الرد على اهل البدع والفلاسفة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اللهم صل ّعلى محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق.
واللعنة الدائمة على مخربي شرائعهم من الاولين والاخرين الى قيام يوم الدين
اللهم صل ّعلى وليك , وعجل فرجه , وافضض به رؤوس الضلالة , وشارعة البدع , ومميتة السنن , والمتعززين بالباطل , واعز به اولياءك , واذل به اعداءك , الذين اضلوا عبادك , وحرفوا معاني كتابك , وبدلوا احكامك , وجلسوا مجالس اصفياءك , وطهر اللهم به منهم بلادك .
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً )الكهف103-104
عن أمير المؤمنين (ع) ((يا معشر شيعتنا والمنتحلين ولايتنا إياكم وأصحاب الرأي فأنهم أعداء السنن . تفلتت منهم الأحاديث أن يحفظوها ، وأعيتهم السنة أن يعوها ، فاتخذوا عباد الله خولا ، وماله دولا . فذلت لهم الرقاب وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب ، ونازعوا الحق وأهله فتمثلوا بالأئمة المعصومين الصالحين (الصادقين)
وهم من الجهال الملاعين . فسألوا عن ما لا يعلمون ، فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لا يعلمون ، فعارضوا الدين بآرائهم ، وضلوا فاضلوا ...))[1]
·وعن أمير المؤمنين (ع) في خطبة له قال : ( … ومالي لا أعجب من خطأ هذه الفرقة على اختلاف حججها في دينها لا يقتفون اثر نبي ولا يعتقدون بعمل وصي ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب) . بشارة الإسلام ص62 .
·وفي وصية رسول الله(ص) لابن مسعود حيث قال :
يا ابن مسعود : علماؤهم وفقهاؤهم خونة فجرة ، ألا إنهم أشرار خلق الله، وكذلك أتباعهم ومن يأتيهم ويأخذ منهم ويحبهم ويجالسهم ويشاورهم أشرار خلق الله يدخلهم نار جهنم (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) ، (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً) ، (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ) ، (إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ * تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظ) ، (لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ) ، (كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)
يا ابن مسعود : يدعون أنهم على ديني وسنتي ومنهاجي وشرائعي إنهم مني برآء وأنا منهم برئ. ).
وذلك لانهم تسربلوا بلباس الدين وتمثلوا بالائمة الصالحين وهم ابعد الناس عن الدين لانهم مالوا الى الفلسفة والتصوف ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وذروا احاديث اهل البيت (ع) ذروا الريح للهشيم حسدا وبغضا لآل محمد (ع) حيث ان رواة الحديث العاملين من السلف الصالح تداولوا الحديث ونقلوه بامانة لايصال الحق الى اتباع اهل البيت (ع) الا انه خلف من بعدهم خلف {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً }مريم59
فالصلاة هم محمد وآل محمد (ع) فتركوا كل ما نقل عنهم (ع) ونهجوا نهج العامة الذين وصفهم الله سبحانه في كتابه بالفحشاء والمنكر {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف28
عن داود بن كثير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام :( أنتم الصلاة في كتاب الله عز وجل وأنتم الزكاة وأنتم الحج ؟ فقال : يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عز وجل ، ونحن الزكاة ونحن الصيام ونحن الحج ونحن الشهر الحرام ونحن البلد الحرام ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله ونحن وجه الله قال الله تعالى : (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) ونحن الآيات ونحن البينات ، وعدونا في كتاب الله عز وجل : الفحشاء والمنكر.............) - بحار الأنوار ج 24 ص 303 .
فتجد من تركوا ما نقل عن اهل البيت (ع) وقعوا بالتيه واصبحوا يرون الموازين مقلوبة
فاصبح عندهم المعروف منكر والمنكر معروفا فلجأوا الى فلاسفة اليونان الذين وضعوا قوانين ليقولوا بافعالهم انا لسنا بحاجة الى الانبياء وهذا وصفهم على لسان العسكري(ع)
الْعَلَّامَةُ الْأَرْدَبِيلِيُّ فِي حَدِيقَةِ الشِّيعَةِ، نَقْلًا عَنِ السَّيِّدِ الْمُرْتَضَى بْنِ الدَّاعِي الْحُسَيْنِيِّ الرَّازِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الشَّيْخِ الْمُفِيدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ
الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ
أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ يَا أَبَا هَاشِمٍ سَيَأْتِي زَمَانٌ عَلَى النَّاسِ وُجُوهُهُمْ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ مُظْلِمَةٌ مُتَكَدِّرَةٌ السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ وَ الْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ الْمُؤْمِنُ بَيْنَهُمْ مُحَقَّرٌ وَ الْفَاسِقُ بَيْنَهُمْ مُوَقَّرٌ أُمَرَاؤُهُمْ جَاهِلُونَ جَائِرُونَ وَ عُلَمَاؤُهُمْ فِي أَبْوَابِ الظَّلَمَةِ ]سَائِرُونَ[ أَغْنِيَاؤُهُمْ يَسْرِقُونَ زَادَ الْفُقَرَاءِ وَ أَصَاغِرُهُمْ يَتَقَدَّمُونَ عَلَى الْكُبَرَاءِ وَ كُلُّ جَاهِلٍ عِنْدَهُمْ خَبِيرٌ وَ كُلُّ مُحِيلٍ عِنْدَهُمْ فَقِيرٌ لَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْمُخْلِصِ وَ الْمُرْتَابِ لَا يَعْرِفُونَ الضَّأْنِ مِنَ الذِّئَابِ عُلَمَاؤُهُمْ شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لِأَنَّهُمْ يَمِيلُونَ إِلَى
الْفَلْسَفَةِ وَ التَّصَوُّفِوَ ايْمُ اللَّهِ إِنَّهُمْ مِنْأَهْلِ الْعُدُولِ وَ التَّحَرُّفِيُبَالِغُونَ فِي حُبِّ مُخَالِفِينَا وَ يُضِلُّونَ شِيعَتَنَا وَ مُوَالِيَنَا
إِنْ نَالُوا مَنْصَباً لَمْ يَشْبَعُوا عَنِ الرِّشَاءِ وَ إِنْ خُذِلُوا عَبَدُوا اللَّهَ عَلَى الرِّيَاءِ أَلَا إِنَّهُمْ قُطَّاعُ طَرِيقِ الْمُؤْمِنِينَ وَ الدُّعَاةُ إِلَى نِحْلَةِ الْمُلْحِدِينَ
فَمَنْ أَدْرَكَهُمْ فَلْيَحْذَرْهُمْ وَ لْيَصُنْ دِينَهُ وَ إِيمَانَهُ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا هَاشِمٍ هَذَا مَا حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع وَ هُوَ مِنْ أَسْرَارِنَا فَاكْتُمْهُ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ
مستدركالوسائل ج : 11 ص : 381
الردعلى أرسطاطاليس في التوحيد و عد الشيخ منتجب الدين في فهرسه من كتب قطب الدين الراوندي كتاب تهافت الفلاسفة و عد النجاشي من كتب الفضل بن شاذان كتاب رد على الفلاسفة و هو من أجلة الأصحاب و طعن عليهم الصدوق ره في مفتتح كتاب إكمال الدين و قال الرازي عند تفسير قوله تعالى
(فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ)
فيه وجوه ثم ذكر من جملة الوجوه أن يريد علم الفلاسفة و الدهريين من بني يونان
و كانوا إذا سمعوا بوحي الله صغروا علم الأنبياء إلى علمهم.
و عن سقراط أنه سمع بموسى (ع) و قيل له لو هاجرت إليه فقال نحن قوم مهذبون فلا حاجة إلى من يهذبنا.
أن أول من عرب كتب اليونان خالد بن يزيد بن معاوية لما أولع بكتب الكيمياء و يدل على أن الخلفاء و أتباعهم كانوا مائلين إلى الفلسفة و أن يحيى البرمكي كان محبا لهم ناصرا لمذهبهم ما رواه الكشي بإسناده عن يونس بن عبد الرحمن قال كان يحيى بن خالد البرمكي قد وجد على هشام شيئا من طعنه على الفلاسفة فأحب أن يغري به هارون و يضربه على القتل ثم ذكر قصة طويلة في ذلك أوردناها في باب أحوال أصحاب الكاظم ع و فيها أنه أخفى هارون في بيته و دعا هشاما ليناظر العلماء و جروا الكلام إلى الإمامة و أظهر الحق فيها و أراد هارون قتله فهرب و مات من ذلك الخوف رحمه الله
بحارالأنوار ج : 57 ص : 198
. فلينظر العاقل من نفسه هل يجوز له أن يقلد من يستدل بدليل يعتقد صحته و يحتج به غدا يوم القيامة و هو يوجب الكفر و الإلحاد. و أي عذر لهم عن ذلك و عن الكفر و الإلحاد فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا هذه حجتهم تنطق بصريح الكفر على ما ترى و تلك الأقاويل التي لهم قد عرفت أنه يلزم منها نسبة الله سبحانه إلى كل خسيسة و رذيلة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. و ليحذر المقلدون و ينظروا كيف هؤلاء القوم الذين يقلدونهم فإن استحسنوا لأنفسهم بعد البيان و الإيضاح اتباعهم كفاهم بذلك ضلالا و إن راجعوا عقولهم و تركوا اتباع الأهواء عرفوا الحق بعين الإنصاف وفقهم الله لإصابة الثواب
عن امير المؤمنين (ع) عن خطبة طويلة : (..... فيا عجباً ومالي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصون أثر نبي ولا يقتدون بعمل وصي ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب المعروف فيهم ما عرفوا والمنكر عندهم ماأنكروا وكل امرئ منهم إمام نفسه آخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلا خطأ لا ينالون تقرباً ولن يزدادوا إلا بعداً من الله عز وجل، انس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض كل ذلك وحشة مما ورث النبي الأمي صلى الله عليه واله وسلم ونفوراً مما أدى إليهم من اخبار فاطر السموات والارض أهل حسرات وكهوف شبهات واهل عشوات وضلالة وريبة، فما اشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها ووا أسفا من فعلات شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعدي بعضها بعضاً ويقتل بعضها بعضاً، المتشتتة غداً من الاصل النازلة بالفرع، المؤملة الفتح من غير جهته، كل حزب منهم اخذ بغصن، اينما مال مال معه 000 الى ان قال : لكن تهتم كما تاهت بنو اسرائيل على عهد موسى [ بن عمران ] عليه السلام ولعمري ليضاعفن عليكم التية من بعدي اضاف ما تاهت بنو اسرائيل...)[2]
والى هذا المعنى أشار السيد محمدمحمد صادق الصدر ((قد))حيث قال :(…وهذا هو المرا د من عدد من الأخبار على أختلاف مضامينها،تأمر المسلم بالبقاء على ماكان عليه من عقيدة وتشريع …بالرغم من تيار الفتن وشبهات الأنحراف)).
وقال أيضاً:((… هو وجوب الأخذ بما قامت عليه الحجة من أحكام الأسلام أوعقائده.بمعنى أنه متى دل الدليل الصحيح على كون شيء معين هو حكم إسلامي او عقيدة إسلامية،وجب الاخذ به،بمعنى لزوم العمل عليه ان كان حكماً ووجوب الاعتقاد به ان كان عقيدة. واما ما كان مخالفاً لذلك،فيجب رفضه واعتباره انحرافاً وفساداً)) [1] - بحار الأنوار ج2 : ص84 ، الحقائق : 20 [2]- روضة الكافي ح22
المفضلات