السلام عليك يا شهيد الابا وخامس أهل العبا والمذبوح من القفا
ياغريب يا مظلوم
بأبي أنتم وأمي طبتم وطابت الارض التي فيها دفنتم
وفزتم فوززاً عظيماً


لله صبرك يازينب حين شاهدتِ أخاكِ الحسين (عليه السلام) وحيداً فريداً لا ناصر له ولامعين وقد أحاط به الأعداء من كل جانب ومكان .
وحين شاهدتِ رأس أخيكِ على الرمح دامي الوجه خضيب الشيب .
وحين ازدحم القوم على رحل أخيكِ ومناديهم ينادي: (احرقوا بيوت الظالمين) .
وحين احرق القوم الخيام وفرت النساء والأطفال على وجوههم في البيداء .
ولسان حالك يقول:

زينب على التل واتنادي يامظلوم
خويه انهض وشوف اشسوت القوم
وانتوا ياهلي چيف تحملون اللوم
وعدوانكم خويه اعلى المخيم دنت
چا وين اهل الشيم هاي العدا فرهدت
أختكم بلخوان اتوسلت
أهل الشجاعة هلي وابطال ما ترتهب
اتقبلون يهلي بعد وبيوتنا تنتهب
آني اختكم صدق تمشي ويايا الغرب
ما هيد من العتب خلصوا عمامي وهلي
حرمة ومسيري صعب امشي بليا ولي
لكن لوجه العتب عباس ينهض إلي
مثل العبيد العجب يهلي مشينا اليوم


وحين مرورك على مصرع أخيك ورؤيتك جسده الشريف ملقى على الأرض تسفي عليه الرياح .
ولما اركبوك النياق المهزولة والعيال والأطفال .
ومداراتك الامام زين العابدين (عليه السلام) وهو من شدة مرضه لا يطيق الركوب وقد قيدوه من تحت بطن الناقة ..
وناديتِ بصوتٍ حزين وقلبٍ كئيب : يا محمداه صلى عليك مليك السماء ، هذا حسين مرمل بالدماء ، مقطع الاعضاء ، وبناتك سبايا ، الى الله المشتكى والى محمد المصطفى ، والى علي المرتضي ، والى فاطمة الزهراء والى حمزة سيد الشهداء ،
يا محمدا هذا حسين بالعراء تسفي عليه الصبا ، قتيل اولاد البغايا ، واحزناه

وا كرباه عليك يا أبا عبد الله اليوم مات جدي رسول الله ، يا أصحاب محمداه هؤلاء ذرية المصطفى ، يساقون سوق السبايا ، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والرداء ، بابي من أضحى معسكره نهبا ، بأبي من لا غائب فيرجى ولا جريح فيداوى، بابي من نفسي له الفداء ، بأبي المهموم حتى قضى ، بأبي العطشان حتى مضى ، بأبي من شيبه يقطر بالدماء ، فأبكت كل عدو وصديق..
ثم أخذت تنظر لتراب كربلا وتخاطبه بلسان الحال:


يا كربلا جثة الاخو اوصيچ بيها
يا كربلا لمي اعظامه وغسليها
بالله ورسوله كربلا صلي عليها
يا كربلا لايبات ابن امي رميه

كل سؤال وإله جواب :

ارتجت اراضي كربلا وكادت لها اتمور
يمخدره اكفان ماعندي وكافور
أنا من وين إلي يمخدرة حفار لقبور
حتى اواري هالجثث يا هاشمية
لكن انتِ مو مقطوعة انتِ عندچ أهل وأُسوُد معروفة على وجه البسيطة:

صوتي لهلچ وعمومتچ خلهم يجونچ
يحضرون بالشدات چي ما يحضرونچ
يدفنون قتلاهم وتالي يرجعونچ
لرض المدينة ابلاد جدچ يازچية
صاحت هاي بعيدين عني وما يجوني
ما ظنتي يدرون بيَّ ويتركوني
عتبي على إلبلغاضرية ضيعوني