الشفاء 23
السلام عليكم
شكرا لمروركم آجركم الله ووفقكم لكل خير
من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
عن كتاب الكافي ج : 6 ص: 285
بَابُ أَنَّ الضَّيْفَ يَأْتِي رِزْقُهُ مَعَهُ
1- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَفْصٍ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :
إِنَّ الضَّيْفَ إِذَا جَاءَ فَنَزَلَ بِالْقَوْمِ جَاءَ بِرِزْقِهِ مَعَهُ مِنَ السَّمَاءِ فَإِذَا أَكَلَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُمْ بِنُزُولِهِ عَلَيْهِمْ.
2- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِالْأَوَّلِ عليه السلام قَالَ :
إِنَّمَا تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ عَلَى الْقَوْمِ عَلَى قَدْرِ مَئُونَتِهِمْ وَ إِنَّ الضَّيْفَ لَيَنْزِلُ بِالْقَوْمِ فَيَنْزِلُ رِزْقُهُ مَعَهُ فِي حَجْرِهِ .
3- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله:
مَا مِنْ ضَيْفٍ حَلَّ بِقَوْمٍ إِلَّا وَ رِزْقُهُ فِي حَجْرِهِ .
1- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليهالسلام قَالَ ذَكَرَ أَصْحَابُنَا قَوْماً فَقُلْتُ وَ اللَّهِ مَا أَتَغَدَّى وَ لَا أَتَعَشَّى إِلَّا وَ مَعِي مِنْهُمُ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ فَقَالَ عليه السلامفَضْلُهُمْ عَلَيْكَ أَكْثَرُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَيْهِمْ .
قُلْتُ :
جُعِلْتُ فِدَاكَ كَيْفَ ذَا وَ أَنَا أُطْعِمُهُمْ طَعَامِي وَ أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِي وَ يَخْدُمُهُمْ خَادِمِي؟
فَقَالَ :
إِذَا دَخَلُوا عَلَيْكَ دَخَلُوا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالرِّزْقِ الْكَثِيرِ وَ إِذَا خَرَجُوا خَرَجُوا بِالْمَغْفِرَةِ لَكَ .
تامل
ان هذه الروايات التي وردت في آداب الضيافة مهمة جدا ترفع العناء النفسي عن صاحب البيت ؛ المضيف لاخوانه واخواته واقربائه وذلك للنقاط التاية:
1- ان المضيف عادة انما يقلق لمجئ الضيف خوف البذل وما سينفقه على ضيوفه من المال بينما هذه الرواية الشريفة تجعله سخي النفس ندي الكف ؛ لان رزق الضيف ليس من رصيد المضيف ؛ وانما رزقه ياتي من السماء ؛ وان هذا القيد بانه من السماء له من الحكم مالايعلمه الا الله تعالى حسنا وبهاء ؛ والذي يبدو لي ان الرزق الذي سياتي الى صاحب الدار المضيف انما هو من السماء لا بجهد وكد ؛ وانما تتسبب له الاسباب السماوية بايصال الرزق اليه .
قد يكون ببيع غير متوقع الربح او اي سبب اخر سماوي الله اعلم به.
2- وان غفران الذنب يكون بعد ان ياكل الضيف ؛ وانت ادرى يا قرائي العزيز كم سيكون حسب هذه العبارة صاحب البيت حريص على ان ياكل ضيفه ؛ لان غفران ذنبه متعلق بشروع الضيف بالاكل في بيته ؛ وطبيعي سيجد الضيف ان صاحب البيت فرحان باكله كم سينشر البهجة والسرور في نفسه فرحا لما يجده من رحابة الصدر من المضيف .
وصاحب البيت انما يفرح باكل الضيف لتغفر ذنوبه ومع غفرانها نزول البركات الكثيرة والتي بينها القران والعترة عليهما السلام واكتب لكم اثر واحد من بين مئات الاثار:
من سورة نوح المباركة
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (10)
يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً (11)
وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍوَ بَنينَوَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍوَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (12)
3- ان الرواية الاخرى قيدت الرزقبنزولها في حجرالضيف ؛ لتشير الى صاحب الدار بان الرزق من حجر الضيف وله الفضل عليك حيث جائك بالرزق في حجره وببركة قدومه اليك .
4- والرواية تقول :
إِنَّمَا تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ عَلَى الْقَوْمِ عَلَى قَدْرِ مَئُونَتِهِمْ
وهذا تشجيع كامل للبذل والانفاق بدون خوف الفقر على احبابه الضيوف لان المعونة السماوية تنزل عليه بمقدار ما انفق فكلما كثر انفاقه كثرة المعونة له .
5- وهذا الرزق كله ينزل للبذل على الضيوف وهناك رزق كثير ينزل اليه ايضا بسبب غفران ذنوبه ورزق كثير لقبوله لهذه المكرمة الاخلاقية الجميلة وهي استقبال الضيوف .لذلك قالت الرواية المباركة الاخرى :
إِذَا دَخَلُوا عَلَيْكَ دَخَلُوا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالرِّزْقِ الْكَثِيرِ
6- وبخروجهم من بيته تاتي الجائزة العظمى لحسن خلقه وتصرفاته الولائية الجميلة وهي : وَ إِذَا خَرَجُوا خَرَجُوا بِالْمَغْفِرَةِ لَكَ
7- ومن كل ما مر نفهم قول الامام عليه السلام حينما يقول:
فَضْلُهُمْ عَلَيْكَ أَكْثَرُ مِنْ فَضْلِكَ عَلَيْهِمْ.
لان بوجودهم عند المضيف نزلت الارزاق المتعددة عليه؛ منها من السماء ؛ ومنها في حجر الضيف ؛ ومنها بالمغفرة ؛ ومنها كثيرا بورودهم عليه ؛ ومنها للمعونة ؛ ورضوان من الله اكبر ثم ضميره المبتهج لانه عمل باخلاقيات اهل البيت عليهم السلام .
اللهم وفقنا ان نسبق حاتم الطائي بكرمنا بتادبنا باخلاق اهل البيت عليهم السلام يارب .
المفضلات