<<<<<


فتحت عيني ،،
وإذا بالصبح قد انبلج ،،
نهضت فرأيت يوسف نائم على المعقد الذي بجواري ،،
وكان مغطى بالجراح ،،


قلت له : يوسف ..... يوسف استيقظ .

ثم هززت يده ،، فاستيقظ فزعاً ،،
ذكرت اسم الله عليه .
قلت له: آسفة لم أقصد أخافتك ،، لماذا تنام على المقعد ،،
ولماذا وجهك ويديك مليئة بالجراح ؟


قال لي : حمداً لله على سلامتك ،، كيف حالك الآن .

قلت مستغربة سؤاله : بخير ،، لم تخبرني ماسبب الجراح التي تعلوك .

قال : لنفس السبب الذي جعل الجراح تعلوك .

نظرت لنفسي ،،فوجدت الجراح تغطيني ،،
فزادت حيرتي ،،
قلت له : ولماذا تغطيني الجراح ؟


قال : ألا تتذكرين ما حدث ليلة البارحة .

قلت : لا .... لا أتذكر

قال : راحيل ألا تتذكري ما فعلته بي ،، وبنفسك ليلة البارحة ،، ألا تذكرين .

قلت : يوسف بالله عليك ،،
لقد أخفتني ،، ماذا حدث ليلة البارحة ؟


قال : لقد جن جنونك في منتصف الليل ،،
وأردت نبش قبر من قبور المقبرة ،،
بزعم أن هناك من أمرك بالعودة إلى هناك ،، ولما حاولت إيقافك ،،
فعلتي هذا بي وبنفسك .


قلت غير مصدقة : يوسف لا تتلاعب بي ،، ليس وقت مزاحك الثقيل .

قال وقد تعالى غضبه :
أنا لا أمزح معك ،، أن كنت غير مصدقة ،،
اذهبي لذلك القبر الذي حاولت حفره ،، ستجدينه كما هو.


ثم نهض ،،
وتركني أعاني حيرتي ،، والآم رأسي ،،
و استدار يقول ،، سنذهب للطبيب لنرى سبب الأحلام التي تواتيك باستمرار .


بعد مضي الشيء الكثير من الوقت ،،
ذهبنا لزيارة الطبيب ،،
وأخبره يوسف عن الأحلام المزعجة ،، وعن الآلام الرأس ،،
وبالطبع أخفى عنه الحادث الأخير ،،
فقال الطبيب : سنجري لها الفحوصات لمعرفة أسباب تلك الآلام .


أخذ تلك الفحوصات ،،
وسألني عدة أسئلة ،، وبعد مضي عدة ساعات ،،
ظهرت نتائج الفحوصات ،،
فقال الطبيب : الفحوصات سليمة ،، وكأنها مولودة جديدة ،،
وهذا نادر الحدوث ،، فحمدا لله على ذلك ،،
أما بالنسبة للأحلام ،، فهي متعلقة بعقلها الباطن ،،
والذي يحاول أخبارها بشيء متعلق بحياتها الماضية عن طريق الأحلام ،،
أما عن ألم الرأس ،،
فهذا الأمر كما أخبرتك سابقاً ناتج عن إجهادها لعقلها في تذكر ما نسيته .


وصف لي الطبيب عدد من الأقراص المسكنة للآلام ،،
فشكرنا الطبيب ،، ثم عدنا للمنزل ،،
ولقد كنت خجلة من يوسف ،، مما بذر مني ليلة البارحة ،،
فحاولت الاعتذار منه .
قلت له بخوف: يوسف هل كففت عن محبتي ؟


فيقول : ومن المجنون الذي يقول ذلك ،،
هل يكف المرء عن محبة ذاته ،، روحه .
حبك خالط دمي ليصل إلى قلبي فينعشه ،، إن قلبي ينبض بحبك لا بدمي .


أقول مطرقة برأسي : أنا آسفة عما بذر مني .

فيقول : وأنا أسف للصفعة التي تلقيتها مني .

أفاجئ من ذلك وأقول : صفعتني الويل لك مني ،، سأردها لك عشقاً وغراماً .

فيقول بألفة حميمية : كفاك ،،
لقد غرقت في بحر هواك ،، أحاول المقاومة ،،
ولكني أجد نفسي أغرق أكثر .


فأقول : وأنا أريد لك الغرق أكثر وأكثر ،،
لتمتزج روحك مع روحي ،،
ونصبح روح واحدة ،، في جسدين حتى يفرق الموت بيننا .


يقول متبرماً : إياك وذكر الموت ،، أطال الله في عمرك ،،
لأراك تحملين أطفالي ،، فتلعبين مع أحدهم وتعتني بالأخر .


أقول : أطفال ...... أنا أم لأطفالك ......
أنه لشيء رائع ،، أليس كذلك ؟


فيقول : نعم لهو كذلك . ......
الحديث والمكوث معك لا يُمل ،، ولكني ينبغي أن أذهب لكسب رزقنا .


نهض يهم بالخروج ،،
ثم قال : ماذا ستطبخين طعام الغذاء .

قلت : أسطوانة الغاز فارغة ،، لقد أخبرتك بذلك هل نسيت .

قال : آه لقد نسيت ،، لا بأس سوف أجلب معي الطعام ،،
وعندما أعود سأملأ الأسطوانة .




>>>>>