الثقافه6__________________
من نص الحديث:
يَا رَبِّ مَنْ هَذِهِ الَّتِي آنَسَتْنِي بِقُرْبِهَا؟
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
هَذِهِ أَمَتِي فَأَنْتَ عَبْدِي
تاملات :
بعد ان سال ادم عليه السلام عن حواء التي انس برؤيتها فقال الله تعالى في جواب سؤال ابينا :
هذه امتي وانت عبدي
منها نفهم ان حواء قبل ان تكون زوجة لابينا هي امة الله تعالى وحقه عليها اوجب من حق ابينا عليها.
لابد ان يعرف كل زوج عندما يقدم للزواج بان حق الله على زوجته اوجب من حقه الا ما اجاز الله تعالى للمرئة في اطاعة الزوج وهي مواقع مشخصة ومعينة من جميع نواحيها لكن الامر المطلق لله تعالى لانه خالقها وهي امته قبل ان تكون للزوج انسا في حياته؛ ثم قال الله تعالى بعده وانت عبدي ليعلم الرجل بانه هو ذاته ايضا عبدا لله تعالى ليس له اي ارادة في قبال الله تعالى لذلك فان امرها وامره يرجع الى الله تعالى وهو القائل :
وَ لِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَ تَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون
تامل
واما قوله تعالى:
يَا آدَمُ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنْكُمَا
وهنا يخاطب الله تعالى ادم عليه السلام بان كلاكما عندي اكرم ما خلقت وافهمه بان لا فرق في الاكرام بينكما كما انت عليّ كريم فهي بنفس المستوى كريمة ولم يفرق بينهما في هذا المقام الذي هو أهم مقام. ولا تفاضل هنا بينهما لكي يعلم الزوج ان ليس له منّ على زوجته في مقام الكرامة لانه رجل له القيمومية عليها لكن مشروطة هذه الكرامة المتساويةمع كرامة الزوج بان تكون عابدة مطيعة لله كما هو مطيع وعابد لاوامر ربه ؛ومن اهم ما امرها الله تعالى لطاعته هو اطاعتها لزوجها فيما امرها ان تطيعه .
يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبير
لذلك قال الله تعالى لهما :
هَذِهِ أَمَتِي فَأَنْتَ عَبْدِي يَا آدَمُ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَكْرَمُ عَلَيَّ مِنْكُمَا إِذَا أَنْتُمَاعَبَدْتُمَانِي وَ أَطَعْتُمَانِي.
فهما مادام مطيعان لله عابدان لربهما فلاتفاضل بينهما
المفضلات