بالاضافة الى جزر القمر
يوجد جزيرة رابعة بالخريطة وهي جزيرة
((مايوت ))
تمتد حدود الإتحاد الأوروبي جنوبا أبعد مما كان المرء يفترض. تبدأ حدود القلعة الأوروبية من ساحل جزيرة مدغشقر، على قناة موزمبيق. هنا تقع جزيرة مايوت، والتي يقطنها حوالي 200 ألف نسمة. وهي جزء من الأراضي الفرنسية عبر البحار، والتي أصبحت قبلة بالمهاجرين غير الشرعيين. في السنة الماضية رحلت الشرطة الفرنسية 16 ألف مهاجر غير شرعي، وهو رقم يزيد بثلاثة أضعاف عما رحلته الشرطة الأسبانية من جزر الكناري. وتسرع السلطات الفرنسية الآن من خطواتها لكبح الهجرة غير الشرعية. وكان كريستان ايستورسي وزير الدولة للأراضي الفرنسية عبر البحار، قد أعلن بأن الأطفال الذين ولدوا في الجزيرة لمهاجرين غير شرعيين، لن يكونوا مؤهلين للحصول على جواز سفر فرنسي. في عام 1974، اختار سكان جزر مايوت الجنسية الفرنسية، وأدى ذلك القرار التاريخي إلى أزمة اللاجئين الحالية.
تعود أصول معظم المهاجرين غير الشرعيين إلى جزر كمورس (القمر) القريبة. وحتى عام 1974، كانت جزر مايوت جزءا من هذا الأرخبيل، الذي حصل على استقلاله من فرنسا في منتصف السبعينات. ولكن في الاستفتاء اختار الماهوري وهم سكان جزر مايوت البقاء جزءا من فرنسا وكانت نتيجة الاستفتاء تعبيرا عن الكراهية للجنرالات الذين يحكمون جزر القمر أكثر منه حبا في الانضمام إلى فرنسا.
المرتزقة
بعد ثلاثين سنة، اصبح ذلك القرار القديم هاجسا لشعب مايوت، حيث انزلق سكان جزر القمر إلى فقر مدقع، وشهدت البلاد أكثر 20 انقلابا، غالبا عن طريق بوب دينار، وهو أشهر مرتزق فرنسي، الذي توفي في العام الماضي، وكل انقلاب أجبر المزيد من سكان جزر القمر على مغادرة جزرهم باتجاه البحر. يقول رئيس خفر السواحل جيروم ماريلوت:
" هذه معركة بلا نهاية. سيستمر الناس في البحث عن الدورادو. طالما أن الأمور تسير بطريقة خاطئة على جزر القمر، وسيستمرون في القدوم إلى هنا، ويحدث أن التقط شخصا من البحر، هو نفس الشخص الذي رحلته منذ يومين."
أكثر من 60 % من الماهوري لديهم أقارب على جزر القمر، ولم تتأثر هذه الروابط بالرغم من المحاولات للحد من الاتصال بينهم. يجلس عبد الله توف على كواسا كواسا، وهي نوع من قوارب صيد السمك الصغيرة، التي تنقل المهاجرين غير الشرعيين، والذي يقول:
" بالطبع أنا أساعد الكموريين للمجيء إلى هنا. هم أقارب."
يقدر خفر السواحل الفرنسي عدد الذين يتم اعتراضهم فيعرض البحر بحوالي ربع المهاجرين غير الشرعيين، الذين يخاطرون بعبور الأمواج. وهي حقا مخاطرة. ففي ديسمبر الماضي غرق 15 قمريا عندما اصطدم قارب من نوع كواسا كواسا بمركب لخفر السواحل. وتبحث لجنة برلمانية فرنسية في الحادث.
بوابة إلى أوروبا
ولكن بالطبع، لا تمثل جزر مايوت مجرد حنين لجزر الكمورس، وإنما هي بوابة إلى أوروبا أيضا. " أود أن أذهب إلى أوروبا "، يقول مهاجر غير شرعي بينما نعبر الأدغال. وهو يجمع ثمار الموز لأبقار الماهوري، الذين يعتقدون أنهم أكثر أهمية من لأن يقوموا بمثل هذا العمل:
" لقد سمعت بأن الوضع في أوروبا أفضل حتى من جزر مايوت، وأفضل بكثير من الوضع في جزر القمر." هذا المهاجر غير الشرعي، مثل الكثيرين غيره، جاء إلى جزر مايوت بحثا عن العلاج الطبي. يغري المستشفى الكائن في العاصمة مامودزو النساء الحوامل على وجه الخصوص، اللواتي يخاطرن بعبور 70 كيلو مترا قبل أن يأتيهن المخاض بقليل. ليس فقط لأن الإنجاب في المستشفى أكثر أمانا من الإنجاب في جزر الكمورس، وإنما من أجل شهادة الميلاد التي تحتوي على كلمة "مايوت "، والتي تساعد عند التقدم للحصول على الجنسية الفرنسية، عندما يبلغ الوليد الثامنة عشر من العمر.
الفقر
"ستون في المائة من الذين يرتادون المستشفى يأتون من خارج الجزر" هذا ما يقول مدير المستشفى آليان دانييل، بتعبير غير ودي " في معظم الحالات لا يستطيعون دفع الفاتورة." يروي وهو جالس في مكتبه كيف أنه يطلب على الأقل عشرة يورو منكل المرضى. "عليهم أن يتعلموا بأن الرعاية الصحية لا تأتي مجانا."
ولكن الحياة الحقيقية تبدو صعبة القياد بشكل متزايد. ويعترف موظف الاستقبال بأن المرضى يأتون إلى المستشفى بنفس الطريقة. هو أيضا له أقارب في جزر الكمورس. يتلقى تأنيبا من المدير ثم يلتفت إلى الزوار القادمين من أوروبا. " عليك أن تعلمهم كل شيء." جزر مايوت مثل أوروبا، وإن كانت أصغر مساحة. جزيرة مزدهرة في بحر من الفقر.
مفردات البحث: الإتحاد الأوروبي، الجنسية، الكمورس، بوب دينار، جزر القمر، قلعة أوروبا، مايوت، مدغشقر، مرتزقة. ، مهاجر غير شرعي
المفضلات