ما مات محمّد ما مات هيهات يموت و هيهات
بالله مخلّد .. ما مات محمّد

كان الوجود يميل للعدم يصحو كما يغفو على السأم
يأس الحياة يطّوق الدنيا بالجوع و الـزفرات و الألم
الموت يحصينا بـلا كللٍ و القار منـقوشٌ من القدم
كان الدنى أن ينتهي نعشاً من شدّة الأهوال و السقم

ثعابين الدجى الرّقطـاء .. تدسّ الخوف في الأرجاء
سموماً في حشى الدّقعاء .. لظاها الجهـل و الأهواء

سباع الجور بالأشلاء مخمورة .... بكأس الدم و التنكيل مسكورة

ليل الغوى و الكبت و الظلم أعمى النهى فإنســاب للصنم
حكم الورى للاّت و العزّى و الناس خلف الــذلّ كالنعم
عصر ٌ مريــبٌ لا يرى أمل و الصمت أقوى النهي في الكلم
داءٌ من الإفـساد في الأرض من رأسها قـد صـار للـقدم

عناء البؤس في الأحناء .. بحجم القفر في الصحراء
و لا أرضُ و لا علياء .. مصير الأوجه السـوداء

بلالٌ يكتوي و الروح محصورة .... بجرم اللون و القسمات و الصورة
- - - - - -
بسم الله وعد الله يأتي غـيثاًً يحيي مـا أرداه الطـغيان
يا طه خذ أمر المولى و إقرأ ما يتلى من وحيٍ طوع الرحمان

رتّل في الغار علق الــذّكر .. آياتٌ فيـها مـوزن الخـير
و اصدع بالطّور صنم الكفر .. كي تزهو الشمس بسنا القدر