<<<<
انتهينا من التسوق ،، بعد أن جعلني يوسف أذهب لمكان تبديل النساء لملابسهن ،،
لأبدل ملابسه ،،
وأرتدي الملابس الجديدة ،، وكذلك العباءة ،،
تلك القطعة السوداء التي لم أعرف كيف أرتديها ،،
طلبت منه المساعدة ،،
فساعدني في ذلك ،، ولف الحجاب على رأسي ،،
ليحميني من أعين الناظرين كما يقول ..
ذهبنا لمركز الشرطة ،،
وهو مكان به الكثير من الرجال الذين يرتدون الملابس نفسها ،،
ولكن لا أعلم لماذا أوجست منهم خيفة ..
خاطب يوسف أحدهم قائلاً :
جئت لأقدم بلاغ ،، بأن لدي فتاة تعاني من فقد الذاكرة ،،
وهي لا تعلم من تكون ،، أو من هم أهلها ،،
ولديَّ تقرير من الطبيب الذي عالجها يؤكد صحة كلامي ..
- الرجل : وكيف صارت معك ؟
- يوسف : لقد كانت عابرة سبيل ،، طرقت بابي تريد المساعدة فساعدتها ..
ثم توجه بنظره ناحيتي ،،
فازداد خوفي ،، وحاولت الاختباء خلف يوسف ،،
ثم قال بطريقة فظة: أيتها المرأة هل صحيح ما يقول هذا الرجل ؟
فقلت خائفة : نعم صحيح ما قال ..
قال : ألا تذكرين اسمك ،، أو اسم عائلتك ،،
أو أي شيئ ممكن أن يدلنا على هويتك ؟
فقلت بخيبة أمل : لا .....
لا أتذكر شيئاً ..
توجه بحديثة ناحية يوسف ،،
وطلب منه أن يكتب معلومات عنه ،، في سجل خاص لديهم بحد تعبيره ،،
وبعد أن انتهى يوسف من ذلك قال له الرجل :
ستبقى عندنا ،، حتى يتم التعرف على هويتها ،،
سننشر في الصحف المحلية إعلان ،،
عن وجود فتاة فاقدة لذاكرتها ،، مع ذكر أوصافها بالطبع ،،
فلربما قرأ أهلها الإعلان وجاءوا لأخذها ..
- يوسف مستنكراً : وكيف تبقى فتاة في مركزٍ للشرطة يحوي العديد من الرجال ،،
بالإضافة للسارقين والمجرمين وغيرهم ..
- الرجل مستهزئاً :
وهل تريد لها مثلا ًأن تبقى في القصر الملكي ..
- يوسف : سوف أعود بها للمنزل حتى تجدوا أهلها ..
- الرجل : وهل أنت متزوج ،، أو لديك أم أو أخت أو أحد الأقارب في منزلك ؟
- يوسف : لا لست متزوج ،، وأعيش بمفردي ..
- الرجل صارخاً : وهل تريد أن تبقى معها منفرداً بها ،، والشيطان ثالث لكما ،،
بالطبع لن نسمح بذلك ،، فحمايتها من مسؤولياتنا ..
خفت كثيراً ،،
وأخذت ضربات قلبي في ازدياد ،،
أمسكت بطرف ثوبه ،، مخافة أن يتركني هنا ويرحل ،،
قلت له راجية :
يوسف ،، أرجوك لا تدعني هنا وترحل أنا خائفة .....
- يوسف : أنا أسف لا استطيع أخذكِ معي ،،
كلامه فيه جانب من الصحة ،، فلا رابط بيننا يخول لنا البقاء لوحدنا في المنزل ..
قلت وقد شارفت على البكاء :
أن كنت تريد مني أن أترك منزلك ،، فسوف أغادر ،،
ولكن لا تتركني هنا ..
ثم وجه حديثه للرجل : وماذا لو تركتها مع أحد معارفي من
النساء ؟
فقال الرجل ساخراً : وما الذي يجعلني أصدقك ،،
وما يدريني ،،
لعلك من أوصلها لحالة فقدان الذاكرة ،، وجئت بها إلى هنا لتبعد الشبهات عن نفسك ..
غضب يوسف ،،
وهمَّ بضرب الرجل ،، ولكنه تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة ،،
وانصرف ليتركني خلفه ،،
حاولت اللحاق به ،، ولكن ذلك الرجل وقف حائلاً بيني وبين بغيتي ،،
ونظر لي نظرة مرعبة ،،
ذكرتني بنظرة ذلك الرجل الناري في حلمي ،،
اقترب مني ،، فابتعدت للخلف وصرخت بأعلى صوتي :
يوسف أنقدني ،، يوسف .... يوسف ..
>>>>>
المفضلات