بسمه تعالى
للشيخ جوادي املي
لقد كان أمير المؤمنين (عليه السلام) في جميع الميادين ومنها عند مواجهته للموت ذا صلابة، حيث قال: «إنّ أكرم الموت القتل والذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف أهون عليّ من ميتة على الفراش»(1)، اي أنّ للموت درجات ومراتب وأفضلها القتل في سبيل الله.
وفي معركة صفين ظنّ البعض أنّ عدم تعجيله (عليه السلام) في ابتداء الحرب إنّما هو لخوفه من الموت، ولكنه قال: «فوالله ما اُبالي دخلت الى الموت أو خرج الموت إليّ»(2).
وبعد حادثة السقيفة اقترحا عليه عمّه العباس وأبو سفيان البيعة، فقال (عليه السلام): «فإن أقُل يقولوا حَرَص على الملك، وإن أسكت يقولوا جزع من الموت، هيهات بعد اللّتيّا والتي، والله لابن أبي طالب آنسُ بالموت من الطفل بثدي اُمّه»(3)، أي: هيهات بعد كل هذه الحروب والمعارك أخاف من الموت. ثم أشار الى سرّ سكوته (عليه السلام) فقال مردفاً: «بل اندمجت على مكنون علم لو بُحتُ به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطّويّ البعيدة»، أي اني مطلع على أمور وحوادث لو بحت بها وأطلعتكم عليها لما أبقت لكم قراراً.
1ـ بحار الأنوار، ج97، ص40.
2ـ نهج البلاغة، الخطبة 55.
3ـ نفس المصدر، الخطبة 5.
المصدر: «علي (عليه السلام) مظهر اسماى حسناى الهى، ص93 ـ 95»؛
«علي (عليه السلام) مظهر أسماء الله الحسنى»
المفضلات