدت كثيراً ،، وأحسست بأني لست وحيدة ،، فلدي الكثير من الأحباء الذين جاءوا لإنقاذي .
صرخ يوسف ،، وقال : سلمنا زوجتي ،، وإلا قلبنا أسفل الأرض لأعلاها على رأسك .

زمجر ذلك اللعين وقال : أرحلوا من هنا قبل أن أبيدكم عن بكرة أبيكم .
صرخ به والدي : لن نرحل من هنا حتى تسلمنا أبنتي،، وأن لم تفعل لقيت حتفك على أيدينا .
غضب ذلك اللعين ،، وهاج وماج ،، ثم قال تجمعوا يا شياطيني . فتجمع أعوانه ،، وكونوا جيشاً ،، وقف ذلك اللعين في المقدمة وقال : أهجموا عليهم ولا تبقوا لهم من باقية .
قال يوسف صارخا : بسم الله وعلى ملة رسول الله نقاتل ذلك اللعين ،، أهجموا عليهم .

دارت معركة حامية الوطيس ،، هناك من يضرب برمح،،
وهناك من يرمي بسهم ،، وهناك من يقاتل بالسيف .
أخذت أراقب أحبتي ،، وكلما أقترب منهم لعين ،،
صرخت أحذرهم ،، وأدعو الله من كل قلبي أن يحفظهم ،،
تمنيت لو تُفك قيودي ،، لأحارب معهم صفاً بصف .
خر المقاتلون صرعى من كل جانب ،، وبقي القليل من الفريقين ،، صرخ اللعين : هذه حربي مع يوسف أتركونا لوحدنا .
تراجع شياطينه ،، فأمر يوسف الجن الصالحين بالتراجع كذلك . قال اللعين : أيها الإنسي لماذا دخلت إلى عالمنا ولماذا تقاتلنا ؟
قال يوسف : دخلت أدافع عن زوجتي التي أسرتها وعذبتها . فقال : إذن ،، أنت لا تقاتلني لأني أمرتها بالسجود لي ،، أنت لا تدافع عن أمر ربك .
قال يوسف غاضباً : خسئت يا لعين ،، أني أدافع عن أمر ربي ،،
ثم أدافع عن زوجتي التي أحبها .
قال اللعين : إذن ما يهمك في الأمر هذه المرأة ،، فأنت تحبها أكثر مما تحب ربك ،، ها أنتم البشر دائماً تقدمون محبة النساء على محبة ربكم .
أشتد غضب يوسف وقال : أنا أحب ربي وأعبده ،، وأن كنت أحب زوجتي فهذا أمر طبيعي خُلقت عليه .
قال اللعين : عزيزي يوسف ،، أنا أعلم ما في صدرك ،، وما تحاول أن تخفيه ،، لا بأس أن اعترفت بالحقيقة فلن يلومك أحد ،،
عزيزي لا فائدة من قتالك إياي من أجلها ،، فهي في الأخير ستعود لذويها ،، وتنساك لتعود وحيداً كما كنت دائماً .
قال يوسف : راحيل تحبني ولن تتركني وحيداً .
قال اللعين : ربما كانت تحبك ،، لأنها كانت وحيدة تائهة ،،
وأنت ملجأها الوحيد ،،
ولكن بعد أن وجدت أهلها أصبحت بغنى عنك .
أنزل يوسف سيفه ،، وأبعد ذرعه ،،ثم أطرق برأسه للأرض مفكراً ثم نظر لي بعيون حزينة .




>>>>>