الثقافة : 39


بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم


والعن اعدائهم


شكرا لمروركم آجركم الله ووفقكم لكل خير


عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله


أَنَّهُ قَالَ :


عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ خَيْرُ الْبَشَرِ وَ مَنْ أَبَى فَقَدْ كَفَرَ


* * *

المقدمة : 2
ان من اراد ان ينجو من المعصية بانواعها ؛ والانحرافات الجنسية التي تربك شخصه وتهدم تماسكه الذاتي امام نفسه ومجتمعه؛ لانه وان خفي امره على اصدقائه وذويه لكن الحجاب بينه وبين روحه شفافه وهو ادرى بها وضميره يتجسس عليه :
بَلِ الإِنْسانُ عَلى‏ نَفْسِهِ بَصيرَةٌ (14)
فهذا الانسان يجب ان يهتم بمقدمات المعصية لان المقدمات هي التي توقعه في بُئرة الانحرافات؛
اما من القى بنفسه من اعلى الناطحات للسحاب ثم يبحث عن حل ليقي عظامه من ان تتكسرفان هذا معتوه .
الا نقرء قول الله تعالى حينما يقول :
قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَ إِيَّاهُمْ
وَ لا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ
وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتي‏ حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)(الانعام )

وَ لا تَقرَبُوا الزِّنى‏
إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَ ساءَ سَبيلاً
(32)(الاسراء)

لاحظت ان الآيات هنا تمنع من المقدمات وتطلب من الانسان ان لايقترب من المعاصي لانه ان حام حولها يوشك ان يقع فيها فمن يلاحق الافلام الخليعة ويدقق في النظر للنساء ويطالع المجلات الغير نزيهة ويحادث النساء ليل نهار من غير ضرورة شرعية مجوّز له فما الذي يتوقعه من قلبه والامام عليه السلام يقول:

سعدالسعود 129 فصل ..... ص : 128


روي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال:
إن حمى الله محارمه و من رعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه


وقال صاحب الكتاب ابن طاووس:
( فينبغي التباعد عن حول الحمى على ما قال و عن مولانا علي عليه السلام في اجتناب حول الخمر كما لعن رسول الله ص غارسها و ساقيها و ليست في تلك الحال خمرا و إنما هو مبالغة في تعظيم تحريمها و لأن أصحاب المبالغات في التواريخ عن الشبهات يبلغون إلى نيل هذه الغايات حفظا لمقاماتهم العاليات و خوفا من ذل المعاتبات )


ولهذا منع اهل البيت عليهم السلام من اي نافذة من النوافذ الملوثة بجراثيم ابليس ان يدخله الانسان لانها ستكون مقدمة للمعصية كما ستقرء هذه الرواية التي توضح لك الامر وبصورة بينه :


وسائل‏الشيعة 19 154 31- باب أن من استأجر بيتا له باب..


24356- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّيَّارِ قَالَ:


دَخَلتُ المَدِينَةَ وَ طَلَبتُ بَيتاً أَتَكَاراهُ فَدَخَلتُ دَاراً فِيهَا بَيتَانِ بَينَهُمَا بَابٌ وَ فِيهِ امرَأَةٌ فَقَالَت تُكَارِي هَذَا البَيتَ قُلتُ بَينَهُمَا بَابٌ و أَنَا شَابٌّ فَقَالَت أَنَا أُغلِقُ البَابَ بَينِي وَ بَينَكَ فَحَوَّلتُ مَتَاعِي فِيهِ وَ قُلتُ لَهَا : أَغلِقِي البَابَ فَقَالَت: يَدخُلُ عَلَيَّ مِنهُ الرَّوحُ دَعهُ فَقُلتُ : لا أَنَا شَابٌّ وَ أَنتِ شَابَّةٌ أَغلِقِيهِ فَقَالَتِ: اقعُد أَنتَ فِي بَيتِكَ فَلَستُ آتِيكَ وَ لا أَقرَبُكَ وَ أَبَت أَن تُغلِقَهُ فَلَقِيتُ أَبَا عَبدِ اللَّهِ عليه السلام فَسَأَلتُهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ:
تَحَوَّل مِنهُ فَإِنَّ الرَّجُلَ وَ المَرأَةَ إِذَا خُلِّيَا فِي بَيتٍ كَانَ ثَالِثُهُمَا الشَّيطَان‏.



مستدرك‏الوسائل 14 265 78- باب عدم جواز خلوة الرجل بالمرأة


عن كتاب دَعَائِمُ الإِسْلامِ، عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ :
لا يَخلُو بِامرَأَةٍ رَجُلٌ فَمَا مِنْ رَجُلٍ خَلا بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ الشَّيْطَانُ ثَالِثَهُمَا .


فان خالف الشاب وجلس في البيت الذي منعه
الامام الصادق عليه السلام ان يسكنه؛ طبيعي سيقع في الحرام وتقع هي ؛ ويبقى الليل كله وبريد قلبه مشغول بالرسائل الفورية التي يبعثها كالبرق لجارته وهي ترده مع جوابها القلبي ملفوفا بلسان
اللهب الحارق .


فحينئذ لا يحق لهذا الشاب ان يقول كيف وقعت في المعصية؟
لانه هو الذي طلبه بصورة غير مباشرة حينما جلس في هذا البيت ذو المقدمة للزنا


وعلى هذا فمن اراد الابتعاد عن الانحرافات الجنسية والشذوذ القاتل ؛ عليه ان يبتعد عن مقدماتها التي هو اعرف بها من غيره .


البحث القادم سيكون في العادة السرية باذن الله تعالى

(احرم نقل موضوعي بدون استاذان )
((سيد اويس الحسيني النجفي))