( 13 )
" سأخبرك في الغد "





قفز عيسى سريعاً من على كرسيه ..
ولحق بمصدر الصوت ..
وأخذ يركض خلف صوت الجري ..

بكل سرعه ..

وقف إبليس متكتفاً .. وعلى وجهه إبتسامة رضى وانتصار ..
إبليس : أرأيت
الوسواس الخناس : أجل تأزمت الأمور ..
إنك داهية ..
وماذا سيحدث عندما يمسك بالصغير

اللعين ؟؟..
إبليس : لنذهب ونرى ..



دفع الخوف بمهدي أن يجري بسرعة ..
ويعود إلى البيت ..
دون أن يدركه عيسى أو حتى يراه ..
فلم يعرف عيسى من كان ينصت لهم ..
فعاد إلى أبيه بخيبته ..

أبو عيسى : من كان هناك؟
عيسى : لا أعلم لقد جريت بكل سرعتي لكني لم أرى أحداً ..
وكأن الأرض انشقت وابتلعته ..

أبو عيسى : لا تقلق ..
الآن ما أريده منك ألا تخبر أحداً بما علمت الليلة وكأنك لم تعرف ..
واترك الباقي علي ..
والآن تستطيع أن تذهب إلى البيت ..

عيسى : وماذا عمن سمعنا؟
أبو عيسى : لانستطيع أن نجزم أنه سمعنا ..
واطمئن لن ينالوا شيء ..




عاد مهدي إلى البيت ..
وأنفاسه تتقطع ..
لايلبث أن يأخذ نفساً .. حتى يتبعه سريعاً بآخر ..
حتى رأته أمه ..

أم مهدي : ما بك لماذا تلهث يا صغيري ؟
مهدي : لاشيء .. فقط عدت إلى البيت جرياً
أم مهدي : سأجلب لك ماء لتشرب ..
هل حقاً ليس هناك شيء ؟
تبدو مرعوباً !!

مهدي : حقاً يا أمي لاشيء ..
ذهبت أم مهدي .. وعادت بكأس ماء إلى مهدي الذي شربه بنهم ..
أم مهدي : وأين الخبز
مهدي : ماذا الخبز !! ..
لم يكن هناك خبزاً ..
أجل لم يكن ..


أم مهدي : غريب ..
لا بأس .. إذا سأخبر أباك أن يجلب معه في طريق عودته ..






في صباح اليوم الثاني ..
كان أبو مهدي في دكان أبو عيسى ..
يشتري حاجات لبيته ..
ومن باب الحديث فقط سأل أبو عيسى ..

أبو مهدي : لقد أتى مهدي أمس إلى الدكان .. ولم يكن هناك خبزاً ..
حدق أبو عيسى إلى أبو مهدي بتعجب وشك
ثم بادر :
أجل لم يكن هناك خبز .. فلم تأتي سيارة المخبز ..

أبو مهدي : إذاً كم الحساب ؟
دفع أبو مهدي حسابه وخرج ..
بينما رفع أبو عيسى هاتفه ..
وطلب من عيسى أن يأتي من فوره إليه ..

أبو عيسى : أظن أني عرفت من كان يتنصت علينا في البارحة ..
عيسى : من ؟
أبو عيسى : إنه مهدي ذلك الصغير اللعين ..
عيسى : وكيف عرفت ؟
أبو عيسى : أتى أباه اليوم صباحاً ..
وقال أن ابنه أتى البارحة لشراء الخبز ..
لكنه لم يجد خبزاً .. وتوقع ماذا

عيسى : ماذا ؟
أبو عيسى : مهدي لم يأتِ بالأمس لشراء الخبز ..
اضافة إلى أنه كان لدينا خبزاً بالدكان البارحة ...

عيسى : إذاً كان هو قادماً ليشتري خبزاً ..
وسمح حديثنا مصادفة..
فولى هارباً ..

أردف أبو عيسى : ولى هارباً .. ليخبر الخرف عمار ..
عيسى : ما العمل ..
أبو عيسى : سأضع خطة الليلة للتخلص من الصغير اللعين ..





في العصر ..
كان عمار قد استلم حمولة جديدة من الكتب ..
وصلت حديثاً ..

وكان مشغولاً في ترتيبها وخزنها ..
وفجأة ..

دخل مهدي من باب المكتبة ..
فتوجه إليه عمار : مرحباً ياصغيري كيف حالك اليوم ؟

مهدي بقلق : بخير ..
عمار : ماالمشكلة ياصغيري تبدو قلقاً ..
مهدي : عندي ما أخبرك به ..


في هذه الأثناء دخل أحد الزبائن إلى المحل ..
ليستلم مجموعة من الكتب التي وصلت ..
كان قد طلبها مسبقاً ..

عمار: مارأيك يا صغيري أن تخبرني لاحقاً ..
مهدي : لكنه ضروري جداً ..
عمار : كما ترى ياصغيري .. أنا مشغول جداً اليوم بالكتب الجديدة ..
كما أنه يوجد زبوناً ينتظر ..

وافترض مهدي أنه لا بأس بأن يخبر عمار في الغد ..
إذ أنه لا أحد يعلم بأنه يعلم بقضية

أبو عيسى :
حسناً سأخبرك في الغد يا جدي ..




... يتبع ...