السلام عليكم
دعواتي المخلصة بسعادة الدارين لمن قرء كتابي سواء رد ام لم يرد عليه
من كنت مولاه فعلي مولاه



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم

النور12
* مصباح الشريعة:
قال الصادق عليه السلام:
الجهل صورة ركبت في بني آدم إقبالها ظلمة و إدبارها نور و العبد متقلب معها كتقلب الظل مع الشمس:
أ لا ترى إلى الإنسان؟
تارة تجده جاهلا بخصال نفسه حامدا لها ؛ عارفا بعيبها في غيره ساخطا ؛
و تارة تجده عالما بطباعه ساخطا لها حامدا لها في غيره فهو متقلب بين العصمة و الخذلان.
فإن قابلته العصمة أصاب
و إن قابله الخذلان أخطأ
و مفتاح الجهل الرضا و الاعتقاد به
و مفتاح العلم الاستبدال مع إصابة موافقة التوفيق
و أدنى صفة الجاهل دعواه العلم بلا استحقاق
و أوسطه جهله بالجهل
و أقصاه جحوده العلم
و ليس شي‏ء إثباته حقيقة نفيه إلا الجهل
و الدنيا و الحرص فالكل منهم كواحد و الواحد منهم كالكل
تاملات :
ان الانسان له حالات مختلفة مع الجهل ؛ كما ان الظل والشمس تتقلب في مكانها فمرتا تجد الشمس في مكان واخرى يكون الظل في مكان الشمس وهكذا ؛ فالانسان مرتا يرى نفسه جاهلا ويرى جهل الناس مبررا بما هو محامد عندهم؛ وليس بجهل ؛ ومرتا تجده يرى جهله مبررا يستحق الحمد ويرى جهل الاخرين عيبا غير مستحق الحمد .
فالانسان مرتا معصوم مسدد ومرتا مخذول فهو يتقلب بين هذه الحالات .فان قابله العصمة اصاب ونجى من الخطا وان قابله الخذلان اخطا .
ومفتاح الجهل الذي يفتح الانسان به على نفسه الجهالات المظلمه هو ان يرضى الانسان لنفسه الجهل فان رضي بالجهل واقتنع به فتح على نفسه ابواب الجهل المظلم .

ومفتاح العلم ان بستبدل جهله بالعلم لكن العلم يحتاج ان يسدده الله تعالى ويوفقه لطلب العلم ليستبدل به الجهل الموجود عنده ومنها نفهم لزوم الدعاء والتوسل الى الله تعالى ان يسددنا لطلب العلم لنستبدل به جهل انفسنا.

وللجهل مراتب ثلاث كما يقوله الامام عليه السلام

المرتبى الدنيا:
ان يدعي الانسان انه عالم مع انه بالحقيقة جاهل وهذا من البلاء العظيم لانه يضر بجهله وهو يظن انه عالم وكم من الناس من قد غره ادعاء جاهل انه عالم وخدع به واتبعه وهو بحر متلاطم من الجهالات العمياء.
المرتبة الوسطى:
ان يكون جاهلا وهو لايعلم انه جاهل فهذا لا يدعي العلم ؛ ولا يعلم انه جاهل لكي يطلب العلم وهذا يحتاج من يوقضه وينبهه لجهله .
المرتبة القصوى:
وهذه من الطامة الكبرى والمصيبة العظمى ولا بلية اعظم منها؛ ان يجحد العلم ؛ وكل ما حدث من انتكاسات في التاريخ ومواجهة الانبياء والاوصياء عليهم السلام انما كان من هذه المرتبة القصوى لانهم كانوا يرون الحقائق والمعجزات وتستيقن انفسم من الحق بانه حق لكنهم يجحدون لينفروا وينّفروا الناس .

وان اثبات الجهل والاعتراف بوجوده باثبات حقيقته للجاهل ؛ يستلزم هذا الاثبات الى نفي حقيقته .وهذا يعني ان اثباته مستلزم الى العمل لنفيه.

وان الدنيا والحرص كلاهما من الجهل والجهل منهما وان اثبتنا احدهما كانما اثبتنا الاخر؛ فمثلا المحب للدنيا لايكون الا ويستلزم وجود الحرص للحصول عليه وان نفينا احدهما استلزم نفي الاخر فالذي لا حرص له لا يحب الدنيا والذي لايحب الدنيا لا يكون عنده الحرص.
فيكون :

و الدنيا و الحرص فالكل منهم كواحد و الواحد منهم كالكل .