( 11 )
" حصيلة اليوم "
إحساس بشع ..
تملَّـك أعماق نفسه ..
غمرات وخلجات .. من الشعور بالذنب ..
اعترت روحه ..
لأنه لم يقدر أن يعيل أهله ..
والدموع كانت تخنق عيناه ..
فلا تدع إلا انعكاسات مشوشة للعالم أمامه من خلال جفون بللها ألم عبراته ..
هذه كانت حال أحمد .. حين تركه عمار ..
على غير عادة ..
في الساعة العاشرة والنصف ..
كانت مكتبة عمار موصدة ..
كان عمار واقفاً عند باب بيت أحمد ..
بينما كان أخ أحمد الصغير ..
.. جعفر ..
يخرج أمتعة وأغراض أهله ..
فأقبل حاملاً حقيبة سوداء ..
ذات حجم كبير .. لها قفلان أحدهما مكسور ..
جعفر : انتهينا هذا آخر شيء ..
عمار : جيّد ..
الآن سنأخذ كل هذه الأغراض إلى منزلي ..
لقد استأجرت سيارة نقل ..
سننقل الأغراض أولاً .. ثم سنعود لنقلك وأهلك ..
مهدي: هل يمكنني أن أساعد ياجدي عمار ..
أرجوك .. أرجوك
عمار: بالطبع تستطيع ..
لكن هذه الأغراض ثقيلة كما ترى ..
ولن تقدر على تحريكها ..
استدار عمار بناحية السيارة ..
وأشار إلى العمال أن يحملوا الأمتعة .. ثم صعد معهم ..
تقدم جعفر نحو الشاحنة بسرعة ..
وأطرق وجهه إلى الأرض بخجل ..
جعفر: عمار..
عمار: نعم .. هل تريد شيئاً آخر يا بني ..
جعفر : لا .. لكن ..
لكن لا أدري كيف أشكر لك هذا الصنيع ..
عمار: لا داعي لأن تشكرني فنحن أهل ..
وإذا ساعدتكم اليوم ساعدتموني غداً ..
ولا تقلق أبداً ..
هل تريد شيئاً آخر الآن ؟
جعفر: لا .. شكراً لك ..
عمار: سأعود خلال نصف ساعة مع العمال ..
مهدي إبقى هنا مع جعفر ..
فكما ترى لا يوجد متسع في السيارة ..
مهدي: حسناً
عند االظهر ..
كان عمار قد أنهى الترتيبات كاملة ..
فانتقلت عائلة أحمد إلى بيت عمار ..
وعمار انتقل إلى مخزن مكتبته ..
استلقى عمار على الفراش ..
الذي نقله إلى مخزن مكتبته ..
فقد كان صباحاً متعباً لرجل في عمره ..
وأخذ يحدق متأملاً في سقف مكتبته ..
الذي كان قد اهترأ وتقشر وظهر لون مواد البناء الأصلية ..
" مالذي يحدث .. ماذا أصاب الناس؟
.. لم يكن الحال هكذا منذ شهر!!
وكأن شيئاً طرأ عليهم فأخرج معدنهم وجوهرهم ..
كما اهترأ سقف مخزني وظهر لونه الأصلي ..
ليتني أعرف مايحدث!! " ..
سمع عمار طرقاً على باب مكتبته ..
ثم سمع أحدهم يناديه ..
نهض بتثاقل .. وسار نحو الباب وفتحه ..
عمار : أبا مهدي !!
أبو مهدي : السلام عليكم ..
عمار: وعليكم السلام ..
أبو مهدي: ماهذا الذي سمعته من مهدي ؟
عمار: وما سمعت ؟
أبومهدي: تنتقل للسكن في المكتبة ..
وبيتي مفتوح لك .. لا بل هو بيتك ..
عمار: أعلم أنك كلك خير ..
لكن صدقني ..
أني أجد راحتي هنا بين كتبي ..
أبو مهدي : عدني ..
عمار : بماذا؟
أبو مهدي : أنك إذا احتجت أي شيء ..
في أي وقت فلن تتردد ..
عمار : أنت أخ عزيز يا أبا مهدي ..
أعدك ..
دفع الوسواس الخناس ..
بصندوق مملوء بقوارير المعاصي ..
تحت عرش إبليس ..
ثم ذهب وعاد محملاً بآخر ..
الوسواس الخناس : خذ هذا حصيلة اليوم من مدينة عمار ..
إبليس : وكيف صديقنا عمار ؟
الوسواس الخناس : لايزال يقاوم اللعين ..
ضد أبو عيسى ..
إبليس ضحك بخبث : إذا فالخطة تسير حسبما أريد ..
الوسواس الخناس : ماذا تعني .. إنه لايزال يقاوم ..
إبليس : ألا تنظر للبعيد ..
هذا ما أردته منذ البداية ..
هل ترى الصناديق أمامك ؟
الوسواس الخناس : بالتأكيد أراها !!
إبليس : مابها؟
الوسواس الخناس : هل تستغفلني ..
بالطبع قوارير المعاصي
إبليس : من أين جاءت ؟
الوسواس الخناس : من أهل مدينة عمار ..
إبليس : أها .. لقد قلتها ..
من أهل مدينة عمار ..
ولو لم يكن عمار مشغولاً مع عائلة أحمد ضد صديقنا العزيز أبو عيسى ..
لما تمكنا من حصد هذا الكم الهائل من القوارير..
ولما كان بمقدورنا غواية حتى أكثر من نصف مدينة عمار ..
لكن الآن أنظر ..
بعد انشغاله عن الناس .. قد أثرنا في معظمهم ..
بعد مضي شهر ..
تمكن أحمد من استدراك مبلغ من المال ..
واستئجار بيت جديد بعيد عن لعنة أبو عيسى ..
وعاد عمار إلى منزله ..
لكن خلال هذه الفترة ..
سعى إبليس في الناس فصار الوضع مشتداً على عمار ..
... يتبع ...






رد مع اقتباس

المفضلات