<<<<<
توالت الأيام ،،
وتوالى ذهابنا إلى مركز الشرطة ،، لرؤية من يدعي بأنهم أهلي ،،
لنعود بخفي حنين ،،
فقدت الأمل برؤيتهم ،، ولكني أعزي نفسي بأن يوسف معي وهو كل عالمي .
الأحلام المزعجة لم تنقطع ،، حتى أني أصبحت لا أنام أبداً ،،
فإذا داهمني النوم ،، أستيقظ فزعة ،،
وهذا ما أضر بصحتي ،، وجعلني هزيلة ،،
وكذلك كثرة محاولتي لنبش ذلك القبر ،، الذي يرشدني إليه
أحدهم ،،
منعني يوسف أكثر من مرة أن أضر بنفسي تاركة الكثير من الجراح في جسدي وجسده ،،
أصبحت حياتنا جحيم لا يطاق ،،
يوسف يقف حائر ،، لا يعرف ماذا يصنع .
وأنا أموت في اليوم مئات المرات .
حدث في أحد الأمسيات التي كنت أتأمل الأشياء من حولي
_ كما هي عادتي _
أن سكن الكون فجأة ،، وأصبح الجو حاراً ،،
وعيوني أصبحت غائرة ،،
والرؤية أصبحت غير واضحة ،،
خفت كثيراً ،، وهممت بنداء يوسف ،،
ولكن أوقفني صورة شخص قادم من بعيد ،،
ثم أخذ يقترب شيئاً فشيئاً ،، حتى أصبح قاب قوسين أو أدنى
مني ،،
لقد عرفته ،،
أنه الرجل الناري ،، الذي يظهر لي في أحلامي !!!!!
قلت في نفسي: لابد أني أحلم .
فقال ليعود بي للواقع : أنت يقظة ولست تحلمين .
خفت كثيراً ،، وارتعدت أوصالي ،،
هممت بالهرب ،، فقال : لا داعي لهربك ،، فأينما تذهبين ستجديني .
قلبي يكاد يتوقف من شدة الخوف ،،
قلت له : من أنت وما تريد .
قال ساخراً : هل حياة البشر جعلتك لا تتذكرين أن تقدمي احترامك لسيدك .
قلت صارخة به : من أنت ،، وعن أي احترام تتحدث .
قال صارخاً وقد أشتعل نار : قدمي الاحترام لي يا مملوكتي .
قلت : لست ملك لك أنا حرة .
قال غاضباً وقد أشتعل أكثر: اسجدي لسيدك .
قلت غاضبة : أنا لا أسجد إلا إلى ربي وخالقي .
أشتد غضبه ،، فخرجت الحمم منه ،،
حتى أني خلت بأنه سيحرق المكان ،،
ثم قال : أبعدما حصلت على ما تريدين خالفت الاتفاق .
قلت وأنا أكاد أحترق بناره : عن أي أتفاق تتحدث ،، أنا لا أفهم ما ترمي إليه ،،
من أنت ؟
قال بكل فخر وعزة : أنا من أخرج أدم وحواء من الجنة ،،
أنا من شجع الأخ ليقتل أخاه ،، أنا من أمر بقتل الأنبياء ،،
أنا من أوحى بقتل الأبرياء ،،
أنا من نشر الفساد في الأرض ،،
أنا الشيطان الأكبر ،، أنا أبو الشياطين ،، أنا إبليس !!!!!!!!!
>>>>>






رد مع اقتباس

المفضلات