صرخات يا حبيب قم وانصر الغريب
ليلة 6 محرم 1424هـ - مأتم الدية – البحرين
الرادود : سيد هاني
يا كربلاءُ يا لغزَ عمري .. ما أنتِ الاّ بقعة َ المجدِ الأثيل ِ
فيكِ الالهُ أودع سرّاً .. قدّسه العالم ُ جيلا ً بعد جيل
من عهدِ آدم و الأنبياءُ .. من بعده نوحٌ مروراً بالخليل
موسى وعيسى كلٌّ و طه .. و قد أسالَ الدّم من أمر ِ الجليل
حتّى محمّد جاهُ الأمينُ .. بتربةٍ من ملؤها فيها الدّماء
من أنتِ قولي حتّى تطولي .. كلَّ ذرى العزِّ ألا يا كربلاءُ
هل أنتِ لغزٌ سرٌّ كبيرٌ .. في طيّه مرتكزٌ فيه الولاء
و كلّ قلبٍ في صدر مؤمن .. من سرّكِ فيه و فيضٌ و ضياءُ
- - - - - -
انّكِ الأرض التي ترابها مقدّس
منذ كان خلقكِ تاريخنا تأسّس
منذ كان .. خلق آدم .. عندها .. قد بدأ التأريخ
أنتِ أصلٌ ثابتٌ في عالم الطريقه
كلّ شيء دونكِ وهمٌ بلا حقيقه
أنتِ أصلٌ .. أنتِ عمقٌ .. أنتِ سرٌّ .. يجهله التأريخ
ما ترى العالم ماذا منذ أن تأسّس
هل يساوي ذروة ً من تربكِ المقدّس
هي أرضٌ .. في الجنان ِ.. و ثراها .. قدّسه التأريخ
* * * *
بندائي أتقدّم بندائي
صرخاتٌ يا حبيب .. قم و انصر الغريب
يا نجوماً .. للمغيبِ .. سوف تمضي
يا غصوناً .. للّذبول ِ.. سوف تقضي
أيا نجماتَ فيقي لا تغيبي
فموضاتك تنزاحُ أفولا
و يا أزهار عمري فل تفوحي
و لا تذري شذاكِ أن يزولا
يا سماءُ .. بالهطول ِ.. أنعشينا
ثمّ روّي .. بالدموع .. ملتقينا
- - - - - -
شموسُ .. تغيبُ
و في وضحِ النهّار ِاليومَ عنّا ترحلُ
ستمضي للمنايا و الهوى ينتقل
سحابٌ .. أخفى الشّموسا
و دهرٌ .. أمسى عبوسا
- - - - - -
و وردٌ .. في الغصون ِ.. تجلّى .. جمالا
أتمضي .. للمنايا .. ترومُ .. رمالا
والداهُ برهة ً .. كيف تمضي راحلا
قف قليلا ً ها هنا .. حاضناً مستقبلا
هِب اليها نظرة ً.. فبكاها قد علا
من أليم ِ الوجع ِ .. للحنايا زلزلا
يتاما .. وأياما .. باعتصار ٍ .. و نوح ٍ
أسالت .. دمع حزن ٍ .. و مصابٍ .. و جرح ٍ
- - - - - -
صغيري صغيري .. الفراقُ هيّمني
لصدري لصدري .. ضمّني يا عيوني
وداعاً وداعاً .. و المصابُ أفجعني
بقلبي احتراقٌ .. من لهيب الأنيني
على .. جمر ِ أتراب كربلا ... أرى .. نحركَ المتعفّر
فرى .. عرقكَ السيف و اعتلى ... على .. صدركَ المتجبّر
بندائي أتقدّم بندائي
صرخاتٌ يا حبيب .. قم و انصر الغريب
أيّ شوق ٍ .. و شعور ٍ .. يا حبيبه
أيّ حزن ٍ .. فيكِ يحنو .. يا طبيبه
أأنتِ الرّوض و الجرحُ أناقه
و نحن الورد و الموكب باقه
تلاقينا بأشواق مراقه
أيا عاشورُ يا معنى الصداقه
عانقينا .. أنعشينا .. بالحكايا
قرّبينا .. للشجون ِ .. كالمرايا
- - - - - -
أتينا .. اليكِ
على الوعد بسردال السّواد المشرق
بأعلام الفدى خفّاقة ً و البيرق
ننادي .. أين الحسين
اليه .. فاض الحنين
- - - - - -
و عدنا .. يا طفوفُ .. و الطّيوف .. قريبه
نراكِ .. و الحبيب .. فيكِ يدنو .. حبيبه
ذا حبيبُ الوالهُ .. شقَّ أغوارَ الفلا
فانثري ريحانكِ .. فوقه يا كربلا
ها هو السّبط دنا .. نحوهُ مستقبلا
و الصّدى من زينبٍ .. باللّقاء هلهلا
حبيب .. طابَ دمعٌ .. و بكاءٌ .. تعطّر
بمسكٍ .. للرسول .. و البتول .. و حيدر
- - - - - -
أفيضي أفيضي .. يا عذوبات نينوى
فداءً فداءً .. من مجيبٍ و ناصر
تسامى الوفاءُ .. تلبياتٌ و محتوى
زهيرٌ بريرٌ .. و الحبيبُ بن ظاهر
لكِ .. جمرةٌ و القلبُ جوى ... لكِ .. نازفاتٌ مشاعر
فما .. شعشع العمر و ارتوى ... سوى .. من مداكِ المؤزّر
رجال الحسين .. بالفداءاتِ قادمه
ليوم ِ الجهاد .. كلّما الحقّ نادى
نموتُ و تحيى .. كربلاءُ المقاومه
بفيض الدّماء .. حين تملي الوهادى
هنا .. صرخة الحرّ عارمه ... هنا .. جون بالدّم جادا
هنا .. كلّنا لابن فاطمه ... معاً .. نستطيبُ الرّقادا
بندائي أتقدّم بندائي
صرخاتٌ يا حبيب .. قم و انصر الغريب
المفضلات