صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 40

الموضوع: طيف من عالم آخر ..

  1. #1
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3397

    طيف من عالم آخر ..

    طيف من عالم أخر
    للكاتب : غريب في وطنه

    -----------------------

    فتحت عيني ،،
    فلم أرى شيئاً فقد كنت في ظلام حالك ،،
    حاولت الحراك فلم أستطع إلى ذلك سبيلاً ،،
    حاولت الصراخ فلم أجد لي صوت يخرج ،،
    أحس بالاختناق فلا هواء هنا لأتنفسه ،،
    أحس بأني محتجزة في شيئٍ صغير ،،
    جالت في ذهني الكثير من الأسئلة منها :
    أين أنا ؟ كيف وصلت إلى هنا ؟
    يجب أن أخرج أكاد أموت ..
    بصعوبة بالغة استطعت رفع يدي ،،
    لأتحسس ما في الأعلى ..
    فوجدت رمال تسقط عليّ بروية من خلال شقوق في شيئٍ صلب لم أعرف ما هو ,،
    استجمعت قواي أو ما تبقى من قواي ،، ورفعت بكلتا يداي ما في الأعلى ،،
    وبقوة عجيبة حركته ،،
    أنا عن نفسي ،، لا أعرف من أين جاءت تلك القوة ،،
    تحرك ذلك الشيء وكأنه جبلاً ،،
    لأغرق بعدها في بركة من الرمال التي دخلت إلى عيني وأنفي وفمي لتزيد من اختناقي ،،
    استطعت رفع جسدي على أخر رمق بي ،،
    وما أن شعرت بالهواء ،، حتى بدأت بالسعال الشديد ،،
    حتى خلت أن قلبي سيخرج من مكانه ،،
    نهضت من بركة الرمال ،، وجلت ببصري في المكان فلم أستطع الرؤية ،،
    أغلقت عيني وفتحتها مراراً ..
    لعلي أهتدي لمكاني فلم أنجح ،،
    وبعد مرور شيئٍ من الوقت ،، ظهر ضوء خافت ،،
    من خلاله رأيت ،، أرض جرداء بها جزء من الرمال

    المرتفعة ،،
    وفي بدايتها شيئاً عريض ،،
    مكتوب عليه بعض العبارات التي لم استطع قراءتها ،،
    تجولت في المكان بقلبٍ خائف مضطرب ،،
    كنت أسير بين تلك الرمال المرتفعة ،، فأتعثر بإحداها وأسقط عليها فأنهض فزعة ،،
    أنا عطشى ،،
    والظمأ يكاد يفتك بي ،،
    ليحيلني لميته أن كنت على قيد الحياة ..





    وجدت باباً معدنياً كبيراً ،،
    وقلت في نفسي : هذه الوسيلة الوحيدة للخروج ،،
    ولكنه كبير وصلب ،، وأنا لا طاقة لي على دفعه فما

    العمل ؟
    هل أبقى هنا لحين طلوع الشمس فلربما رآني أحدهم وأخرجني ؟
    ولكن لا يوجد أحد هنا غيري ،،
    أخذت أوجه بصري هنا وهناك ،، فلربما أبصر طريقة للخروج ،،
    نظرت للباب ملياً ،، فوجدت شيئاً مرتفع قليلاً

    بجواره ،،
    مددت يداي وأمسكت به ،، فأحسست بالخدر

    فيهما ،،
    ولكني قاومت ورفعت برجلي لتصل لأعلى ذلك الشيء ،،
    ثم حاولت رفع جسدي ،، وبصعوبة بالغة نجحت ،،
    فوصلت لسطحه ،، ورميت بجسدي عليه ،، وأنا أتنفس بقوة ،،
    بعد مضيء شيئاً من الوقت ،، استعدت جزءاً من

    قوتي ،،
    ووقفت على رجلي المرتجفة ،،
    ثم نظرت للمكان بعين متفحصة ،،
    فرأيت شيئاً أعلى منه ،، فقفزت إليه ،،
    أصبحت قريبة من الجدار الملتصق بالباب ،،
    مددت يدي إليه ،، فأمسكت به ،، ثم رفعت جسدي محاولةً تسلقه ،،
    نجحت في ذلك ،،
    ولكن ،،
    لضعف جسدي ،، لم أتزن فسقطت من عليه للجهة الأخرى ،،
    وكانت سقطة غير سهلة ،،
    فأحسست بعدد من عظامي تتكسر ،، إن لم تتكسر بأكملها ،،
    بقيت هناك مرمية على الأرض ،،
    أتأوه من فرط الألم ،، ولقد مر من الزمن ما مر ،،
    مددت يدي استند للجدار ،، أحاول النهوض ،،
    فنهضت كعجوز احدودب ظهرها ،،
    وضعت يدي على ظهري ،، وسرت الهوينة ،،
    و أنا متعبة ،، عطشى ،، جائعة ،، وخائفة حد الجنون ،،
    سرت في أرض جرداء خاليه ،،
    فكنت أسير تارة ،، ثم أقع تارة أخرى ،،
    وهكذا حتى بصرت بضوءٍ قادم من بعيد ،،
    هرولت له سعيدة ،،
    حتى تبين لي أن الضوء يخرج من كوخٍ صغير ،،
    وصلت للباب وأنا الهث ،،
    طرقته بما أوتيت من قوة ،،

    خرج لي صاحب الدار ،، وما أن رآني حتى كادت عيناه تخرج من محجريها ،،
    وقال بصوت مرتعب :
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،، بسم الله الرحمن الرحيم ،،
    لابد أني أحلم ..
    ثم أغلق الباب بقوة ،،
    طرقت الباب مجدداً ،، ولكن بشكل أقوى من

    السابق ،،

    ففتح الباب بوجه مصفر وقال :
    لم أكن أحلم ،، لم أكن أحلم ،،
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
    ما باله خائفاً هكذا ؟!

    دخلت للداخل ،، فتراجع هو رامياً الأشياء من خلفه ،، وهو يكرر كلامه السابق ،،
    حاولت النطق فلم استطع ،،
    فلساني كالخشبة المسندة من العطش ،،
    حركت يدي لأفهمه ما أريد ،،
    فازداد هلعه حتى وقع على الأرض ساكناً ..
    هززت جسده بيدي ،، فلم يجبني هل مات يا ترى ؟
    حاولت مجدداً ،، ولكن بدون جدوى ،،


    تركته ثم بحثت عن بغيتي .... الماء ،،
    لمحته من بعيد ،،
    فأسرعت إليه ،، أمسكت بالإناء بيداً مرتجفة ،،
    حتى أن نصفه أنسكب على الأرض ،،
    قربته من فمي ،، وارتشفته ارتشافاً بللني من أعلاي حتى قدماي ،،
    شربت وشربت حتى ارتويت ،،
    بحثت عن شيئاً أكله ،، فوجدته ثم أكلت حتى شبعت ،،
    رأيت الفراش ،،
    وأنا أشعر بالتعب ،، فاستلقيت عليه ،،
    ثم أسدلت جفوني ،، ورحت في نومٍ عميق ..



    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  2. #2
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3397

    رد: طيف من عالم آخر ..


    <<<


    ظلام حالك ،،
    أين أنا ،،
    لقد كنت أنام في الكوخ الصغير ،، حاولت الحراك فلم

    استطع ،،
    إلهي لقد عدت لذلك المكان الضيق المظلم !!!!
    عليَّ الخروج ،،
    صرخت ولم يخرج صوتي ،،
    يا صاحب الكوخ أخرجني ،،
    سأموت ... سأموت ،،
    أنا خائفة ،، لا أريد البقاء هنا ،،
    يجب أن أخرج ،،
    حركت جسدي بعنف ،، وحاولت الخروج كما خرجت في المرة الأولى ،،
    فرفعت يدي ،، وركلت برجلي فلم أفلح ..


    ********************

    فتحت عيني ،،
    فرأيت الصباح قد أنبلج ،،
    نهضت من الفراش الذي أنام عليه ،، وجسدي يتصبب عرقاً ،،
    رأسي يؤلمني بشدة ،، كأن بداخله قنبلة توشك على الانفجار ،،
    تجولت في أرجاء المكان ،،
    فلم أرى ذلك الفتى صاحب الدار ،، فتساءلت أين عساه ذهب ،،
    خرجت لأبحث عنه ،، وسرت قليلاً ،،
    فرأيته مستلقياً تحت جذع شجرة سقطت أوراقها ،،
    أمسكت بيده أهزها ليستيقظ ،،
    وبعد برهة استيقظ ،، وما أن فتح عينيه ورآني حتى أرتجف

    هلعاً ،،
    لدرجة أنه ضرب رأسه في جذع الشجرة ،،
    تأوه من الألم ،، فحاولت مساعدته ،،
    ولكنه أبتعد زحفاً للخلف ،،
    وقال باضطراب :
    بسم الرحمن الله ال..... ،، أعوذ من الشيطا........

    بالله ،،
    ماذا....... مني...... تريدين ،،
    أبتعدي ...... لم أوذي ....أحد منك ...... أو من ...... غيركم ..
    قلت مستفهمة : منا ؟! من نحن ؟
    قال : منكم أنتم ..
    قلت : نحن ,، من نحن ؟
    قال : أرحلي..... من ....هنا..... فوراً ..
    بسم لله ،، اعتصم.... بكلمات الله ... من أن ....... تؤذيني ..
    قلت : إلى أين أذهب ؟
    قال : إلى عشيرتك ..... ،، بني جنسك ....،،
    للمكان الذي ..... منه ....
    قلت : خرجت من مكان ضيق ،،
    مظلم ،، مدفون تحت الرمال ،،
    ولقد خرجت منه بصعوبة ،،
    لأرى أرض بها رمال مرتفعة في بدايتها أعمدة مكتوب عليها بعض العبارات ..

    قال : خرجتي من قبر !!!!!!!!!!!
    يا إلهي أكاد أجن ،،
    عودي لقبرك ،، هيا انصرفي ..

    تركني وذهب مسرعاً ،،
    ولقد كان خائفاً حد الجنون ،،
    فكان يسير حيناً ،، ويقع حيناً آخر ،،
    ويلتفت للخلف فيراني فيزداد خوفه ..

    جلست القرفصاء في مكاني ،، متسائلة :
    من هم عشيرتي وبني جنسي الذين تحدث عنهم الفتى وأين أجدهم ،،
    هل أعود لذلك القبر كما دعاه الفتى ؟

    نهضت وسرت على غير هدى ،،
    حتى وجدت نفسي أعود للكوخ ،،
    جلست أمام الباب حتى انتصف النهار ،، واشتد الحر ،،
    فشعرت بالعطش والجوع كذلك ..


    فُتِحَ الباب ،،
    فخرج ذلك الفتى ،، وما إن رآني حتى عاد أدراجه ..

    سمعت صوته من خلف الباب ،،
    يقرأ كلمات عذبه ،،
    تسللت إلى روحي ،، فأسكنت الطمأنينة فيها ،،
    أحس أني أعرف تلك الكلمات ،،
    نعم ،، أنه القران الكريم ،،
    آآآآآآه رأسي ،، رأسي يكاد ينفجر ،،
    أحس بالاختناق ،، أريد هواء أتنفسه ،،
    أخذ صدري يعلو ويهبط ،، وضربات قلبي في ازدياد مخيف ،،
    توجهت ناحية الباب أريد طرقه ،،
    ولكني هويت على الأرض ،، غائبة عن الوعي ...


    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  3. #3
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11281

    رد: طيف من عالم آخر ..

    روووووووووووووووووووعه
    روووووعه ... رووووعه
    راااائعه انتي بكل معنى الكلمه
    قصه حليو... بجد كنت انتظرها بفرغ الصبر
    موفقه لكل خير وصلاح
    دمتي بود غاليتي

    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  4. #4
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3397

    رد: طيف من عالم آخر ..

    هلا بك يالغلا

    ~~ الرائع حضورك ودائماً في المقدمة ~~

    " حلوّت دنياش ببركات محمد وآله"

    ذاك من ذوقك

    اشكر لك طيب تواجدك

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  5. #5
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3397

    رد: طيف من عالم آخر ..

    >>>>


    رأيت نفسي في ممر متشعب ،، مظلم ،،
    سرتُ خائفة ،، حتى وصلت لنهايته ،،
    فوجدت باباً ففتحته ،،
    ورأيت مكاناً تملؤه حمم نارية ،، فخلت أنني في جوف بركان ،،
    وهناك رأيت شخص يخرج من جسده نار ،، من غير أن يحترق ،،
    وكان ينظر لتلك الحمم بسعادة ،،
    ثم نظر إليَّ بعينه الحمراء ،،
    نظرة اقتلعت قلبي من مكانه ،، فابتسم لي ثم اختفى ،،
    بحثت عنه وناديته فلم أجد له أثر ..

    ---------------------------



    استعدت وعيي ،،
    وفتحت عينيَّ ،،
    لأرى ذلك الفتى جالساً على مقعدٍ بعيدٍ عني ،،
    وقال : أخيراً نهضتي ..

    قلت : كيف جئت إلى هنا ؟
    قال : لقد خرجت قاصداً الذهاب للمسجد ،، لأداء الصلاة ،،
    فرأيتك ملقاة على الأرض ،، وأشعة الشمس تحرقك ،،
    فَـرَقَّ قلبي لحالك ،، وحملتك إلى هنا ،،
    أرجو أن تبادلي الإحسان بالإحسان ،،
    وأن لا تلحقي بي سوءاً ..

    قلت : ولماذا ألحق بك السوء كما تقول ؟
    قال : لأن لا عمل لكم إلا إلحاق الضرر بنا ..
    قلت : نلحق الضرر بكم !!!!
    بكم من أنتم ؟

    قال متبرماً : نحن البشر
    قلت : أنت تقول نحن ،، تعني نفسك من البشر ،،
    وتقول أنتم تعني نحن فمن نحن ؟

    قال : أنتم معشر الجن ..
    قلت حائرة : الجن !!!!
    هل أنا من الجن ؟ ومن هم الجن ؟

    قال ينهي الحديث :
    الحديث معكِ يطول ،،
    ويجب الآن أن أغادر لعملي ،، فالبحر لا يجود بعطاياه للمتكاسل ..
    وعند عودتي ،،
    أتمنى أن لا أجد كل عشيرتك هنا ،، كما أرجو أن لا تعبثي في المنزل في غيابي ،،
    أريد أن أعود لأجد كل شيء كما هو هل هذا واضح ..


    تركني وانصرف ،،
    فأخذت أردد عباراته في ذهني ،، لعلّي أفقه شيئاً مما قال ..
    أنا من الجن وهو من البشر فكيف ذلك ،،
    فكرت وفكرت ،، حتى شعرت بألمٍ شديدٍ في رأسي ،،


    تجولت في المنزل ،، أتعرف الأشياء ،،
    فلربما اهتديت لمعرفة هويتي ..
    لم أجد شيئاً ذا قيمة ،، فخرجت أبحث عن هويتي في الخارج ،،
    فلم أهتدي سبيلاً لذلك ،،


    وعدت أدراجي لداخل المنزل ،،
    وقفت أمام المرآة ،، وهالني منظري ،،
    التراب يغطيني من الأعلى حتى الأسفل ،،
    وثيابي ممزقة ،، والجراح تملأ جسدي،،
    فقلت في نفسي يجب أن أزيل هذه الأتربة عني ،،
    وكما ينبغي تبديل هذه الثياب ،،
    بحثت عن ثياب ارتديها ،،
    فوجدت شيئاً صالحاً فأخذته ،،
    ثم توجهت لغسل جسمي ،، وتبديل ملابسي ..


    قاربت الشمس على المغيب ،،
    ولم يعد ذلك الفتى ،،
    فخفت كثيراً من أن يرحل ،، ويتركني هنا وحيدة حائرة بين

    أفكاري ،،


    وما هي إلا لحظات حتى فُتِحَ الباب ،، ليدخل ذلك لفتى ،،
    ألقى عليَّ كلاماً أعتقد بأنه تحية أو ما شابه ،،
    فلم أقابله بالمثل لجهلي بذلك ،،


    فقال : ردي السلام ...... يا لغبائي فأنت لست منّا لتردي سلامنا ..
    قلت في نفسي : لقد عاد لحديثه السابق أنتم ونحن ..

    تسمر في مكانه ولم يتحدث ،،
    وأخذ ينظر إليَّ فاغراً فاه ،،
    فقلت في نفسي : هل عاد لخوفه مني ؟




    وبعد برهة
    قال : أنت غاية في الجمال ،، سبحان من خلقك ،،
    لقد رأيت العديد من الجميلات ،، ولكن بمثل جمالك لم أرى ..
    صَمَتَ لفترة ،، ثم نكَسَ رأسه ،،
    وأخذ يتمتم بكلمات ،، سمعت منها :
    أستغفر الله ربي ،، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..

    جلس مبتعداً وقال :
    يا لحمقي !!!!
    بسبب سوء مظهرك السابق ،، وخروجك من قبرٍ في منتصف

    الليل ،،
    ظننت بأنك من الجن ،،
    ولكن الآن لا أرى اختلاف بينك وبيني ،،
    فأطلب عفوك ..

    قلت غاضبة :
    قبل رحيلك تقول بأني سألحق بك الضرر ،، لأني من الجن ،،
    والآن تقول بأني من البشر ،،
    كن واضح في كلامك ،، يكفيني تيه وحيره ،،
    هل أنا من البشر أم من الجن ؟

    قال : أنا آسف ،، أنت من البشر ..

    حسنٌ ،،
    فلنتعارف ،، أنا يوسف ،،
    وأنت ما أسمك ؟

    قلت : أنا !!!!!!!!
    اسمي !!!!!!! ........ لا أعرف ..

    ثم انتابني ألم شديد في رأسي ..
    قال : لا بأس ،،
    لماذا كنت في القبر ،، وكيف خرجت منه ..

    قلت ،، وألم رأسي في ازدياد :
    لا أعرف لماذا ،، ولا أعرف أني كنت في قبر ،،
    فأنت من يقول ذلك ،،
    فإذا كنت تقصد ذلك المكان الضيق ،،
    فأنا لا أعرف من أين جاءتني الفكرة ،، أو القوة ،، لأخرج من هناك ..

    قال : يبدو أنكِ فقدتِ الذاكرة ،، وأن وراءكِ سراً كبيراً .
    قلت ممسكة برأسي ،، صارخة :
    لا أعرف ..... لا أعرف ....
    آآآآآآآآآآآآآآآآآآه رأسي ..

    ثم سقطت على الأرض ،، فاقدة الإدراك ..



    <<<<
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  6. #6
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3397

    رد: طيف من عالم آخر ..


    >>>>



    استرديت وعيي ،،
    وكنت مستلقية في غرفة يملؤها اللون الأبيض ،، تفوح منها رائحة غريبة ،،
    وكنت محاطة بساتر أبيض اللون ،،
    ومن خلفه كان يوسف يجلس ،، ومعه رجل آخر يلبس معطف أبيض ..
    سمعت يوسف يقول له :
    أيها الطبيب كيف حالها الآن ،، هل هي بخير ؟
    فرد عليه الرجل الذي دعاه بالطبيب :
    حالتها مستقرة الآن ،،
    ولكن أخبرني هل تواتيها حالة الإغماء هذه باستمرار ؟
    - يوسف : لحد علمي هذه المرة الثانية .
    - الطبيب : وتقول بأنها تصرخ من ألم رأسها ..
    - يوسف : نعم ،، واعتقد بأنها فاقدة للذاكرة ،،
    فكلما سألتها عن شيئ يخصها تقول بأنها لا تعرف ..
    - الطبيب : إذن أنت لا تعرفها ؟
    - يوسف : لا ،، أنا لا أعرفها ،،
    فقد كانت مجرد عابرة سبيل ،، وأنا أشفقت عليها ،،
    واتيت بها إلى هنا ،،
    - الطبيب : في هذه الحالة ،، يجب أن تذهب لمركز الشرطة ،،
    وتقدم بلاغ بوجود الفتاة معك ،،
    لتخلي مسؤوليتك من الأمر،، وحتى لا تتهم بخطف الفتاة ..
    وليتم التعرف على هوية الفتاة ،،
    فلا بد بأن أهلها يبحثون عنها الآن ..

    - يوسف : خطفها!!!!!!
    أخبرتك بأنها طرقت بابي تريد المساعدة ،،
    وأنا ساعدتها فقط ..





    نهضت من على الفراش ،،
    وتوجهت ناحيتهما ،، وقلت :
    وهل يستطيع هؤلاء مساعدتي حقاً في معرفة من أكون ؟
    - الطبيب : تعالي هنا يا بنيتي ،،
    أخبريني ألا تتذكرين أي شيئ عن حياتك ،، ولو كان شيئاً صغيراً .


    فقلت : لا ......
    لا أذكر..
    - الطبيب : حسنٌ أجلسي هنا ،،
    وأخبريني ما هذا الشيء الذي تجلسين عليه ؟
    قلت : مقعد


    - الطبيب : وهذه التي أضع عليها أشيائي ؟
    قلت : منضدة


    وأخذ يسألني عن عدة أشياء ،،
    وأنا أجيب ،، ويوسف يستمع لحديثنا ،،
    انتهى الطبيب ،، ووجه حديثه ليوسف قائلاً :


    إنها تعاني من فقد جزئي للذاكرة ،،
    فالأساسيات موجودة في ذهنها والحمد لله ،،
    وسأجري لها عدة فحوصات ،، للتأكد من سلامة الدماغ ووظائفه الأخرى..
    - يوسف : ولكن ما سبب ألم الرأس الذي تعاني منه ؟
    - الطبيب :


    ذلك من رغبتها المتزايدة في تذكر ماضيها ،،
    نتيجة ذلك ،،

    يحدث ضغط على الأعصاب الموصولة بالدماغ فتشعر بالآلام ،،
    فعليها أن لا تجهد عقلها في هذا الأمر ،،
    فذلك قد يسبب تلف الأعصاب ،، وبالتالي العاقبة الغير محمودة للدماغ لا سمح الله ..




    قام الطبيب بالفحوصات التي تحدث عنها ،،
    ثم انتظرنا مدة من الوقت ،، حتى تظهر نتيجة الفحوصات ،،
    فلما ظهرت ،،
    أخبرنا الطبيب بأن كل شيء سليم ،،
    وسوف تعود ذاكرتي تدرجياً ،،
    ولكن ،،
    ينبغي لي أن لا أجهد عقلي في التذكر ..
    شكرنا الطبيب ،، وغادرنا ،،


    وفي الطريق ،، أخبرني يوسف بأننا يجب أن نذهب لمركز
    الشرطة ،،
    كما قال الطبيب ،،
    ولكن أولاً ،، يجب علينا الذهاب للسوق ،،
    لأنه يريد أن يشتري لي ملابس ،، وعباءة تغطي جسدي ..


    فقلت له : وهذه الملابس التي أرتديها ألا تصلح ؟؟

    قال متبسماً : أنك ترتدين ملابسي ،، وهي ملابس رجالية ،،
    أنا أقصد ملابس نسائية ,،
    وكما يجب أن ترتدي العباءة ،، لتحميك من أعين الناظرين الجشعة ..
    قلت مستسلمة : كما تشاء ..





    ذهبنا للسوق ،،
    ورأيت العديد من البشر ،، كما يسميهم يوسف ،،
    ولكن ،،

    أين الجن الذين تحدث عنهم ؟؟!
    فلا أرى أحد منهم ،،
    فسألت يوسف قائلة : كل هؤلاء يشبهونني أو يشبهونك ،، أي من البشر كما تسميهم ،،
    فأين الجن الذين تخاف منهم ؟؟


    فقال ضاحكاً : نحن لا نرى الجن ،،
    نعم هم يعيشون معنا ،، ونحس بهم ،،
    ولكنا لا نرى منهم إلا القليل النادر ..


    قلت : ولماذا تخاف منهم ؟

    قال : لأن الإنسان بطبعه ،، يخاف ما يجهله ،،
    مثل الموت والمستقبل ،، فالإنسان لا يعرف عنهما شيئاً لذلك يخاف منهما ..
    فنحن لا نعرف عن الجن إلا بما أخبرنا به القران الكريم ،، والسنة النبوية الشريفة ..


    قلت : وماذا يقول القران الكريم عنهم ؟

    قال : يقول القران أن من الجن :
    مؤمن صالح ،، وهؤلاء لا خوف منهم ،،
    ومنهم كافر مثل الشياطين ،، الذين يكرهون البشر ،، ويحبكون له المكائد ..


    قلت : ولماذا كل هذا الكره ؟

    قال : ذلك حديث يطول ،،
    مفاداه أن الله سبحانه لما خلق أدم عليه السلام ،،
    كانت الملائكة تعبد الله سبحانه_ وكان الشيطان معهم يعبد الله كذلك_ ،،
    أمرهم بالسجود لأدم ،، فسجدوا له ،،
    إلا الشيطان الأكبر ،، إبليس اللعين ،،
    أبى السجود له حقداً وحسداً ،،
    وعصى أمر ربه ،،
    وتعهد لكل بني البشر بالغواية نكاية في أبيهم أدم ..


    قلت : وهل يصح السجود لغير الله سبحانه ؟

    قال : لا يصح ،،
    فالله أمرنا بالسجود له وحده ،، ومن يفعل ذلك يلقى اللعن وسوء المصير ،،
    أما ما كان من سجود الملائكة لأدم ،،
    فهذا امتثال لأمر لله وإطاعة له .



    شردت بذهني بعيداً ،،
    بالقرب من عصيان الشيطان الأكبر لربه ،، وإطاعة الملائكة

    لربهم ،،
    وأن السجود لا يصح إلا لله سبحانه ..



    <<<<
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  7. #7
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11281

    رد: طيف من عالم آخر ..

    ماشاءالله رووووووووووووووووووووووعه بجد
    قصه ولااااا احلى
    انتظرك بفارغ الصبر غناتي
    لاخلا ولاعدم من جديدك المميز
    حوائج مقضيه غناتي
    دمتي بود
    موفقه

    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  8. #8
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3397

    رد: طيف من عالم آخر ..

    هلا وغلا بك أحلى دمعة

    منوره دائماً عزيزتي

    عذراً ع التأخير

    لاعدمتك ياكل الغلا



    دمتِ بجمال روحكِ
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  9. #9
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3397

    رد: طيف من عالم آخر ..

    <<<<



    انتهينا من التسوق ،، بعد أن جعلني يوسف أذهب لمكان تبديل النساء لملابسهن ،،
    لأبدل ملابسه ،،
    وأرتدي الملابس الجديدة ،، وكذلك العباءة ،،
    تلك القطعة السوداء التي لم أعرف كيف أرتديها ،،
    طلبت منه المساعدة ،،
    فساعدني في ذلك ،، ولف الحجاب على رأسي ،،
    ليحميني من أعين الناظرين كما يقول ..




    ذهبنا لمركز الشرطة ،،
    وهو مكان به الكثير من الرجال الذين يرتدون الملابس نفسها ،،
    ولكن لا أعلم لماذا أوجست منهم خيفة ..
    خاطب يوسف أحدهم قائلاً :
    جئت لأقدم بلاغ ،، بأن لدي فتاة تعاني من فقد الذاكرة ،،
    وهي لا تعلم من تكون ،، أو من هم أهلها ،،
    ولديَّ تقرير من الطبيب الذي عالجها يؤكد صحة كلامي ..

    - الرجل : وكيف صارت معك ؟
    - يوسف : لقد كانت عابرة سبيل ،، طرقت بابي تريد المساعدة فساعدتها ..


    ثم توجه بنظره ناحيتي ،،
    فازداد خوفي ،، وحاولت الاختباء خلف يوسف ،،
    ثم قال بطريقة فظة: أيتها المرأة هل صحيح ما يقول هذا الرجل ؟


    فقلت خائفة : نعم صحيح ما قال ..

    قال : ألا تذكرين اسمك ،، أو اسم عائلتك ،،
    أو أي شيئ ممكن أن يدلنا على هويتك ؟
    فقلت بخيبة أمل : لا .....
    لا أتذكر شيئاً ..



    توجه بحديثة ناحية يوسف ،،
    وطلب منه أن يكتب معلومات عنه ،، في سجل خاص لديهم بحد تعبيره ،،
    وبعد أن انتهى يوسف من ذلك قال له الرجل :


    ستبقى عندنا ،، حتى يتم التعرف على هويتها ،،
    سننشر في الصحف المحلية إعلان ،،
    عن وجود فتاة فاقدة لذاكرتها ،، مع ذكر أوصافها بالطبع ،،
    فلربما قرأ أهلها الإعلان وجاءوا لأخذها ..

    - يوسف مستنكراً : وكيف تبقى فتاة في مركزٍ للشرطة يحوي العديد من الرجال ،،
    بالإضافة للسارقين والمجرمين وغيرهم ..
    - الرجل مستهزئاً :
    وهل تريد لها مثلا ًأن تبقى في القصر الملكي ..
    - يوسف : سوف أعود بها للمنزل حتى تجدوا أهلها ..
    - الرجل : وهل أنت متزوج ،، أو لديك أم أو أخت أو أحد الأقارب في منزلك ؟
    - يوسف : لا لست متزوج ،، وأعيش بمفردي ..


    - الرجل صارخاً : وهل تريد أن تبقى معها منفرداً بها ،، والشيطان ثالث لكما ،،
    بالطبع لن نسمح بذلك ،، فحمايتها من مسؤولياتنا ..



    خفت كثيراً ،،
    وأخذت ضربات قلبي في ازدياد ،،
    أمسكت بطرف ثوبه ،، مخافة أن يتركني هنا ويرحل ،،
    قلت له راجية :


    يوسف ،، أرجوك لا تدعني هنا وترحل أنا خائفة .....
    - يوسف : أنا أسف لا استطيع أخذكِ معي ،،
    كلامه فيه جانب من الصحة ،، فلا رابط بيننا يخول لنا البقاء لوحدنا في المنزل ..


    قلت وقد شارفت على البكاء :
    أن كنت تريد مني أن أترك منزلك ،، فسوف أغادر ،،
    ولكن لا تتركني هنا ..


    ثم وجه حديثه للرجل : وماذا لو تركتها مع أحد معارفي من
    النساء ؟

    فقال الرجل ساخراً : وما الذي يجعلني أصدقك ،،
    وما يدريني ،،
    لعلك من أوصلها لحالة فقدان الذاكرة ،، وجئت بها إلى هنا لتبعد الشبهات عن نفسك ..


    غضب يوسف ،،
    وهمَّ بضرب الرجل ،، ولكنه تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة ،،
    وانصرف ليتركني خلفه ،،
    حاولت اللحاق به ،، ولكن ذلك الرجل وقف حائلاً بيني وبين بغيتي ،،
    ونظر لي نظرة مرعبة ،،
    ذكرتني بنظرة ذلك الرجل الناري في حلمي ،،
    اقترب مني ،، فابتعدت للخلف وصرخت بأعلى صوتي :
    يوسف أنقدني ،، يوسف .... يوسف ..





    >>>>>
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  10. #10
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3397

    رد: طيف من عالم آخر ..

    <<<<<



    مرت عدة دقائق ،، خلتها دهراً ،،
    حتى عاد يوسف ،،
    ولقد أرتاح قلبي المضطرب ،، فخاطب الرجل :
    وماذا لو تزوجتها ،، هل ستدعونها تغادر معي ..
    - الرجل : وما يدريني أنك ستتزوجها حقاً ..
    - يوسف : أتزوجها الآن أمامك ..
    - الرجل ساخراً : هذا مركز شرطة ،، وليس مكان للزواج أو الطلاق ..
    - يوسف غاضباً : لقد حيرتني ،، أنا لا أريدها أن تبقى هنا ،،
    وأنت ترفض زواجي بها فما الحل برأيك ؟
    - الرجل يريد الخلاص من الموضوع : حسن ٌ حسن ٌ سندعو أحد رجال الدين ليزوجكما ..




    بعد وقت طويل من الانتظار ،،
    جاء رجل ملتحي ،، خاطبه الرجل المخيف قائلاً :
    إنهما يريدان الزواج .
    - الرجل الملتحي : في هذا الوقت وهذا المكان ؟!!
    - يوسف : الظروف اضطرتنا إلى ذلك ..
    - الرجل الملتحي : أنت الزوج وهذه الزوجة ؟
    - يوسف : نعم .
    - الرجل الملتحي : وأين ولي أمرها ؟
    - يوسف : إنها فاقدة الذاكرة ولا نعرف أهلها .
    - الرجل الملتحي : وما يثبت كلامك ؟
    - يوسف : لدي تقرير طبي يثبت صحة كلامي .
    ثم سلمه يوسف الأوراق وأطلع عليها فقال : هذه أغرب حالة زواج تمر بي ،،
    سنبدأ بالإجراءات ،، أعطني بطاقة هويتك .
    فأعطاه يوسف ما أراد ثم قال : أنت يوسف بن .... تريد الزواج من هذه الفتاة ،،
    على سنة الله ورسوله بصداق وقدره ....... كم صداق المرأة ؟
    - يوسف في خجل : أنا لا أملك المال في الوقت الراهن .
    - الرجل الملتحي : ولو بخاتم من حديد .
    - يوسف : أعلمها كتاب الله وأحكام الدين .
    - الرجل الملتحي : وخير الصداق ذلك .
    توجه بخطابه ناحيتي وقال : أيتها المرأة ،،
    هل تقبلين الزواج من هذا الرجل بالصداق الذي ذكره ؟

    في الحقيقة ،،
    أنا لم أفقه مما دار حولي ،،
    ولكني فهمت ،،
    بأني سأغادر هذا المكان المخيف مع يوسف ،،
    فقلت : نعم أقبل .
    - الرجل الملتحي : على بركة الله .
    ثم دون ذلك في أوراق أمامه ،، وقال ليوسف : أين الشهود ؟
    - الرجل المخيف : أنا مع زميلي هذا .
    وكان رجل يقف بجواره ،، ناولاني بطاقة هويتكما..
    ثم عاد للكتابة في أوراقه ،،
    وقال ليوسف : خذ زوجتك وانصرف ،،
    ولابد أن تحضر غداً صباحاً ،،
    لتوثيق عقد الزواج ،، في محكمة الزواج .

    وافق يوسف ،،
    ثم رحلنا من ذلك المكان المخيف ..



    ---------------



    عدنا للكوخ ،،
    ولقد كان يوسف صامتاً طوال سيرنا ،،
    فلما دخلنا ،،


    سألته : أراك صامت على غير المعتاد ..

    قال : أنا خجل منك ،،
    لو أني لم أستمع لما قال الطبيب ،،
    ما عرضتك لكل ذلك ..


    لم أفهم ما يقصد ،،
    ولكنه بدا لي حزيناً ،، فحاولت رفع حزنه ..


    فقلت له : لا بأس عليك ،،
    المهم أنني بخير الآن .


    قال : بالنسبة للمال ،،
    سوف أهبك إياه ،، عندما أجني ربحاً من بيع السمك ،،
    وسوف أبذل قصارى جهدي لأوفر لك حياة كريمة تليق بك ..


    قلت : وما حاجتي للمال ،، فكل ما أريده أن أعرف من أكون .




    >>>>>
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  11. #11
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11281

    رد: طيف من عالم آخر ..

    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    ماشاءالله عليك ورد
    بجد دائماااا مميزه...
    بجد رووووووووووووووعه مررره
    موفقه لكل خيـــــر
    دمتي بود
    لاخلا ولاعدم منك جديدكِ الرااائع

    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  12. #12
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3397

    رد: طيف من عالم آخر ..

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد

    مرحبا بك يالغلا

    الروعة والتميز يكمنان في حضورك الذي يضفي التألق دائماً

    لاعدمت تواصلك ودعواتك الطاهره


    دمتِ بجمال روحك ودوام التوفيق من الله تعالى
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  13. #13
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3397

    رد: طيف من عالم آخر ..


    <<<<



    انتصف الليل ،، وذهب يوسف لينام ،،
    أما أنا فبقيت أتأمل النجوم في السماء .
    أقول مخاطبة النجوم والقمر :


    من أنا
    ومن أكون


    أرى نفسي

    وسط طريق متشعب مظلم مخيف
    إلى أين أمضي
    وإلى أين أتجه
    أرفع رأسي
    لأرى القمر بازغا
    ونجوم مضيئة
    أرفع يدي لأمسك بيد القمر
    أقول راجية
    أخبرني أيها القمر
    من أكون
    أخبريني أيتها النجوم
    من أنا
    كيف بدأت
    وكيف سأنتهي
    بالله عليكم أجيبوني
    من أكون
    ومن أنا


    شعرت بالنعاس ،،
    وشيئاً فشيئاً أخذت جفوني بالاسترخاء ،، لأرحل إلى عالم الأحلام .


    رأيت بأني في ذلك الطريق المظلم من جديد ،،
    سرت خلاله حتى وصلت إلى باب ،،
    الباب نفسه الذي رأيته في السابق ،،
    فتحته لأرى حمم نارية تتطاير في كل مكان ،،
    رأيت ذلك الرجل الناري ،، جالساً على عرش ،،
    وحوله عدة أشخاص ،،
    وكانت النيران تخرج من أجسادهم ،، دون أن يحترقوا ،، وكانوا يسجدون له ،،
    نظر لي بعينيه الحمراء ،، وقال بصوت أجش بشع :


    هيا قومي بالعمل الموكل إليك .

    ثم اختفى كل شيء ،،
    وعدت لذلك الطريق المظلم ،،
    بحثت بنظري عنهم فلم أجدهم ،،
    وقعت على الأرض من شدة اهتزاز جسدي خوفاً ،،
    وصوته الكريه ما زال يدوي في رأسي :
    قومي بعملك ،، قومي بعملك .


    وضعت يداي على أذناي ،،
    وصرخت كفى ،، كفى ثم ......


    فتحت عيني ،،
    وكنت أنام بجوار يوسف ،،
    نهضت وأنا مبللة بعرقي ،، وجسدي يهتز بشدة من الخوف ورأسي يؤلمني .
    كلمت يوسف ليستيقظ ،، فلم يرد علي ،،
    هززت يده ،، ثم فتح عينه ،،


    وقال : أريد أن أنام ،، فليلة البارحة لم أنم جيداً .

    قلت له بوهن : هيا لقد ظهر الصباح ،، هيا انهض .

    نهض بفزع وقال : كم الساعة الآن ؟

    قلت : لا أعلم ،، ولكن ضوء النهار أنار السماء .

    قال: لقد ضيعت صلاة الفجر ،، أعوذ بالله من الشيطان ،، أستغفر الله ربي .

    ثم نهض ،، واستعد لأداء الصلاة ،،
    ثم صلى ،،
    مظهره وهو يسجد لله في صلاته ،، أعاد لي حلم ليلة البارحة .
    لما انتهى من صلاته قلت له :


    ليلة البارحة ،، رأيت أشخاص تخرج من أجسادهم نار من غير أن يحترقوا يسجدون لأحدهم .

    قال : أعوذ بالله ،،
    لا بد انه كابوس ،، عليك قبل أن تنامي أن تتوضأي ،، وتذكري الله ،،
    فمن نام على ذلك ،، كأنه في محرابه ،،
    يعبد الله حتى يقوم ،، وذلك يبعد عنك الشيطان كذلك .


    قلت : لكني لا أعرف كيف أتوضأ .

    قال : سوف أعلمك .

    ثم بدأ بتعليمي الوضوء ،،
    ثم الصلاة ،،
    لما انتهينا ،، أخذ يقرأ القران ،، وأنا أردد خلفه ،،
    ولقد سكنت الطمأنينة روحي ،، لتجعلني نابضة بالحياة .
    أنصرف إلى عمله بعد أن حذرني أن أعبث في أي شيء في المنزل ،،
    مخافة أن يلحق بي أذى ،، لجهلي باستخدام أدوات المنزل .





    >>>>>
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  14. #14
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3397

    رد: طيف من عالم آخر ..

    <<<<



    خرجت من المنزل ،، أرفه عن نفسي ،،
    فالهواء كان عليلاً ،،
    والجو صحو ،، والعصافير تمرح هنا وهناك ،،
    قلت في نفسي : أن من خلق هذه الأشياء أهلٌ بأن ُيعبد .


    سرت وسرت حتى وصلت للمقبرة ،،
    هممت بالدخول ،، على رجاء أن أجد شيئاً يدلني على ذاتي

    الضائعة ،،
    ولكني تراجعت في الخطوة الأخيرة ،،
    لا أعلم ما السبب ،،
    ولكن هناك شيئاً داخلي منعني من ذلك ،،
    عدت أدراجي للمنزل ،، وجلست عند الباب ،،
    أنتظر قدوم يوسف ،،
    حاولت جاهدت تذكر الماضي ،، ولكني لم أجد إلا الآلام التي تعصف برأسي .




    قاربت الشمس على الغروب ،،
    وحان وقت عودة يوسف ،، وما هي إلا دقائق حتى ظهر أمامي ،،
    حيّاني فلم أرد عليه فقال لي :


    عندما يلقي عليك أحدهم التحية ،، لابد أن ترديها بمثلها أو بأفضل منها ،،
    فهكذا علمنا القران الكريم.
    ولكن ما يبقيك في الخارج ؟


    قلت : لقد مللت الجلوس في الداخل وحيدة ،،
    فخرجت أتأمل الأشياء من حولي ،،
    ثم سرت حتى وصلت للمقبرة ،،
    أردت الدخول ،، ولكن هناك شيئاً لا أعلم ما هو منعني ،،
    فعدت أنتظر عودتك .


    قال : أولاً : يجب أن تبقى المرأة في المنزل ،، وأن لا تخرج كلما شعرت بالملل ،،
    ثانياً : أين عباءتك ؟
    فينبغي عليك ارتداءها كلما خرجت .
    ثالثاً : لا تقتربي من المقبرة .


    قلت : ولماذا لا تريد مني أن أقترب منها ؟

    قال: أخاف عليك أن تزداد حالتك سوءاً .
    هيا للداخل ،،
    لقد جلبت معي السمك ،، سوف أعلمك كيف نعده ،، ليصبح صالحاً للأكل .


    دخلنا للداخل ،، وبدأ بتعليمي كيفية طبخ السمك ،،
    فكان يلقي عليَّ التعليمات ،، وأنا أنفذ ،،
    ولقد كنت سعيدة بأول تجربة طبخ أقوم بها .
    انتهينا ،، وبدأنا الأكل ،،
    وهو في كل الأحوال يعلمني ما لا أعرفه ،، في أحوال الدين والدنيا على حد قوله .
    ثم قال لي :


    ينبغي أن نطلق عليك اسم ،، لوقت استعادتك لذاكرتك ،، فماذا تحبي أن اسميك ؟

    قلت حائرة : لا أعلم .

    قال : ما رأيك بنرجس أو زينب أو رغد ،، أمال ،، هند ،، دلال أو....

    قلت أستوقفه : كفى .......كفى ،،
    كل هذه الأسماء تحفظ ،، أريد أسم جميلاً كاسمك يوسف .


    قال : اسمي جميل .......
    هل تعلمين إلى من يرجع ؟
    أنه يرجع لنبي الله يوسف عليه السلام وله قصة ............


    ومضى يروي لي قصة نبي الله يوسف عليه السلام ،،
    وبعد أن انتهى


    قلت له : سمني مثل اسم أم يوسف راحيل ،، فهو اسم جميل .

    قال : كما تشائين يا راحيال .


    ------------------------------


    وهكذا أمضيت أيامي معه ،،
    هو أستاذي ،، وأنا طالبته النجيبة ،،
    لقد تعلمت على يديه الكثير من الأمور ومنها:
    أعمال المنزل ،،
    فلقد أصبحت سيدة منزل ممتازة ،، أغسل الملابس ،،

    أنظف المنزل ،، أطبخ الطعام ،،
    وأنتظر عودة زوجي من العمل متعباً ،، لأزيل عنه تعبه بأحلى ابتسامة كما يقول .
    لقد ترك له مكانة كبيرة في قلبي ،،
    فأنا أأنس بوجوده معي ،، وأسعد به ،،
    وأتمنى أن يتوقف الزمن وأنا بجواره ،، أستمع إليه وأنظر لعينيه.
    وإذا غاب عني ،، أشتاق إليه ،،
    وأتمنى أن تمر الساعات سريعاً لألتقي به مجدداً .
    كان دائماً يخبرني ،، بأني أحلى جنية طرقت بابه في منتصف الليل لأرعبه ،،
    فأغضب منه ،،
    فيسارع ليزيل عني غضبي وينال رضاي ،،
    حرصه على مشاعري ،، واهتمامه بي ،،
    كفيل بأن ينسيني كل غضبي منه ،، فأصفح عنه سريعاً ،،
    في بعض الأوقات ،، أتصنع الغضب ،،
    لأرى لهفته في إسعادي ،،
    وخوفه على مشاعري ومحبته لي ،،
    لم أعد أهتم بأن أتذكر الماضي ،،
    فما أريده وجوده معي ،، بجواري ،،
    فهو بالنسبة لي الماضي والحاضر والمستقبل .




    >>>>>
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  15. #15
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3397

    رد: طيف من عالم آخر ..

    <<<<<



    في أحد الأمسيات ،،
    أقول له بدلال أنثوي : يوسف هل تجدني جميلة ؟


    فيقول بعشق محبب لي: أن الجمال ليستحي أن يوصف بك ،، فأنت

    اكبر من أن توصف به .

    فأسعد بإجابته ،، وأقول بدلال أكثر من السابق : هل تحبني ؟

    فيقول : بل أعشقك لا أهيم بك .
    وأنت هل تكنين الشيء ذاته .

    فتحمر وجنتاي ،، وأنظر للأسفل ،،
    وألوذ بالصمت فيقول :


    خجلك المحبب لقلبي ،، يزيدك محبة في قلبي ،، ولكني أريد أن أعرف .

    فأقول : يوسف ..... كفاك .
    فأنهض وأنا أقول في نفسي : أعشقك حتى الثمالة ،،
    أنت هويتي الضائعة ،، أنت حروف اسمي ،،
    أنت بوابتي للماضي وللحاضر والمستقبل .



    -----------------------------------------------------------


    محتجزة في ذلك القبر مجدداً ،،
    حاولت الحراك للخروج ،،
    ففتحت لي فتحة في الأسفل،، وكانت مثل النفق ،،
    تدحرجت حتى خرجت منها ،، إلى كهف ناري ملتهب ،،
    سرت على وجل ،،
    حتى وجدت الرجل الناري جالس على عرشه ،،
    فقال بصوته البشع :
    لقد أعطيتك من الفرص الكثير ،، ولم تغتنمي إحداها حتى نفذت ،،
    لقد نفذ صبري هيا عودي ،، عودي الآن .
    ثم اختفى كل شيء ،، لأعود لذلك القبر .


    نهضت من نومي فزعة ،،
    ثم وقفت على قدمي ،، وهممت بالمغادرة ،،
    لأنه يجب عليَّ العودة إلى هناك.
    على أثر الصوت الذي أحدثته ،،
    استيقظ يوسف ،،
    وقال : راحيل إلى أين أنت ذاهبة ..
    قلت : للمكان الذي يتوجب عليَّ العودة إليه ..
    قال : وما هذا المكان الذي يتوجب عليك العودة إليه ؟
    قلت : سوف أعود لذاك القبر الذي خرجت منه ..
    نهض فزعاً وقال : أي جنون هذا ،،
    تعوذي من الشيطان وعودي للنوم .
    قلت باكية : يجب عليّ العودة لقد أمرني بذلك ،،
    أنا أخاف منه ..
    قال : ومن هذا الذي أمرك ؟
    قلت : الرجل الناري ،، الذي أراه دائماً في أحلامي .
    قال : أذكري الله ،، وعودي للنوم ،،
    لابد أنها أحلام مزعجة .
    في الغد سأصطحبك إلى الطبيب ،، لنرى سبب هذه الأحلام .
    قلت صارخة : لا ....لا أريد الذهاب للطبيب ،، يجب أن أذهب للقبر الآن .


    ثم هممت بالخروج ،،
    حاول يوسف إيقافي ،، ولكني أبعدته بالقوة ،،
    قوة لا أعرف من أين امتلكتها ،،
    أمسك بذراعي ،، فغرست أظفاري فيه ،،
    حتى صرخ من الألم ،، وترك يدي ،،
    هربت منه ،،وخرجت من المنزل فلحق بي ،،
    ركضت بكل طاقتي ،،
    وهو يحاول مجاراتي في الركض ،،
    ثم أخذ يناديني راجياً مني العودة للمنزل ،،
    ولكن هناك شيء أقوى مني ،، يطلب مني العودة لذلك القبر ،،
    وصلت للمقبرة ،، فأصابتني الحيرة ،،
    فإلى أي قبر يجب أن أذهب ،،
    وما هي إلا لحظات ،، حتى أحسست بشيء في داخلي يوجهني لقبر معين ،،
    ذهبت إليه وبدأت أحفر،،
    وصل يوسف منهك القوى يلهث ،،
    ولما رآني ،، سارع إلى منعي ،،
    فأمسك بذراعي فقاومت بكل شراسة ،،
    "رص" على ذراعي بقوة ،، فعضضت ساعده بأسناني ،،
    حتى تأوه من الألم وترك ذراعي ،،
    تحركت أكمل الحفر ،،
    ولكنه كان أسرع مني ،، فحملني ثم أخذت أتعفر بين يديه ،،
    فأصرخ باكية ،، وأقاومه بيدي ورجلي ،،
    وهو يقول : راحيل أرجوك لا تفعلي هذا بي ،، أرجوك دعينا نعد للمنزل ......
    يا ربي ساعدني لقد جنت راحيل ،، لقد جنت .
    سار بي وأنا أقاومه ،،
    أخذ يذكر أسم الله عليّ ،، ويتعوذ من الشيطان ،،
    فما زادني ذلك إلا نفوراً ومقاومة ..
    رماني أرضاً ،، ورفع يده ليهوي بها على وجهي .
    أخرسني فعله هذا ،، ثم قال صارخاً :
    راحيل عودي إلى رشدك ،، أي شيطان لعين مسك .
    قلت باكية :
    يوسف.......
    يوسف أرجوك ،، أفهمني ،،
    ذلك أقوى مني ،، هو يأمرني ،،
    ألا تسمع صوته ....... أسمع ......
    ألا تسمع ذلك الصوت الكريه الذي يأمرني بالعودة .
    كفى آآآآآآآآه كفى رأسي آآآآآآآآآآآآآآآآآآه رأسي .
    ثم سقطت على الأرض غائبة عن الوعي .




    >>>>>
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عالم من خشب
    بواسطة ليلاس في المنتدى منتدى الصور
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 12-03-2009, 10:01 PM
  2. عالم m&ms ..~
    بواسطة أزهار اللوتس في المنتدى منتدى الصور
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-25-2009, 12:53 PM
  3. .::عالم إنعكاس الماء , عالم آخر::.
    بواسطة ساقي العطاشا في المنتدى منتدى الصور
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-19-2008, 02:56 PM
  4. سجل حضورك اليومي بلعن أول ظالم وأخر ظالم ظلم حق محمد وآل محمد@@
    بواسطة كونــــــــان في المنتدى منتدى المواضيع المكررة والمحذوفة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-01-2007, 12:56 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •