الثقافة 16
السلام عليكم

اشكر مروركم اعزتي القراء وخالص دعواتي لكم
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
نص الحديث :
فَاجْتَمَعَتِ الْمَلَائِكَةُ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى جَبْرَائِيلَ :
أَنِ اخْطُبْ فَكَانَ الْوَلِيُّ رَبَّ الْعَالَمِينَ
وَ الْخَطِيبُ جَبْرَئِيلَ الْأَمِينَ
وَ الشُّهُودُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ
وَ الزَّوْجُ آدَمَ أَبَ النَّبِيِّينَ
وَ الزَّوْجَةُ حَوَّاءَ
فَتَزَوَّجَ آدَمُ بِحَوَّاءَ عَلَى الطَّاعَةِ وَ الْتُّقَى وَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ
فَنَثَرَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَيْهِمَا مِنْ نِثَارِ الْجَنَّةِ الْخَبَرَ .
وهنا تتمت الحديث الشريف وفيه انعقاد احتفال الزواج وبشكل جميل وفيه كل اعرافنا المبنية على الفطرة السليمة؛ وذلك بعد ان تم طلب ابونا ادم عليه السلام حواء من صاحبها ؛ ولم يكلمها الى الان ؛ بل هو ينتظر بعد ان رضي الشروط ان ينفذ طلبه رب العالمين وقد اباح بحقيقة ما في كامن قلبه لربه بانها :
يَا رَبِّ مَنْ هَذِهِ الَّتِي آنَسَتْنِي بِقُرْبِهَا؟
يَا رَبِّ فَهَذِهِ أَمَتُكَ حَوَّاءُ قَدْ رَقَّ لَهَا قَلْبِي فَلِمَنْ خَلَقْتَهَا؟.
اذن فابتدء باول حقيقة ابونا سلام الله عليه؛ وفيها تدرج ورفق في بيان حقيقة ما يريده من الرب تعالى في قربه من حواء فلم يكن اول قوله يارب انكحنيها ؛ بل تدرج برفق جميل وفيه احترام كامل لامنا ؛ وغاية الادب مع خالقها ؛ فقال اول ماقال :
اني انس بقربها وكأن نفس القرب هو مراده لما فيه من السكن لنفسه ؛ ثم لما تم تصريحه هذا انتقل الى المرحلة الثانية فقال عليه السلام: رق قلبي لها ؛ الله... الله..كم جميل واين نحن من هذه النعم الربانية في احاديث آل البيت عليهم السلام القدسية .
والان صرح باوضح واشرق من حالة السكن وهو : ان قلبه رق لها ؛ اذن ليس الامر فقط بالسكون وان كان هذا موجود في ذاته لا شك لكن هناك امر من وراء السكن وهو رقة القلب وقد اباحه لربه وصرح به ؛ وهنا جاء الدور المراد والغاية المنشودة من وراء السكن والرقة وهو :
فَأَنْكِحْنِيهَا يَا رَبِّ.
فعلينا ان نتعلم الادب في التدرج وفي الانتقال من حالات الصراحة ولا نكون همج رعاء ؛ وجاهلية عمياء ؛ فقط نركض وراء الجنس من وراء طلب المرءة ؛ بدون النظر الى كل ما فيها من سكن ؛ ورقة ؛ وان كانت النتيجة الحتمية لهذين هو فانكحنيها يارب .
وبدء الاجتماع وتمت الخطبة وحينما تم كل شيئ بدء الملائكة بالنثار
الهي بحق هذا الاجتماع المبارك وهذا الزواج الجميل والاجتماع النور الاطهر الا ما قضيت حوائج قرّائي الاعزاء لدنياهم واخرتهم واعطهم فوق ما ياملون منك يارب.
وكان زواجهما على ان :
فَتَزَوَّجَ آدَمُ بِحَوَّاءَ عَلَى الطَّاعَةِ وَ الْتُّقَى وَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ
ولم يكن على مطامع مادية وتحميل الزوجة فوق طاقتها واستحلابها للوصول لاهدافه الدنيوية ؛ وكذلك الزوجة لم تتزوج معه لتجعله سُلم تصل به الى مفاخراتها على اقرانها ؛ ولا ان تجعل الزوج حطبا تحرقه في لهيب السوق من اجل ان تُري ضوء احتراقه لمن تنافسهم من الاقراباء .