( 1 )


شعار الإمام الحسين (عليه السلام)



كان للمسلمين في حروب صدر الإسلام شعاراتهم الخاصة. وكان لرسول الله صلى الله عليه وآله وللأئمة شعارهم الخاص. وقد ينقش هذا الشعار على فصّ الخاتم


فماذا كان شعار الإمام الحسين عليه السلام ؟ ؟؟


أن الله بالغ أمره


( لا اله الا الله عده للقاء الله)



( 2 )




" شعر الإمام الحسين عليه السلام "



كان أئمة الشيعة ينظمون الشعر أحيانا حسب مقتضيات الزمان والمكان. وكانوا يتمثلون أحيانا بشعر من سبقهم من الشعراء. ونقلت عن الحسين بن علي عليه السلام أشعاراً كثيرة يتعلق بعضها بوقائع كربلاء وجاءت على صور الموعظة والرجز وما شابه ذلك. ويتعلق بعضها الآخر بمناسبات ومواقف أخرى.



وطُبع ديوان يحمل عنوان "ديوان الحسين بن علي وهو يضم أشعار التي تتناول أغلبها أعراض المواعظ والحكمة.



وخلال وقائع الطف نظم الحسين عليه السلام أشعاراً من عنده، وتمثّل كذلك بأشعار الشعراء العرب الآخرين، من قبيل القصيدة التي مطلعها:



((فإن نهزم فهزّامون قدماً……))



أكمل ( ي ) هذه القصيدة


فإن نهزم فهزامون قدما وإن نهزم فغير مهزمينا وما أن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا فلو خلد الملوك إذا خلدنا ولو بقي الكرام إذا بقينا


( 3 )



" دروس من عاشوراء "



لا شك أن واقعة الطف كانت من أعظم الحوادث في تاريخ البشرية، والتي عرّفت المسلمين على القيم النبيلة ومفهوم الحياة الهادفة، وخلقت أو رسخت لديهم حوافز المجابهة لحفظ كرامة الإنسان ورفض التسلّط الجائر. وقد انتفع المسلمين وسائر بني الإنسان من العبر الكامنة في تلك الحركة الدامية على قدر معرفتهم بها، وكلما تعمقت لديهم تلك المعرفة كانوا على نفس تلك الدرجة من العزّة والعظمة والقدرة على زعزعة ركائز حكومة الطواغيت.



أذكر ( ي) بعض الدروس التي يمكن إستخلاصها من عاشوراء


1- أن نثأر لله وحده ، لا لانتسابات الأرض ، وانتماءاتها ، وعصبياتها ، وصيحاتها ، وجاهلياتها .


2- أن نعطي الدم من أجل أن يبقى الإسلام وحده ، لا أن تبقى نظريات الإنسان ، وحزبياته ، وشعاراته ، وزيفه .


3- أن ننتصر للدين ، وللمبدأ ، وللعقيدة ، لا للعصبيات ، والقوميات ، والعناوين التي صاغتها ضلالات الإنسان ، وأهواءه .


4- أن نحمل شعار القرآن .


5- أن نرفض الباطل ، والزيف ، والفساد ، والضلال ، وأن نرفض كل ألوان الانحراف الأخلاقي ، والثقافي ، والاجتماعي ، والسياسي .


6- أن نكون الصرخة التي تواجه الظلم والظالمين ، وتواجه البغي والباغين ، وتواجه الطغيان والطاغين ، وتواجه الاستكبار والمستكبرين .


7- أن نكون المبدئيين الأقوياء الذين لا يساومون ، ولا يتنازلون ، ولا يسترخون


ولا تعني المبدئية والصلابة أن لا نعيش المرونة والانفتاح والشفّافية في حواراتنا مع الآخرين .
والإنسان المؤمن في حالات التصدي والمواجهة والصراع يجب أن يكون شديداً وحدِّياً وصارماً في موقفه مع أعداء الإسلام ، وأعداء الحق .
نعم ، حينما يحاور الآخرين ، ويدعو ويبلِّغ يجب أن يكون مَرِناً منفتحاً شفّافاً .
وهنا نؤكد أنَّ المُرونة والشفّافية في حواراتنا مع الآخرين لا تعني الاسترخاء في طرح الأفكار والقناعات العقيدية والمذهبية ، والثقافية والسياسية .
ولا تعني الاسترخاء في طرح الحُجَج والبراهين ، ولا تعني المساومة والتنازل .
ولا تعني المجاملة الفكرية ، أو المجاملة السياسية ، أو المجاملة الاجتماعية .
ولا تعني السكوت عن مواجهة الأفكار التي تتنافى مع المبادئ والقيم التي نؤمن بها .
فالمرونة والحور في منجنا هي أسلوب متكامل في الحوار .


8- أن نعيش الصمود والثبات في مواجهة كل التحديات ، التحديات الفكرية ، والثقافية ، والنفسية ، والاجتماعية ، والسياسية ، والإعلامية .
الحسينيون الحقيقيون لا يعرفون الانهزام ، والتراجع والتخاذل ، والضعف والخور ، فهم الثابتون الصامدون ، الذين يملكون عُنفُوَان العقيدة ، وصلابة الإيمان ، وإباء المبدأ ، وشموخ الموقف .
9- أن نحمل شعار الجهاد والشهادة ، وأن نكون المجاهدين الصادقين في سبيل الله ، نجاهد بالكلمة ، ونجاهد بالمال ، ونجاهد بالروح .
فلسنا حسينيِن إذا لم نحرك المالَ في خط الدعوة ، والخير ، والجهاد .
ولسنا حسينيين إذا لم نحمل الأرواح على الأكُفِّ ، وإذا لم نكن عُشَّاقاً للشهادة ، وإذا لم نسترخص الدم من أجل المبدأ والعقيدة .
فالسائرون في خط الحسين ( عليه السلام ) هم الذين يحملون شعار الحسين ( عليه السلام ) : ( لا أرَى المَوتَ إِلاَّ سَعَادَة والحَياةَ مَع الظالمينَ إِلاَّ بَرَمَا ) .
والسائرون على خط الحسين ( عليه السلام ) هم الذين يحملون شعار علي الأكبر ( عليه السلام ) : ( لا نُبَالي أنْ نَمُوتَ مُحِقِّينَ ) .
والسائرون على خط الحسين ( عليه السلام ) هم الذين يحملون شعار العباس ( عليه السلام ) :
( وَاللهِ إِنْ قطعتُموا يَميني إِنِّي أُحَامي أبداً عن دِيني وَعَن إِمامٍ صَادقِ اليَقينِ )
والسائرون على خط الحسين ( عليه السلام ) هم الذين يحملون شعار القاسم ( عليه السلام ) : ( المَوتُ فيكَ يا عَم أحلَى مِنَ العَسَل ) .
10- أن نكون المتدينين الحقيقين ، وأن نكون الذين يملكون بصيرة الدين والعقيدة ، وبصيرة الإيمان ، والمبدأ ، ونقاوة الانتماء ، والالتزام ، وأن لا نكون من أولئك الذين يحملون بَلادَة الدين والعقيدة ، وغباء الإيمان والمبدأ وأن لا نكون النفعيِّين المَصلحيِّين المتاجرين بالدين ، والمساومين على حساب المبدأ .
الإمام الحسين ( عليه السلام ) أوقف حَجَّه ، وأعلن الثورة على يزيد ، وذلك ليقول للمسلمين :
أيّ قِيمَةٍ لطوافٍ حولَ بيت الله ما دام الناس يطوفون حول قصور الطغاة والظالمين .
وأيَ قيمة لتقبيل الحجر الأسود مادام الناس يقبِّلون الأيدي الملوثة بالجرائم .
وأيّ قيمة لركوعٍ وسجودٍ عند مقام إبراهيم مادام الناس يركعون ويسجدون عند أقدام السلاطين .
وأيّ قيمةٍ لسعيٍ وحركةٍ بين الصفا والمروة مادام الناس يعيشون الخنوع والركود ، والجمود والاستسلام ، والجور والضعف .
وأيّ قيمةٍ لتلبيةٍ إذا كان الناس مأسورين لنداءات الطواغيت والمستكبرين .
وأيّ قيمة لذكرٍ وتلاوةٍ وعبادةٍ إذا كان الناس يمجِّدون ويعظِّمون ويؤَلِّهون الجبابرة والفراعنة .
11- أن نكون إِمَّا الحسينيِّين الذي يعطون الدم من أجل المبدأ ، أو نكون الزينبيِّين الذين يحملون صوت الحسين ( عليه السلام ) .
فالحسين ( عليه السلام ) وشهداء كربلاء فجَّروا الثورة في يوم عاشوراء ، وكان وقود هذه الثورة دماءهم الطاهرة .