<<<<<



مرت عدة دقائق ،، خلتها دهراً ،،
حتى عاد يوسف ،،
ولقد أرتاح قلبي المضطرب ،، فخاطب الرجل :
وماذا لو تزوجتها ،، هل ستدعونها تغادر معي ..
- الرجل : وما يدريني أنك ستتزوجها حقاً ..
- يوسف : أتزوجها الآن أمامك ..
- الرجل ساخراً : هذا مركز شرطة ،، وليس مكان للزواج أو الطلاق ..
- يوسف غاضباً : لقد حيرتني ،، أنا لا أريدها أن تبقى هنا ،،
وأنت ترفض زواجي بها فما الحل برأيك ؟
- الرجل يريد الخلاص من الموضوع : حسن ٌ حسن ٌ سندعو أحد رجال الدين ليزوجكما ..




بعد وقت طويل من الانتظار ،،
جاء رجل ملتحي ،، خاطبه الرجل المخيف قائلاً :
إنهما يريدان الزواج .
- الرجل الملتحي : في هذا الوقت وهذا المكان ؟!!
- يوسف : الظروف اضطرتنا إلى ذلك ..
- الرجل الملتحي : أنت الزوج وهذه الزوجة ؟
- يوسف : نعم .
- الرجل الملتحي : وأين ولي أمرها ؟
- يوسف : إنها فاقدة الذاكرة ولا نعرف أهلها .
- الرجل الملتحي : وما يثبت كلامك ؟
- يوسف : لدي تقرير طبي يثبت صحة كلامي .
ثم سلمه يوسف الأوراق وأطلع عليها فقال : هذه أغرب حالة زواج تمر بي ،،
سنبدأ بالإجراءات ،، أعطني بطاقة هويتك .
فأعطاه يوسف ما أراد ثم قال : أنت يوسف بن .... تريد الزواج من هذه الفتاة ،،
على سنة الله ورسوله بصداق وقدره ....... كم صداق المرأة ؟
- يوسف في خجل : أنا لا أملك المال في الوقت الراهن .
- الرجل الملتحي : ولو بخاتم من حديد .
- يوسف : أعلمها كتاب الله وأحكام الدين .
- الرجل الملتحي : وخير الصداق ذلك .
توجه بخطابه ناحيتي وقال : أيتها المرأة ،،
هل تقبلين الزواج من هذا الرجل بالصداق الذي ذكره ؟

في الحقيقة ،،
أنا لم أفقه مما دار حولي ،،
ولكني فهمت ،،
بأني سأغادر هذا المكان المخيف مع يوسف ،،
فقلت : نعم أقبل .
- الرجل الملتحي : على بركة الله .
ثم دون ذلك في أوراق أمامه ،، وقال ليوسف : أين الشهود ؟
- الرجل المخيف : أنا مع زميلي هذا .
وكان رجل يقف بجواره ،، ناولاني بطاقة هويتكما..
ثم عاد للكتابة في أوراقه ،،
وقال ليوسف : خذ زوجتك وانصرف ،،
ولابد أن تحضر غداً صباحاً ،،
لتوثيق عقد الزواج ،، في محكمة الزواج .

وافق يوسف ،،
ثم رحلنا من ذلك المكان المخيف ..



---------------



عدنا للكوخ ،،
ولقد كان يوسف صامتاً طوال سيرنا ،،
فلما دخلنا ،،


سألته : أراك صامت على غير المعتاد ..

قال : أنا خجل منك ،،
لو أني لم أستمع لما قال الطبيب ،،
ما عرضتك لكل ذلك ..


لم أفهم ما يقصد ،،
ولكنه بدا لي حزيناً ،، فحاولت رفع حزنه ..


فقلت له : لا بأس عليك ،،
المهم أنني بخير الآن .


قال : بالنسبة للمال ،،
سوف أهبك إياه ،، عندما أجني ربحاً من بيع السمك ،،
وسوف أبذل قصارى جهدي لأوفر لك حياة كريمة تليق بك ..


قلت : وما حاجتي للمال ،، فكل ما أريده أن أعرف من أكون .




>>>>>