الفئة الثانية القرى الملتصقة بالسوق.

كلنا نعرف أن هناك قرى أخرى متناثرة و ملتصقة بالسوق و القلعة، فيا هل ترى ما هو إسم هي هذه القرى و ما هو عملها؟

و هل هذه القرى متخصصة في أعمال أخرى غير الفلاحية و لنبدأ بالبحث فيها لنرى و نبدأ:


نعم هذه القرى ليس لها علاقة بالنخلة مباشرة و لها تخصصات أخرى:

* القلعة
و هي العاصمة و بها يسكن الناس الكبار أصحاب الأملاك و الأموال كما كانت أيضا العاصمة الثانية للعلم و العلماء و كانت تسمى قديما بـ[النجف الصغراء].

و كان بها بيوت كلها مبنية بالحجر البحري و الجص و بثلاث طوابق أو أكثر، و مسورة من جميع الجهات بسور عالي و سميك و بها أربع بوابات كبار: واحدة على البحر من الشرق، و ثانية على باب الشمال غربا، و ثالثة على السوق من الجنوب، و رابعة من جهة الشمال.



بوابة القلعة من الشمال



سور القلعة من الشرق، و النقل العام للبضائع من الميناء



صناعة الجص

و غالبية أهلها لهم دكاكين في السكة [الصكة]، أي السوق الرئيسي في المنطقة، للمواد الغدائية، يبيعون فيها و يشترون يشاركهم في هذا العمل عائلة الحاج عبد الله طه الحداد الوكيل الحصري في المنطقة لسيارات المرسيدس، و هم من الشريعة و لهم ديوانية كبيرة مفتوحة لمن يريد أن يأكل الغداء يوميا و مطبخ مستقل لخدمة هذه الديوانية.




السكة سوق التجار

* باب الشمال:
و تقع للغرب من القلعة و تفتح القلعة عليها دروازتها الغربية، التي تسمى بدروازة باب الشمال.

و تتخصص باب الشمال في فن البحارة و صيد السمك من حول السيف أي الشاطئ كبحر الناصرة مثلا، بجلب أحلى الأسماك اليومية الطازجة الصغيرة، و يأتي البحارة بهذه الأسماك في العصر من كل يوم و يبيعونه بأنفسهم، و تباع فور وصولها لتكون إداما للعشاء، و غالبا ما تكون مشوية

فتمر مساء على معظم البيوت و ترى [شعاويل] دخان شوي السمك و تشمه بمسافة طويلة، و خصوصا الجواف الطازج أبو [لصرورو] في غالبية البيوت، لأنه يعتبر الأكلة الشعبية المفضلة، و ياما شبعنا منه و من أكله، و الصافي [المفصلات] في البيوت الأخرى الراقية.

و يؤكل بعضه و البعض الآخر يعلق في الملالة [ثلاجة أيام زمان] للصباح مع البيّوت، و البيوت ما تبقى من العيش الأبيض، و يكون فطورا للأطفال اللذين يناموا مبكرين من مغرب من كثر لهجتهم و لعبهم طول النهار و لم يصبروا للعشاء.



الملاله

و من يأتي بهذه الأسماك يسموا كلاب السيف [چلاب السيف] و يستعملوا في ذلك عدة طرق كالـ[الغزل] الشباك و الحضرة و الحداق [الحداگ] و الجاروف، و غيرها، و غالبية هذه الأعمال تتم
فردية، أو بنفرين، كما يشاركهم في هذا العمل قليل من أهل البحاري.


الحضور

أما نسائهم فيتخصصون في صنع [لحلا] السمك المجفف و شكه في [حبلة] و تعليقه على أسطح المنازل أو على أرضية البيوت لينشف، و أنت مار من حول هذه البيوت تتصور نفسك كأنك في مدينة نيويورك الآن أيام الكرسمس بتلك الباقات المعلقة الفواحة.

كما و يفوحوا الربيان و يجففوه، و غالبية هذه الأعمال للتجارة

و أهالي باب الشمال يملكون المعرفة في هذا العمل كما يشاركهم في ذلك أهل جزيرة تاروت.

و لك أن تتصور الذباب.

* يتلوهم إلى الجنوب أهل الجراري:
و هذه القرية متخصصة في أعمال صناعة النسيج و صنع المديد، فهم صنّاع المديد و حيّاكي الردية النسائية البروجية و الشيل و الملافع و نسائهم صناعي الصراولة النسائية المحجلة و مطرزيها.



صناعة المديد

* و يتليهم المدارس:
و هذه القرية تتخصص في صناعتي: الذهب و الأعمال الفخارية فهم من يصنعون الذهب و الفضة و كذلك يصنعون الفخار بجميع أنواعه، كالحبوب و الشربات و البغال و تنانير الخبازين و كل شيء يتعلق بتخزين و شرب الماء للإنسان ، و الطين لهذا العمل يأتي من القديح من أرض المطينة.

و كذلك بها سوق للجت [الگت] البرسيم و الحشيش و غيره من الأعلاف الحيوانية، و تقام يوميا في المساء .

و بها مصانع مستلزمات آثاث البيوت من اقفاصة و مناز للأطفال و [أسجام] جمع سجم أي [كرافي] جمع كرفاية، أعني بذلك أسرة النوم، و غيرها من آثاث البيوت.

* و يليهم الشريعة:
و تتخصص الشريعة أيضا في صناعة الذهب لكن العمل الرثيسي لهذه القرية هو جزافة السمك أي بيعه جملة و قطاعي. و الأسماك في المنطقة الشرقية كلها كانت [ولا تزال] تأتي من أسواق الشريعة

كما إن في الشريعة مناطق تجارية حرة تشتهر بها و هي سوق الخضرة الرئيسي التي تجذب كل الباعة و الشرايين جملة و قطاعي،


سوق الخضرة

و كذلك سوق الجَبَلة و هي مقصد رجال التجارة لبيع الرز و السكر بالجملة و كذلك بيع الماشية كالأغنام و الجمال و البقر و الحمير و هي مركز البدو في بيعهم لأغنامهم و بعارينهم و شراء ما يلزمهم من مواد غدائية و غيرها، و خصوصا يوم الخميس.



الجَبَلة

أصبحت هذه السوق الآن، مواقف سيارات لسوق الخضرة

كما إن في الشريعة سوق أخرى تسمى سوق الدهن و كانت كل النساء الفلاحات يذهبن بمنتوجاتهن من دهن البقر يبيعونه هناك و كذلك نساء البدو يذهبن بمنتوجاتهن من دهن الغنم و ما يطلق عليه بـ[الخالدي] يبيعونه هناك.



سوق الدهن

و نسائهم يتخصصون في صناعة الغدنة و هي الأبسطة التي تفرش تحت الأسماك و تصنع أيضا من سعف النخل الأخضر الذي لم ييبس بعد، و تباع هذه الغدنة في سوق الخميس.

و لنسائهم صناعة أخرى و هي شراء دهن الغنم [الخالدي] من البدو الذي لا يؤكل بشكله الأصلي و يعيدوا تصنيعه بما يسمى [تعشيق] بحيث يتم تلوينه من لون دهن عادي إلى اللون الأخضر و تغير رائحته، و هذه المواد المضافة أيضا تجعله يعمر و يصبر مدة من الزمن أطول دون أن يتلف أو يعفن.

و من ثم إعادة بيعه في نفس السوق.

و قد اصبحت هذه السوق الآن موقف سيارات أيضا لسوق اللحم من خلفها الجنوبي.

كما لنسائهم عمل آخر و هو عمل تصنيع مادة إسمها [اليات] و يستخرج من شحوم الحيوان بعد طبخه و إذابته، و يباع في دكاكين تخصصت في خدمات بيع مواد زينة النساء من [اليات] و عطور بدائية أخرى ليضعوها في رؤوسهم بعد غسله لها بطين يؤتى به من الخويلدية [ يعني شامبوه قطيفي] يسمى [طين اخويلدي] - و لا يزال موجود وطيب لتنظيف شعر الرأس و دواء لفروته ضد القشرة - يوجد حاليا منه في سوق الخميس - تباع كل هذه المواد في بعض دكاكين الشريعة و باب الشمال.

* و نذهب غربا لمياس و هي قرية القصابين. و هم متخصصين فقط في القصابة - جزارين . و يقال أنهم ينتموا قديما لقبيلة بني خالد القبيلة القطيفية المشهورة، يقال إن جاء منهم شخص هنا إسمه [مياس] و تشيع و تزوج و كان ثري وقد بنى بهذه المنطقة حسينية فجذب إليها السادة و المؤمنين.

وبهذه القرية أيضا سوق تسمى [سوق مياس] و كانت الباعة فيها غالبهم من البحرين يجلبون إليها كل ما هو جديد من البحرين من ملابس رجال و غيرها و كانت هذه السوق هي سوق الموضة للرجال و للنساء.

و كانت هذه السوق و قد أصبحت الآن جزء من شارع الملك عبد العزيز من الغرب عند دكاكين الظامن للثلاجات و ليس محلها الآن أما سوق مياس الحالية من جهة الغرب فهي نخيل.

* و من الجنوب نأتي إلى الدبابية و كانت مسورة و هي بلد صناعة الحلوى القطيفية و لا زالت.

* و من شرقها نذهب للكويكب و هذه البلدة تمون كل ما لم نأتي على ذكر له من صناعات أخرى و من يد عاملة و غيرها و كذلك تشترك مع الشريعة بتصنيع الدهن الخالدي لكن بصفة تجارية.



صناعة ماء الورد

* أما سيهات و جزيرة تاروت فتخصصهم أكثر هو الغوص و جلب اللؤلؤ من أعماق المحيطات، و كذلك صيد الأسماك الكبيرة و تشترك معاهم صفوى في صيد الأسماك الكبيرة و الربيان، أيضا.

و بهذا نرى أن كل قرية من قرى القطيف تتخصص في صناعة ما، بحيث أن القطيف كانت الممول الوحيد لكل ما حولها في المنطقة الشرقية من كل شيء. و لا توجد مدينة تظاهيها أبدا و لم تكن في أي حاجة إلى أي مدينة أخرى لأي شيء يكون، فبها الميناء الرئيسي للمنطقة و سوقها المركزي [الجبلة] السوق الحرة.



النقل العام للبضائع القادمة من الجمرك في القطيف و الذاهبة للسوق الرئيسي الجبله في القطيف

هذا و دمتم بألف خير