صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 40

الموضوع: طيف من عالم آخر ..

  1. #16
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3399

    رد: طيف من عالم آخر ..


    <<<<<


    فتحت عيني ،،
    وإذا بالصبح قد انبلج ،،
    نهضت فرأيت يوسف نائم على المعقد الذي بجواري ،،
    وكان مغطى بالجراح ،،


    قلت له : يوسف ..... يوسف استيقظ .

    ثم هززت يده ،، فاستيقظ فزعاً ،،
    ذكرت اسم الله عليه .
    قلت له: آسفة لم أقصد أخافتك ،، لماذا تنام على المقعد ،،
    ولماذا وجهك ويديك مليئة بالجراح ؟


    قال لي : حمداً لله على سلامتك ،، كيف حالك الآن .

    قلت مستغربة سؤاله : بخير ،، لم تخبرني ماسبب الجراح التي تعلوك .

    قال : لنفس السبب الذي جعل الجراح تعلوك .

    نظرت لنفسي ،،فوجدت الجراح تغطيني ،،
    فزادت حيرتي ،،
    قلت له : ولماذا تغطيني الجراح ؟


    قال : ألا تتذكرين ما حدث ليلة البارحة .

    قلت : لا .... لا أتذكر

    قال : راحيل ألا تتذكري ما فعلته بي ،، وبنفسك ليلة البارحة ،، ألا تذكرين .

    قلت : يوسف بالله عليك ،،
    لقد أخفتني ،، ماذا حدث ليلة البارحة ؟


    قال : لقد جن جنونك في منتصف الليل ،،
    وأردت نبش قبر من قبور المقبرة ،،
    بزعم أن هناك من أمرك بالعودة إلى هناك ،، ولما حاولت إيقافك ،،
    فعلتي هذا بي وبنفسك .


    قلت غير مصدقة : يوسف لا تتلاعب بي ،، ليس وقت مزاحك الثقيل .

    قال وقد تعالى غضبه :
    أنا لا أمزح معك ،، أن كنت غير مصدقة ،،
    اذهبي لذلك القبر الذي حاولت حفره ،، ستجدينه كما هو.


    ثم نهض ،،
    وتركني أعاني حيرتي ،، والآم رأسي ،،
    و استدار يقول ،، سنذهب للطبيب لنرى سبب الأحلام التي تواتيك باستمرار .


    بعد مضي الشيء الكثير من الوقت ،،
    ذهبنا لزيارة الطبيب ،،
    وأخبره يوسف عن الأحلام المزعجة ،، وعن الآلام الرأس ،،
    وبالطبع أخفى عنه الحادث الأخير ،،
    فقال الطبيب : سنجري لها الفحوصات لمعرفة أسباب تلك الآلام .


    أخذ تلك الفحوصات ،،
    وسألني عدة أسئلة ،، وبعد مضي عدة ساعات ،،
    ظهرت نتائج الفحوصات ،،
    فقال الطبيب : الفحوصات سليمة ،، وكأنها مولودة جديدة ،،
    وهذا نادر الحدوث ،، فحمدا لله على ذلك ،،
    أما بالنسبة للأحلام ،، فهي متعلقة بعقلها الباطن ،،
    والذي يحاول أخبارها بشيء متعلق بحياتها الماضية عن طريق الأحلام ،،
    أما عن ألم الرأس ،،
    فهذا الأمر كما أخبرتك سابقاً ناتج عن إجهادها لعقلها في تذكر ما نسيته .


    وصف لي الطبيب عدد من الأقراص المسكنة للآلام ،،
    فشكرنا الطبيب ،، ثم عدنا للمنزل ،،
    ولقد كنت خجلة من يوسف ،، مما بذر مني ليلة البارحة ،،
    فحاولت الاعتذار منه .
    قلت له بخوف: يوسف هل كففت عن محبتي ؟


    فيقول : ومن المجنون الذي يقول ذلك ،،
    هل يكف المرء عن محبة ذاته ،، روحه .
    حبك خالط دمي ليصل إلى قلبي فينعشه ،، إن قلبي ينبض بحبك لا بدمي .


    أقول مطرقة برأسي : أنا آسفة عما بذر مني .

    فيقول : وأنا أسف للصفعة التي تلقيتها مني .

    أفاجئ من ذلك وأقول : صفعتني الويل لك مني ،، سأردها لك عشقاً وغراماً .

    فيقول بألفة حميمية : كفاك ،،
    لقد غرقت في بحر هواك ،، أحاول المقاومة ،،
    ولكني أجد نفسي أغرق أكثر .


    فأقول : وأنا أريد لك الغرق أكثر وأكثر ،،
    لتمتزج روحك مع روحي ،،
    ونصبح روح واحدة ،، في جسدين حتى يفرق الموت بيننا .


    يقول متبرماً : إياك وذكر الموت ،، أطال الله في عمرك ،،
    لأراك تحملين أطفالي ،، فتلعبين مع أحدهم وتعتني بالأخر .


    أقول : أطفال ...... أنا أم لأطفالك ......
    أنه لشيء رائع ،، أليس كذلك ؟


    فيقول : نعم لهو كذلك . ......
    الحديث والمكوث معك لا يُمل ،، ولكني ينبغي أن أذهب لكسب رزقنا .


    نهض يهم بالخروج ،،
    ثم قال : ماذا ستطبخين طعام الغذاء .

    قلت : أسطوانة الغاز فارغة ،، لقد أخبرتك بذلك هل نسيت .

    قال : آه لقد نسيت ،، لا بأس سوف أجلب معي الطعام ،،
    وعندما أعود سأملأ الأسطوانة .




    >>>>>
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  2. #17
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11282

    رد: طيف من عالم آخر ..

    قسم بالله راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعه انتي بكل معنى الكلمه
    قصه ولااااااااااااااااااااااااااحلى
    بجد معبره ...
    مشكوره ياقلبي على هيك طرح راااائع
    لاخلا ولاعدم من جديدك الميز
    موفقه لكل خير وصلاح
    دمتي بود
    حوائج مقضيه يااا قلبي بحق محمد وآل محمد

    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  3. #18
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3399

    رد: طيف من عالم آخر ..

    هلا بك يا كل الحلا

    شاكرة لك طيب تواجدك

    وما انحرم تواصلك ودعواتك يارب

    اتمنى لك قراءة ممتعة


    دمتِ بجمال روحكِ
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  4. #19
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3399

    رد: طيف من عالم آخر ..


    <<<<<



    ودعني وانصرف ،،
    وأنا سارحة بخيالي في الأطفال الذين سأنجبهم ،،
    قمت بالأعمال المنزلية ،، حتى جهزت الطعام ووضعته على الموقد ،،
    أريد طهوه ،،
    فتذكرت أن الأسطوانة فارغة ،،
    أشعلت الموقد على سبيل المحاولة ،،ولكنه لم يشتعل ،،
    خاطبت الموقد بغباء ،، كأنه يفهمني :
    أشتعل أيها الموقد ،، فزوجي سيعود من العمل جائعاً ويريد طعامه جاهزاً ،،
    هيا اشتعل ،، اشتعل ،، اشتعل ........


    ثم اشتعل ،، لتخرج منه النار المناسبة لطهي الطعام ،،
    قلت له : موقد جيد .
    ثم أخذت في طهي الطعام حتى نضج ،،
    وأصبح صالحاً للأكل ،، مصحوباً بمحبتي وشوقي لرؤية زوجي .


    قاربت الشمس على الغروب ،، فتثأبت وبدأت بالاختفاء ،،
    ليظهر القمر ،،
    ويتمنى لها ليلة سعيدة ،، ومن ثم يحتل مكانها ،، ليزين لوحة السماء .


    حينها ،،
    حانت عودة يوسف ،، فهيئت نفسي لاستقباله ،،
    فتزينت بأحلى زينة ،، وتطيبت بأجود أنواع الطيب.
    دخل المنزل ،، فرسمت أجمل ابتسامة على وجهي ،،
    ورحبت به ترحيباً يدل على شوقي لرؤيته ،، فرحب بي بشوق ولهفه .


    قلت له : لابد أنك جائع ،،
    اذهب لتستحم ،، فرائحتك نتنه ،، وسوف أسكب الطعام .


    ضحك وقال : رائحتي نتنه شكراً لك ،،
    سأذهب دونما إحراج .


    غادر ،، ولكنه توقف في منتصف الطريق ،،
    وقال :


    راحيل ،، كيف طهوت الطعام ،، وأسطوانة الغاز فارغة ؟؟

    قلت له ضاحكة :
    لقد هممت بالطبخ ،،
    ثم تذكرت بأنها فارغة ،، وبالتالي الموقد لن يعمل ،،
    فخاطبت الموقد ببلاهة ،،
    وطلبت منه أن يشتعل ،، فاشتعل فطهوت الطعام .


    تجهم وجهه وقال :
    راحيل لا تتلاعبي بي ،،
    هل ترينني طفلاً صغير لأصدق كلامك ،،
    هيا أخبريني بالحقيقة .


    قلت ،، وقد علاني شيء من الضيق ،،
    لتكذيبه إياي :
    لماذا أكذب عليك ،، هذا ما حدث فعلاً .


    قال : عزيزتي راحيل ،،
    لسنا في رسوم متحركة ،، حتى يعمل الموقد من غير وقود .


    قلت بضيق أكثر : ولماذا سأكذب عليك ؟

    قال : عزيزتي ،،
    أنا لم أقصد بأنك كاذبة ،،
    ولكن ربما كان في الأسطوانة الشيء القليل من الغاز ،،
    والذي جعل الموقد يعمل ،، فهذا منطقي أكثر من أمرك له

    بالعمل ،، فأطاع الأمر وعمل .
    قلت له : لعله مثلما تقول .



    ==============


    جلسنا نتناول الطعام بهدوء على غير المعتاد ،،
    وفي أثناء ذلك ،،
    توقفت عن الطعام ،، وقمت بجلب الملح ،،
    وقدمته ليوسف ،،
    فقال : وما أدراك أني أريد الملح ؟
    فقلت له : أنت قلت أن الطعام يحتاج لقليل من الملح .
    قال مندهش : أنا لم أنطق بحرف .
    قلت متضايقة : لا قلت ،، وأنا سمعتك أم أنك تشكك في سمعي أيضاً .
    قال يوسف : أنا لم أقل أني أريد الملح ،، انما فكرت بذلك .
    قلت متذمرة : لا ،، لقد قلت ،، وسمعتك بأذني هذه .
    قال يوسف : ............. أنا أسف ،،
    لربما نطقت بها من غير وعي ،، فأحيانا تفكرين في شيء ثم تجدين نفسك تتحدثين به ،،
    أنا اعتذر إليك .
    قلت له : لا بأس.
    ثم عدنا لتناول الطعام ،،
    ولكن بشهية أقل ،، لا أعلم ما باله يوسف اليوم .
    قلت :أنا لم أنزعج منك ،، ولكن انزعجت لعدم تصديقك إياي.
    شهق يوسف وقال : أقسم بالله أني لم أنطق حرفاً .
    قلت مستنكرة : لا تحلف بالله كذبا ،، لقد سمعتك .
    قال : أنا لم أحلف بالله كذباً .....حقاً أنا لم أتحدث ،،
    فكيف عرفت ما دار في خلدي ؟
    قلت : أنا صادقة فيما أقول ،،
    لا أعلم ماذا دهاك اليوم ،، تريد افتعال المشكلات ،،
    لربما مللت مني ،، وتريد الخلاص مني بهذه الطريقة .
    قال : راحيل ،، لماذا تقولين ذلك ،،
    أنا لم أمل منك ،،
    ولكنك اليوم تبدين غريبة الأطوار ،، ابتداء بالموقد ،، وانتهاء بما يدور في عقلي .
    نهضت باكية وأنا أقول : أنت لا تصدقني ....
    أنت لا تحبني ......
    للهم خذني إليك ،، ليرتاح يوسف مني .
    قال يوسف : راحيل عزيزتي ،، كفي عن الدعاء على نفسك بالموت ،،
    صدقيني أنا أحبك ،، ولا أريد الخلاص منك ،،
    فأنت أجمل حدث في حياتي ،،
    راحيل توقفي عن البكاء ،، فذلك يؤذي قلبي .
    جلست القرفصاء في ركن من أركان البيت،، منكسة رأسي باكية ،،
    فأقبل يوسف يعتذر مني ،،
    مسح بيده الحانية على رأسي ،،
    وقال : أنا أسف ،، أرجوك توقفي عن البكاء ،، لقد قطعت قلبي .
    رفعت رأسي ،، أنظر إليه ،،
    ثم هممت بالحديث ،، ولكنه قاطعني بقوله :
    راحيل لما عيونك تبرق بهذا الشكل الغريب ؟
    صرخت به : وعن أي بريق تتحدث الآن ؟
    قال خائفاً : عيونك تبرق ،، مثل عيون القطط في الليل .
    قلت صارخة : يوسف ماذا أصاب عقلك ؟
    هل أنا مثل القطط ،، أبتعد عني لا أريد الحديث معك ....
    ابتعد .
    ثم أخذت أبكي بشكل هستيري ،،
    لدرجة أن يوسف خاف حقاً ،،
    فابتعد عني لعلي أهدأ .
    هدأت ثورتي ،،
    فنهضت من مكاني ،، وأخذت أجمع أغراضي ،، أهم بترك المنزل .
    قال يوسف : ماذا تفعلين ؟
    قلت : كما ترى ،،
    أجمع متاعي ،، سأغادر المنزل ،، لأريحك مني إلى الأبد .
    قال: وإلى ستذهبين ؟؟
    وليس لك أحد سواي .
    قلت : لي رب العالمين ،، يحميني ..
    قال : والله أهل لذلك ،،
    ولكنه لا يرضى للزوجة الخروج من منزلها ،، لمجرد شجار بسيط ،،
    حدث بينها وبين زوجها .....
    حسنٌ إلى أين ستذهبين ؟
    قلت غير أبهة به : إلى المقبرة ،، إلى المكان الذي خرجت منه .
    قال صارخاً : هل عدت لجنونك ؟؟
    لا....... لن تخرجي .
    فأقول بتحدي : ومن يمنعني....... أنت ؟
    اتجهت ناحية الباب ،،
    فثار كالبركان وقال : أن خرجت من المنزل رغماً عني ،،
    سأغضب عليك ولن أرضى حتى يأتي يوم الحساب ،،
    وعلى ما أعتقد ،، أني قد علمتك ماذا يعني غضب الزوج ،،
    يعني غضب الله ،، ولعنه للمرأة الخارجة عن طوع زوجها ،، فمن خرجت من منزل زوجها مخالفة أمره ،،
    لعنها الله وملائكته حتى تعود ،،
    ومن نامت وزجها غاضب عليها ،، لعنها الله وملائكته حتى تستيقظ .
    أن كنت تريدين ذلك فالباب أمامك .
    ثم تركني وانصرف .

    حرت في أمري ،،
    أيهما أختار : غضب الله ولعنه لي ،، أم الثأر لكرامتي .
    ثم قلت : سحقاً لكرامتي أمام رضا ربي ،،
    عدت أدراجي ،، وأعدت الأشياء لمكانها ،،
    وأنا أتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،،
    ولكني لا أعرف لماذا أحسست بوخز في قلبي .




    >>>>>
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  5. #20
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3399

    رد: طيف من عالم آخر ..


    <<<<<



    مضت عدة أيام ونحن على خصام ،،
    هو غاضب مني ،، وأنا كرامتي تجرحني ،،
    ولكني لا استطيع أن أحيى وهو غاضب مني ،،
    دائماً أراه شارد الذهن ،، لا يطيب له طعام ،، يتقلب على الفراش يشحذ النوم ،،
    فيذهب إلى العمل من دون أن يغمض له جفن ،،
    ثم يعود وهموم العالم على رأسه ،،
    أود أن أتحدث إليه ،، فلقد اشتقت لحديثه العذب ،،
    ولكن كرامتي تأبى الانصياع لأوامر قلبي .
    كرامتي ..... سحقاً لها ،،
    فلا كرامة في المحبة ،، وحبي له من أسمى أنواع المحبة ،،
    أود الاعتذار منه ،، ولكني أخاف أن يصدني ،،
    معه كل الحق أن فعل ،، فلقد رميت بكلامه عرض الحائط ،، وهممت بالخروج ،،
    ماذا أفعل .......
    ثم خطرت في ذهني فكرة ،، لعلها تنجح .
    أوقعت نفسي على الأرض ،،
    وأخذت أصرخ : قدمي ....آآآآآآه قدمي ،، أنها تؤلمني بشدة .


    وحدث ما توقعت ،، سارع لي بلهفة وحنين ،، رأيت الخوف في عينيه ثم قال :

    راحيل عزيزتي ،، هل أصابك مكروه ؟

    فأقول بدلال : آآآآه قدمي تؤلمني ،، لقد لويت كاحلي ،،
    أني لا استطيع الحراك.
    ثم مددت يداي إليه ،، مثل طفلة تود أن يحملها والدها ،،
    حملني ليرفعني عن الأرض ،، ثم أجلسني على المقعد المجاور ،،
    أخذ يتأمل في قسمات وجهي ،،
    ثم قال : يجب أن أذهب بك للطبيب ،،
    حتى يرى قدمك .


    قلت له : لا ،، من غير الضروري أن نذهب ،،
    فقط ضع يدك عليها ،، وستطيب ،،
    فأنت البلسم المداوي لجراحي .


    قال : دعيني أرى .

    مددت رجلي إليه ،،
    ثم قلت بتأوه مصطنع ،، ممزوج بدلال :
    حذار فأنها تؤلمني .


    نظر إليها فوجدها من غير سوء ،،
    فنظر لي نظرة ،، معناها لقد اكتشفت حيلتك ،،
    رسم أجمل ابتسامة على محياه ،،
    وقال : قدمك ها ،،
    أيتها الماكرة ،، لقد جعلت قلبي يضطرب خوفاً عليك .


    قلت بدلال : ولماذا تخاف علي ،، هل تحبني مثلا ً؟

    قال :أنا !!!!!!!!! لا ،، من قال بأني أحبك ؟

    قلت مشارفة على البكاء :
    يوسف ألا تحبني ، هل كرهتني ؟


    قال : أنا لا أحبك ...........
    أنا أعشق حتى الثمالة .


    فأقول سعيدة :
    أنا آسفة عما بذر مني ،،
    لم أتعمد مخالفة أوامرك ،، ولكنها ثورة الغضب التي أعمت عيني .


    قال : وأنا أيضاً آسف .
    كيف لي الغضب منك وأنت نبض روحي .





    وزالت الغمة ،، وعادت حياتنا لصفائها التي لا يعكرها إلا الأحلام المزعجة ،،
    التي تسبب لي الصداع الدائم لأبقى معكرة المزاج ،،
    زرنا الطبيب لمرات عده ،،
    وقال أن لا حيلة له في الأمر ،، ثم نعود من عنده بخيبة أمل.


    في يوم من الأيام ،،
    عاد يوسف من عمله مبكراً ،، وكان سعيداً جداً ،،
    فقال لي : أني أحمل لك البشرى .


    قلت له مستبشرة : أسعدني بها .

    قال : لقد اتصلوا بي مركز الشرطة ،،
    وقالوا بأن هناك من هاتفهم ،، وقال بأنه قرأ الإعلان عن الفتاة المفقودة ،،
    وأن لديهم فتاة مفقودة أيضاً وبنفس مواصفاتك ،،
    وفقدت منهم بنفس المدة التي بقيتها عندي .
    علينا أن نذهب لرؤيتهم ،،
    فلربما كانوا أهلك.


    فرحت كثيراً ،،
    لا بل طرت من فرط سعادتي ،،
    أخيراً سأعرف من أكون ،،
    أخير سأعثر على هويتي الضائعة ،، سأعرف إلى من أنتمي ،،
    وأيضاً سأعرف سبب هذه الأحلام .
    أخيراً سيهنأ بالي


    قلت له بلهفة : متى سنذهب إلى هناك ؟

    قال : لقد حددت معهم موعد ،، في صباح الغد ..

    قلت : غداً صباحاً ،، أنه وقت بعيد ..

    قال : صبرت كل هذه المدة ،،
    ألا تستطيعين الصبر لمدة عدة ساعات ،،،
    لقد مضى الكثير ،، ولم يبقى إلا أقل القليل ،،
    فرويدك عزيزتي ..


    قلت : لا تعلم يا يوسف ،، كم أتحرق شوق للقيا أهلي ،،
    لا تعرف كم أرغب في معرفة من أكون ،،
    آآآآآآآآآآآآآه متى يأتي الصباح ..


    قال : صبراً عزيزتي ،، أليس الصبح بقريب ...




    >>>>>
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  6. #21
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3399

    رد: طيف من عالم آخر ..

    <<<<<




    مرت الساعات بطيئة كئيبة ،،
    لا أعلم لماذا أحس بأنها تعاندني ،، وتأبى أن تمر ،،
    أقول ليوسف : ألا تظن أن اليوم طويل على غير المعتاد ..


    فيضحك ويقول أنه يوم عادي ،، ولكنك تطيلين النظر في عقارب الساعة ،،
    فيخيل لك بأنها لا تمر ..


    فأقول : يوسف يا تُرى كيف هو مظهر أهلي ،،
    هل والدِايَّ على قيد الحياة ،، هل لي أخوة وأخوات ،،
    كيف ستقابلني أمي ،، هل ستأخذني إلى حضنها الدافئ ،،
    هل سيسعد أبي بوجودي ،، سأعرفهم عليك ،،
    لا بد أنهما سيسعدان ،، أن علما أني تزوجت من أروع إنسان في الكون .


    فقال : الله أعلم ،، أصبري حتى الغد وستعلمين .

    فأقول : يوسف ،،
    لقد بحثت كثيراً في غياهب عقلي عن سبب خروجي من قبر ،، وإلى الآن لم أعرف السبب ،،
    هل يكرهني أهلي ،، حتى يواروني تحت التراب وأنا حية ؟!
    ما العمل الذي ارتكبته لأستحق هذا العقاب القاسي .


    اغرورقت عيناي بالدموع ،،
    للنتيجة التي وصلت إليها ،، فسارع يوسف لاحتوائي ،،
    قال مشجعاً : عزيزتي راحيل ،، لقد عرفتك كزهرة جورية ،، طفلة بريئة ،، بيضاء نقية ،،
    ومثلك ،، من المستحيل أن ترتكب جرماً بشعاً لتعاقب بهذه الطريقة البشعة ،،
    ربما كان هناك سبب قوي وراء ذلك ،،
    ولن نعرفه إلا إذا عادت لك ذاكرتك ،،
    أو وجدنا أهلك .


    فأقول : تباً لهذه الذاكرة اللعينة .

    فيقول : عزيزتي راحيل صبراً ستعرفين كل شيء في وقته .

    جاء الليل ،،
    وعيني تأبى أن تنام ،، أحاول جاهدة إرغامها على ذلك ،،
    ولكن شوقي لأهلي أكبر من محاولتي في أن أنال عطف النوم

    ليريحني ،،
    أخذت أرسم لوحات من الأمنيات ،،
    عندما أرى أمي سأعانقها ،، لا سأقبل رأسها ،،
    وماذا أفعل أن رأيت أبي .....
    وهكذا حتى غفوت لتهاجمني الأحلام المزعجة ،،
    لا هو حلم واحد ،، الحلم المزعج ذاته ،،
    القبر ذاته ،، الممر ذاته ،، الرجل الناري ذاته ،،
    ثم طلبه بعودتي .




    استيقظت فزعة ،،
    فإذا بالصبح قد تنفس ،، والعصافير غادرت أوكارها تجمع قوتها ،،
    صرخت في يوسف أريده أن يستيقظ ،،
    فاستيقظ فزعاً ،، ثم قال: راحيل ،،
    هل هذه طريقة مهذبه لأيقاظ النائم .


    فأخجل من نفسي وأقول : أن آسفة أن أفزعتك ،،
    ولكن النهار قد ظهر ،،
    هيا بنا لنذهب لنرى أهلي .


    فينظر للساعة ويقول : هل جننت أنها الخامسة صباحاً ،،
    عودي للنوم ،، ما زال الوقت مبكراً .


    فأقول : لم أنم إلا لبرهة صغيرة ،، وما أن أغلقت عيني حتى داهمتني الأحلام فاستيقظت مرعوبة .

    لم ألقى جواباً منه ،، فعلمت بأنه عاد للنوم ،،
    نهضت من فراشي ،، وأخذت أتأمل السماء ،، أعد الغيوم ،،
    أستمتع بتغريد العصافير ،، أشاكس النمل الصغير .




    مر الوقت ،، ولم ألحظه حتى استيقظ يوسف ،،
    رآني شاردة العقل ،، فأحب أن يرد لي الصاع صاعين ،،
    أقترب خلسة من أذني وصرخ .
    سقطت من مقعدي فزعة ،،
    ثم أخذ يقهقه بصوت عالي ،، عبست في وجهه وقلت :
    غير مضحك ،، لا تحاول أن تكون ظريفاً .


    نهضت من على الأرض ،، وذهبت وتركته ،، فلحق بي

    وقال : صباح الخير ،، كيف حالك ؟

    قلت له أصطنع الغضب : لست بخير ،، لقد أوقفت قلبي ..

    قال بحنان أعشقه : سلم الله قلبك لي ،، هل نذهب لمركز الشرطة .

    تحول عبوسي لأكبر ابتسامة في العالم ،، وقلت : بالتأكيد .

    قال : ولكني جائع ،، أريد تناول الإفطار .

    قلت بغضب حقيقي : يوسف ،،
    أنا لم أنم ليلة البارحة شوقاً لهذه اللحظة ،،
    وأنت تحدثني عن الطعام ،، لا طعام عندي هيا بنا .


    قال : أمرك سيدتي ،،
    ولكني سأشكوك لأهلك عندما نراهم .


    قلت وقد نفذ صبري : يوسف كفاك ،، هيا لنذهب .

    قال : حسنٌ ،، حسنٌ .




    >>>>>
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  7. #22
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3399

    رد: طيف من عالم آخر ..


    <<<<<



    ارتديت عباءتي ،، وخرجت مع يوسف ،،
    وسرنا حتى وجدنا سيارة تقلنا إلى مركز الشرطة ،،
    وصلنا فارتعدت فرائصي خوفاً ،،
    ماذا لولم يكونوا أهلي ....
    أبعدت هذه الفكرة عني وتوكلت على الله .
    دخلنا المركز ،، ولقد تذكرت أول مرة دخلت فيها المركز ،،
    فزداد خوفي ،،
    وأمسكت يد يوسف استمد منه الشجاعة ،، فربت على يدي مطمئناً ،،
    خاطب يوسف أحدهم وأخبره بسبب قدومنا فوجهه لمكان معين ،،
    ذهبنا للمكان الذي يقصده ،، وكان غرفة يجلس فيها رجل خلف مكتب ،،
    وأمامه تجلس امرأة متشحة بالسواد معها رجل ،،
    حياهم يوسف ،، ففعلت مثله ،، ثم قال للرجل خلف المكتب :
    - لقد جئنا بطلب منكم بشأن أهل زوجتي .
    - الرجل : نعم هذا الرجل وهذه المرأة يدعيان بأن أبنتهم مفقودة ،، وقد تكون زوجتك ،،
    دعها تنظر إليهم فلربما عرفتهم .
    أخذت أنظر للرجل مع المرأة ،، مرة بعد أخرى ،،
    وأعصر ذاكرتي عصراً ،،
    علها تنقدني ،، ولكنها تأبى ذلك ،،
    شددت يد يوسف بيدي المرتجفة ،، فشد عليها بدوره ،،
    ثم قلت والدموع تجمعت في مقلتي : أنا لا أعرفهم .
    - يوسف : ألا تذكرين أي شيء قد يتعلق بهم ؟
    قلت وقد سالت دموعي : لا ..... لا أتذكر شيئاً .


    فقال يوسف : معذرة ،، ولكن زوجتي مصابة بفقد الذاكرة ،،
    ولا تتذكرهم .


    فقال الرجل خلف المكتب :
    أذن دعهما يشاهدان وجهها ،، فلربما يتعرفان عليها .


    ثارت الغيرة في صدر يوسف ،،
    ثم قال : المرأة فقط تراها ،، وتكونان لوحدهما أيضاً .


    عبس الرجل ،، ثم قال : كما تشاء .
    غادر الرجال الثلاثة ،، وبقيت أنا مع المرأة ،، فكشفت كل واحدة غطائها ،،
    رأيتها امرأة رسم الحزن عليه لوحاته ،،
    قلت في نفسي : هل هذه أمي .


    نظرت لي تتفحصني ،، ثم قالت بعد صمت رهيب دام لدهر : لا ،، لست أبنتي .
    ثم أخذت بالبكاء ..


    وقعت كلماتها عليَّ كخنجر ،، غرس في قلبي ليقتلعه ويتركني بلا حياة ،،
    تسمرت في مكاني ،، مصدومة مذهولة ،،
    كنت كالذي بنى قصراً عظيماً فخرَّ أمامه متحطماً ،،
    هكذا كانت أحلامي التي رسمتها مع أهلي .


    لم أشعر إلا بيد يوسف ،، والتي كانت تربت على كتفي،،

    قال لي : راحيل أمنية روحي هل أنت بخير ؟

    ارتميت على صدره باكية ،،
    أخذ يواسني ،، ويمسح على رأسي ،، ويسمي بالرحمن ،،
    قال لي : عزيزتي أين صبرك ،، أن الله يحب الصابرين ،،
    فأن الله إذا أحب عبداً أبتلاه ،،
    قوي عزيمتك بالله ،، وستجدين أهلك في نهاية المطاف صدقيني .


    قلت باكية : يوسف لقد تعبت من الحيرة ،، من التيه ،،
    أريد أن أعرف من أنا ،،
    من هم أهلي ،، أريد أن يكون لي أب ،، وأم ،، وأخوة ،،
    لقد تعبت من الوحدة .


    قال مواسياً ،، وهو يمسح دمعي بيده : وأين أنا ،،
    ألا يمكنك اعتباري أب لك ،، وأم وأخوة ،،
    ألا يمكنك اعتباري هويتك ،، ذاتك ،، ملاذك ،، وطنك .


    قلت : وأنت كذلك .

    غادرنا ذلك المكان ،، بقلوب حزينة كسيرة ،،
    بعد أن كانت ترقص طرباً .




    >>>>>
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  8. #23
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11282

    رد: طيف من عالم آخر ..

    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    مــــــــــاشاءالله قصه ولاااا احلى
    مسكينه راحيل تعور القلب....
    ويش قصه القبر...؟؟؟ والاحلام...؟؟
    غاليتي ورد الياسمين انتي رااااائعه بكل معنى الكلمه
    وهذا مو غريب عليك غناتي...
    حوائج مقضيه بحق الحبيب محمد وآل محمد
    موفقه لكل خير وصلاح
    لاخلا ولاعدم من جديدك المميز
    دمتي بود يالغلاااا

    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  9. #24
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3399

    رد: طيف من عالم آخر ..

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد

    مــاشاء الله عليك دموعه ،،

    ولا احلى من تواصلك معي ،، الذي يزيدني حماس ،،


    قصه القبر... والاحلام...

    ستعرفين ذاك اذا تابعتي للنهاية

    غاليتي الرائع هو حضورك الذي يضفي التألق لصفحتي

    موفقه و حوائجك مقضيه ببركة محمد وآل محمد

    لاخلا ولاعدم من طيب تواجدك ودعواتك



    دمتِ بجمال روحك

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  10. #25
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3399

    رد: طيف من عالم آخر ..

    <<<<<




    توالت الأيام ،،
    وتوالى ذهابنا إلى مركز الشرطة ،، لرؤية من يدعي بأنهم أهلي ،،
    لنعود بخفي حنين ،،
    فقدت الأمل برؤيتهم ،، ولكني أعزي نفسي بأن يوسف معي وهو كل عالمي .
    الأحلام المزعجة لم تنقطع ،، حتى أني أصبحت لا أنام أبداً ،،
    فإذا داهمني النوم ،، أستيقظ فزعة ،،
    وهذا ما أضر بصحتي ،، وجعلني هزيلة ،،
    وكذلك كثرة محاولتي لنبش ذلك القبر ،، الذي يرشدني إليه

    أحدهم ،،
    منعني يوسف أكثر من مرة أن أضر بنفسي تاركة الكثير من الجراح في جسدي وجسده ،،
    أصبحت حياتنا جحيم لا يطاق ،،
    يوسف يقف حائر ،، لا يعرف ماذا يصنع .
    وأنا أموت في اليوم مئات المرات .



    حدث في أحد الأمسيات التي كنت أتأمل الأشياء من حولي
    _ كما هي عادتي _
    أن سكن الكون فجأة ،، وأصبح الجو حاراً ،،
    وعيوني أصبحت غائرة ،،
    والرؤية أصبحت غير واضحة ،،
    خفت كثيراً ،، وهممت بنداء يوسف ،،
    ولكن أوقفني صورة شخص قادم من بعيد ،،
    ثم أخذ يقترب شيئاً فشيئاً ،، حتى أصبح قاب قوسين أو أدنى

    مني ،،
    لقد عرفته ،،
    أنه الرجل الناري ،، الذي يظهر لي في أحلامي !!!!!
    قلت في نفسي: لابد أني أحلم .
    فقال ليعود بي للواقع : أنت يقظة ولست تحلمين .
    خفت كثيراً ،، وارتعدت أوصالي ،،
    هممت بالهرب ،، فقال : لا داعي لهربك ،، فأينما تذهبين ستجديني .
    قلبي يكاد يتوقف من شدة الخوف ،،
    قلت له : من أنت وما تريد .
    قال ساخراً : هل حياة البشر جعلتك لا تتذكرين أن تقدمي احترامك لسيدك .
    قلت صارخة به : من أنت ،، وعن أي احترام تتحدث .
    قال صارخاً وقد أشتعل نار : قدمي الاحترام لي يا مملوكتي .
    قلت : لست ملك لك أنا حرة .
    قال غاضباً وقد أشتعل أكثر: اسجدي لسيدك .
    قلت غاضبة : أنا لا أسجد إلا إلى ربي وخالقي .
    أشتد غضبه ،، فخرجت الحمم منه ،،
    حتى أني خلت بأنه سيحرق المكان ،،
    ثم قال : أبعدما حصلت على ما تريدين خالفت الاتفاق .
    قلت وأنا أكاد أحترق بناره : عن أي أتفاق تتحدث ،، أنا لا أفهم ما ترمي إليه ،،
    من أنت ؟
    قال بكل فخر وعزة : أنا من أخرج أدم وحواء من الجنة ،،
    أنا من شجع الأخ ليقتل أخاه ،، أنا من أمر بقتل الأنبياء ،،
    أنا من أوحى بقتل الأبرياء ،،
    أنا من نشر الفساد في الأرض ،،
    أنا الشيطان الأكبر ،، أنا أبو الشياطين ،، أنا إبليس !!!!!!!!!



    >>>>>

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  11. #26
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3399

    رد: طيف من عالم آخر ..

    <<<<<



    قلت صارخة فيه : خسئت يا لعين .
    اشتد غضبه ،، والتفت النيران حوله ،، فغطته بالكامل ،،
    وأصبح المكان أشبه بباطن بركان ،،
    قال مزمجراً : يا مملوكتي قدمي الاحترام ،، وإلا ستعاقبين أشد العقاب .
    قلت له : أنا لا أسجد إلا لربي وخالقي ولا أخاف إلا منه ....
    قاطع كلامي بضحكه المقرف ،،
    ثم قال : لا تسجدين إلا لخالقك ها ،، وماذا عن هذا .



    ثم أشار بيده في الهواء ،، لتظهر صورة معلقة في الهواء ،،
    وكانت صورة له على عرشه ،، وأمامه أحدهم يسجد له ،،
    تمعنت النظر في الساجد له ،،
    أنه ....... أنها .........
    يا للمصيبة ،، لا يا الفاجعة أنها .......... أنا .....
    لا مستحيل ،،
    لا يمكن أن يحدث هذا ،،
    آآآآآآآآآآآآآآه رأسي ،، رأسي .


    سقطت على الأرض ،، أتلوى من فرط الألم ،، ألم يشق رأسي إلى نصفين ،،
    أخذت أصرخ: يوسف الحق بي ،، يوسف أعني .
    ضحك باشمئزاز ،، وقال : لن ينقدك أحد من براثني ،، اصرخي كما تشائين ،،
    - ألهي أنقدني ،، آآآآآآآآآآآآه رأسي .


    فجأة دارت أحداث حياتي ،، كالشريط السينمائي أمام عيني ،،
    لقد تذكرت من أكون ،، ومن أنا ،،
    عرفت أهلي ،، وعشيرتي ،،
    والأعظم ،، والأمر تذكرت سجودي له ،،
    رحماك ربي ،، غفرانك ربي ،،
    لا لن أعيد الكرة ،، أن فعلتها في السابق لن أفعلها الآن ،،

    قلت له ،، وأنا خائرة القوى : لن أسجد لك مهما فعلت بي .
    قال ساخراً : وماذا عن زوجك الإنسي ؟
    ذهلت ،، لا بل جننت ،،
    إلا يوسف لن أسمح لأحد أن يصيبه بمكروه .
    قلت صارخة بكل ما لدي من قوة ،، لن أسمح لك بأذيته .
    قال مستهزئ : ومن يمنعني..... أنت ؟؟
    ماذا لو تلبست جسده ،، أو جعلته لعبة عند شياطيني ،،
    سواء كانوا جناً أم من البشر،،
    لنرى ماذا يساوي يوسف عندك .
    قلت له باكية : إلا يوسف دعه وشأنه ،، أقتلني ،، أحرقني ،،
    أفعل ما تشاء بي ،، ولكن لا تلحق الضرر بيوسف .
    قال : إذن اسجدي لي .
    قلت صارخة : لا وألف لا .
    قال : اللعبة تجري على هذا النحو أنت ،،
    بعتني روحك ،، وسجدتي لي ،،
    بالمقابل أعطيتك ما أردتي ،،
    فأما أن تسجدي لي ،، وتقدمي فروض الطاعة ،، والولاء ،،
    أو أن أتسلى بيوسف ،، فماذا تختارين ؟؟



    عصفت بي الأمور ،، أيهما أختار ؟!
    ربي وخالقي ،، ومولاي أنعم عليَّ ،،
    ورباني وحماني ،،
    فلو عصيته ،، أكون ناكرة للجميل ..


    زوجي وحبيبي ،،
    من احتواني في أصعب مواقف حياتي ،،
    صبر عليَّ ،، وعلمني ،، ووضعني بين عينيه ،،
    أن تركته للشياطين أكون ناكرة للمعروف .



    ألهي عبدتك ،، وأنت أهلٌ للعبادة ،،
    أغفر لي ما قد سلف مني وتب عليِّ ،،


    الهي أنت في عون العبد ،، إذا ما رجاك ،،
    وها أنا ذا أرجوك ،، فكن في عوني ،،
    وعون زوجي .




    لقد اخترت ................




    >>>>>
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  12. #27
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11282

    رد: طيف من عالم آخر ..

    ياااااااااااااااالله مسكينه راحيل
    والله عورني قلبي عليها هههه
    بس والله قصه روووعه
    والمعبره بجد ....
    غاليتي ورد الياسمين انتي راااائعه بكل معنى الكلمه
    حوائج مقضيه بحق محمد وآل محمد
    في ميزان حسناتك يااارب
    موفقه لكل خير وصلاح
    دمتي بود
    لاخلا ولاعدم من جديدك المميز

    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  13. #28
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3399

    رد: طيف من عالم آخر ..

    هلا بك أحلى دمعة

    سلامة قلبك حبيبتي

    والروعة دائماً تكمن في حضورك ودعواتك الطاهرة

    ما انحرم منها يارب


    دمتِ بجمال روحك
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  14. #29
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3399

    رد: طيف من عالم آخر ..


    <<<<<


    لقد اخترت طاعة ربي ،،
    ثم وجهت وجهي ناحية يوسف ،، وقلت منتحبة :
    عليك مني السلام يا منية روحي ،، سامحني يا قرة عيني ،،
    أحصنك بكلمات الله التامات ،، كان الله في عونك .
    ثم صرخت باللعين : لقد اخترت طاعة ربي ولن أسجد لك .
    قال مشتعلاً ،، والحمم تتطاير هنا وهناك : يا شياطيني عليكم بيوسف ،، وأنت تعالي معي .
    ثم امتدت نيران من جسده ،،
    لتحكم على كل أجزاء جسدي ،، وتسحبني على الرغم مني ،،
    وأنا أحاول المقاومة ،، ولكن دون جدوى ،،
    ذهب بي باتجاه المقبرة ،،
    ودخل في ذلك القبر ،، الذي طالما حاولت نبشه ،،
    ثم عبرنا في ذلك الممر المظلم الذي أراه في أحلامي ،،
    ثم الباب ،، ليظهر من خلفه مقر ذلك اللعين ،،
    حبسني هناك ،، وأخذ بتعذيبي ،،
    وأنا أرفض الاستسلام له ،،
    ولقد عذبني حتى خلت أن روحي ستفارق جسدي ،،
    حينها غبت عن الوعي .


    أفقت على صوت يوسف ،،
    وقبل أن أفتح عيني ،، أخذت أدعو أن يكون ما حدث حلم من أحلامي المزعجة ،،
    فتحتها ،، فإذا بي في المكان الملتهب ،،
    ويوسف أمامي يرتجف من الخوف .


    قلت له : ما الذي جاء بك إلى هنا ،، هيا غادر بسرعة قل أن يأتي ويراك .

    التفت يميناً ويساراً بخوف ،، وقال : من سيأتي ؟

    قلت رحمة بحاله : يوسف لا عليك .
    كيف جئت إلى هنا ؟


    قال : لقد سمعتك تتحدثين ،، وتصرخين ،،
    ثم تنتحبين ،، وليس هناك أحد معك ،،
    حدثتك فلم تردي عليَّ ،، كأنك في عالم أخر غير عالمي ،،
    هززت يدك فلم تنتبهي لي ،،
    أمسكت بذراعيك ،، وهززتك بقوة ،، ولم ألقَ إجابة منك ،،
    صفعتك ولم تتأثري ،، خفت عليك كثيراً .
    ثم رأيتك تسيرين بسرعة شديدة ،، كأنك تسحبين من قبل

    أحدهم ،،
    فتبعتك ،،
    ثم رأيتك تتجهين جهة المقبرة ،، تبعتك ،، فرأيت ذلك القبر الذي طالما حاولت نبشه ،، يفتح لوحده ،،
    أردتي الدخول فيه ،، وحاولت منعك فلم أستطع ،،
    ثم رأيت الكثير من القطط السوداء تلحق بي لتحاصرني ،،
    هجمت عليَّ ،، وخدشتني بمخالبها ،،
    وعضتني بأنيابها ،، ولقد أصابني الكثير من الجراح بسببها ،،
    حاولت ابعادها عني ،، فلم أجد منها إلا ازدياد أعدادها ،،
    وازدياد هجومها علي َّ،، خفت كثيراً ،، وأرتجف قلبي هلعاً ،،
    ذكرت الله ،، وأخذت أقرأ المعوذات ،، فزادت من هجومها ،،
    أحسست بدخان أسود كثيف يقترب مني ،،
    ويلتصق بي ،، فازداد هلعي ،،
    قرأت أجزاء من سورة الجن ،، وأنا أتراجع للخلف ،،
    حتى سقطت في ذلك القبر ،،
    ولا أعلم كيف وصلت إلى هنا .
    هيا عودي معي للمنزل .


    قلت باكية : ليتني أستطيع فعل ذلك ،، أرحل من هنا ،، واتركني وعد للمنزل .

    صرخ بي ،، وقال : بأي جنون تتحدثين ،، هيا أمرك باالعودة معي .

    قلت باكية : ألا ترى قيودي ،، ألا ترى جراحي ،، كيف تريد مني المغادرة معك ؟

    قال بخوف : عن أي قيود تتحدثين ،، أنا لا أرى شيئاً .
    راحيل يكفيني ما مررت به ،، أرجوك لا طاقة لي بتحمل المزيد .


    قلت رحمة بحاله : يوسف عزيزي ،،
    أنا أعتذر منك ،، لقد حملتك فوق طاقتك ،،
    وأنا شاكرة لك ،،
    ولكني لا أستطيع العودة معك ،،
    عليك أن ترحل من هنا قبل أن يأتي ويراك ،، لابد أن شياطينه أخبروه بقدومك .


    قال صارخاً : من هذا الذي سيأتي ،، ومن هم شياطينه ؟

    قلت بصوت منخفض ،،
    مخافة أن يسمعني أحد ،، أو مخافة على يوسف من الصدمة ،،
    فحاله لا يسمح بمفاجأة من هذا النوع :
    الشيطان الأكبر ،، إبليس اللعين !!!!!!!!


    قهقه بأعلى صوته ،، وبطريقة هسترية ،،
    حتى ظننت أن عقله غادر جسده ،،
    قال : إبليس ،، إبليس سيأتي ،، أكذبي كذبة أخرى قابلة

    للتصديق .
    ثم دمعت عيناه وأخذ بالبكاء ،،
    تقطع قلبي لمنظره ،، فأصعب شيء في الوجود أن تجد أعز الناس إلى قلبك خائف ،، ضعيف ،،

    مقارب على الجنون ،،
    قلت له بكل ما أملك له من مشاعر :
    يوسف أن كانت لي محبة صغيرة في قلبك ،، غادر هذا المكان ،، ولا تعد إلى هنا .


    قال : بأي جنون تهذين ،،
    لن أتركك ما حييت ،، وأن صدقت مقولة أن الشيطان أسرك ،،
    فالشيطان لا يستطيع أذية البشر جسدياً ،،
    وإنما أذاه يكون من خلال الوساوس ،، والصراعات النفسية ،،
    أو أن يتلبسه ،، فكيف يستطيع أن يأسرك ،، ويجرح جسدك .


    قلت صارخة به : أنا لست من البشر ،، أنا من الجن ،،
    و يستطيع أذيتي ،،
    لأني من نفسه خلقته التي خلق منها .




    >>>>>
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  15. #30
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3399

    رد: طيف من عالم آخر ..


    <<<<<



    تسمر يوسف في مكانه ،،
    أكاد أجزم بأنها الضربة القاضية ،، التي ستقضي عليه ،،
    ندمت كثيراً لأخباره بالموضوع بهذه الطريقة الرعناء .
    قلت له مواسية : أعلم بأن الأمر يصدمك كما صدمني ،،
    ولكنها الحقيقة المرة ،،
    صمت ،، وطال صمته ،، ثم نظر لي بعين جامدة ،،
    ووجه خالي من الملامح ،، وقال : هل استعدت ذاكرتك ،،
    أم أنك لم تفقديها في الأصل ،، وكل ذلك محض كذبة ؟
    قلت له بحزن : لم تكن كذبة ،، وكنت فاقدة للذاكرة ،،
    والآن استعدتها ،، وليتها لم تعد .
    قال : هذا يفسر خروجك من القبر في منتصف الليل ،،
    ويفسر الأمور الغريبة التي كانت تصدر منك ،،
    ولكن لماذا اخترتني أنا بالذات ،،
    لماذا تزوجت بك ،، لماذا أحببتك دوناً عن كل النساء ،،
    لماذا كنت مثل النساء الإنسيات .
    قلت : هذا قدري وقدرك .
    قال غاضباً : هيا أخبريني من تكونين ،،
    وكيف كانت حياتك قبل أن تظهري لي ،،
    ولماذا وجدتك مثل النساء الإنسيات ؟
    قلت : لقد كنت أحب التعرف على عالمكم المختلف عن عالمنا ،، كنت أجده مثيراً ،،
    به الكثير من الأشياء الجميلة ،،
    الشمس الساطعة ،، الهواء العليل ،، السماء ،، النجوم،، القمر ،، الأشجار ،، الطيور ،،
    حتى أحببت أن أكون من هذا العالم ،،
    كنت دائماً أسأل والدايَّ _ والذين هم من الجن المؤمنين _ عن عالمكم ،،
    فيقال لي القليل الذي لا يروي فضولي ،،
    حاولت الاقتراب عن كثب ،، ومراقبتكم ومراقبة عالمكم ،،
    فمنعني أهلي من الاقتراب منكم ،، لما فيه من الأذى لي ولكم ،،
    تمنيت كثيراً أن أكون إنسية ،،
    أحيا حياة الإنسيات ،، أرتدي ملابسهن ،، وأتزين بزينتهن وأتصرف مثلهن .
    وقع علي َّ أبي في أحد المرات ،،
    وأنا أتجسس على عالمكم ،، فغضب مني أشد الغضب ،،
    ونهرني بشدة ،، ومنعني من فعل ذلك مرة أخرى ،،
    ابتعدت عنه ،، وأخذت أبكي بشدة ،،
    متمنية أن أكون إنسية ،، أعيش في عالم البشر ،،
    خرج لي أحد الجن ،، وأدعى بأنه صالح ،،
    وأنه يريد لي الخير ،، وأنه سيحقق لي كل أمنياتي ،، وكان من بينها:
    أن يعلمني كيف أتصور بصورة البشر،،
    ولكنه أشترط شرط واحد وهو:
    أن أبيعه روحي ،، وهذا يتطلب مني السجود له ،،
    وطلب مني أيضاً ،،
    أن أجعل بني البشر يسجدون له .
    رفضت بشدة ،، وقلت له بأن السجود لغير الله لا يصح ،،
    فقال لي ،،
    وماذا عن سجود الملائكة لأبي البشر أدم ،،
    وأنهم فعلوا ذلك ،، في محضر ربهم ،، وبعلمه فلم يمانع ،،
    إذن ،،
    لا بأس بالسجود لغير الله ،،
    ثم أخذ يزيّن لي الفكرة ،،
    ولحمقي الشديد ،، وولعي بعالم البشر ،،
    صدقت ما قال ،،
    وبعته روحي و............ سجدت له ،،

    وبذلك صرت إنسية ،،
    ولكن الانتقال من عالم لآخر ،، عن طريق القبر ،،
    أثر على عقلي ،، وجعلني أفقد ذاكرتي ،،
    والباقي أنت تعرفه .

    قال بحزن شديد : رحماك ربي ،،
    أكاد أفقد عقلي ،، أن لم أفقده بالفعل ،،
    تلك قصة خرافية ،، ويستحيل لأي عقل أن يصدقها ،،
    زوجتي راحيل الغالية ،، من الجان ،،
    وباعت الشيطان روحها ،، وسجدت له أيضاً .
    قلت باكية : يوسف لا تعيرني بذنبي ،،
    لقد أدركت أي معصية عظمى فعلت ،، وأي جرم في حق نفسي ارتكبت .
    أنا عائدة لربي ،، ليغفر لي ،، وهو الغفور الرحيم .
    قال : أن كنت سجدت له ،، فلماذا يأسرك الآن ،، ويعذبك ؟
    قلت : لأني رفضت السجود له مجدداً ،،
    ورفضت أن أدعو البشر لعبادته .
    قال : وماذا عن القطط التي هاجمتني ؟
    قلت : هؤلاء الجن الكفرة ،،
    وهم أعوان الشيطان ،، ولقد أمرهم بإلحاق الضرر بك ،، لأن في ذلك جرح لي .




    ثم سمعنا أصوات أقدام تقترب ،،
    خفت كثيراً ،،
    وقلت ليوسف : أنه قادم ،، لابد أن أعوانه أخبروه بأنك هنا ،،
    أذهب ناحية الشرق ،، ستجد تله هناك ،،
    أصعدها ،، ونادي الجن الصالحين ،،
    وقل بأنك وحيد ،، وغريب ،، وتحتاج المساعدة ،،
    سيخرجون لك ،، ويدلوك على طريق الخروج من هنا .
    أن كنت تحبيني يا يوسف ،،
    غادر هذا المكان ،، وعد للمنزل ،، ومارس حياتك اليومية ،،
    كما لو أنك لم تقابلني قط .

    خاف يوسف ،، وتخبط في مشيته ،،
    يسير بسرعة ،، فيتعثر ويسقط ،، ثم يقف ويهرول ،، ثم يسقط مرة أخرى ،،
    تألمت لحاله ،، وكرهت نفسي ،،
    لما جلبت لأعز مخلوق على قلبي ،، الخوف ،، والحزن ،، والألم .
    تمنيت أن تنشق الأرض لتبتلعني ،،
    على أن أراه بهذه الصورة ،،
    لقد كان لي مصدر الأمان ،، والحنان ،،
    وأنا الآن أكافئه بالخوف ،، والألم ،، والحزن .




    >>>>>

    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عالم من خشب
    بواسطة ليلاس في المنتدى منتدى الصور
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 12-03-2009, 10:01 PM
  2. عالم m&ms ..~
    بواسطة أزهار اللوتس في المنتدى منتدى الصور
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-25-2009, 12:53 PM
  3. .::عالم إنعكاس الماء , عالم آخر::.
    بواسطة ساقي العطاشا في المنتدى منتدى الصور
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-19-2008, 02:56 PM
  4. سجل حضورك اليومي بلعن أول ظالم وأخر ظالم ظلم حق محمد وآل محمد@@
    بواسطة كونــــــــان في المنتدى منتدى المواضيع المكررة والمحذوفة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-01-2007, 12:56 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •