تتمه :




لاح لأبليس من باب القاعة ..
جسم ضخم .. أسود من حلكة الليل .. له عينان طوليتان وحمراء..
لايميز من سواده إلا سلاسل الحديد التي تلف حوله كالأفاعي ومايتدلى منها من أجسام تبدو كأسرجة الخيول ..
وكان يحمل في يده صندوقاً يبدو ثقيلاً جداً ..
وحين وصل عند عرش إبليس ..
أنحنى ..
كان إبليس في قمة السعادة لرؤياه .. وابتسم ابتسامة عريضة ..
حتى بان مابفمه من أنياب..
وكأنه نسي كل آلامه
إبليس: إنهض يا مبهج صدري فمثلك لا ينحني
نهض الشيطان الآخر وقال : مايزعج مولاي اليوم؟
إبليس: تعلم أيها الوسواس الخناس أننا في شهر المحرم وأنت تعلم ما يحدث فيه
الوسواس الخناس: أجل مولاي أعلم .. ولقد أحضرت لك مايبرأ ويشفي جراحك ..
طبعاً بمساعدتك بإعطائي هذه الأسرجة التي أمتطي بها البشر المغفلون بعد أن أغرقهم في المعاصي فأقودهم كما تقاد الماشية كيفما أشاء
إبليس : وماعندك ؟
الوسواس الخناس : مايثلج صدرك من قوارير الإثم المملؤة بمعاصيهم ..
الملايين منها
إبليس: ليس كافياً.. وماعندك أيضاً؟
تبسم الوسواس الخناس بخبث وقال: عندي شيء عظيم في هذا الصندوق ..
وأنت أعلم بما أستخدم هذا الصندوق
إبليس: أجل أعلم ولكن أخبرني كيف وماذا استخدمت هذه المرة.. أفرحني؟
الوسواس الخناس: أحمل في الصندوق .. روح عبد صالح ..
ظل في خدمة الله وأهل بيته خمسة وثلاثون سنة ..
ولكن في آخر حياته وفي كبره ..
أخذت أسوّف له ..
وأجعله يؤجل في الصلاة ..
بأن أوسوس له قبل كل أذان وكل فريضة ..
أن ينام أو حتى يغفو..
وأن يصلي فيما بعد..
أو تعلم ماذا؟
إبليس مبتسماً وبنشوة: ماذا؟
الوسواس الخناس : المغفل ..
في البداية كان يتعوذ مني فأرحل هارباً كي لاتحرقني الملائكة ..
ولكن بعد محاولات ..
أعترف أنها مضنية ..
نجحت وصار يصلي بعد أن يستيقظ .. وشيئاً فشيئاً..
وقليلاً قليلاً..
حتى ألقيت الكسل في قلبه ..
حتى ترك الصلاة ..
وحين تركها ألقيت به إلى جندي الصغار ..
فألقوا في قلبه نقطاً سوداء ..
حتى أغرقوه في بحور المعاصي .. وأعطيتهم الأسرجة التي أعطيتني إياها .. فصاروا يتناوبون في قيادته كالماشية ..
كل يوم لون وشكل من المعاصي ..
حتى مات ..
ويوم موته .. حين احتضاره .. حضرت ..
كما حضر أهل البيت ،،
تعرف لأنه كان من خدامهم وبحكم أنهم لاينسون من خدمهم ..
فأصابه العطش الشديد من النزاع .. فمددت له كأساً من الماء ..
ومد إليه ..
من يسمى حيدر أو علياً يده ..
كما كان أهله يلقنونه الشهادة ،،
فآثر الأبله الماء من يداي هاتان وشربه .. فانعقد لسانه ..
ومات وهو أخرس ولم ينطق حتى الشهادتين ..
والآن صارت روحه لي وبالتالي لك يامولاي..

مد الوسواس الخناس الصندوق وقربه إلى إبليس ..
نهض إبليس من عرشه ..
ونزل بضع عتبات يطلق عليها عتبات الكبائر ..
وفتح الصندوق ..
فخرج منه هالة من ظلام كبير ..
ورائحة نتنة ..
وأخذت تدخل في جسمه قليلاً قليلاً .. حتى أزالت كل الجراح ..
وحتى ماتبقى من رماح وأسهم من جسده ..
رفع إبليس رأسه منتشياً ..
مغتبطاً ،،
ونظر في عين الوسواس الخناس
إبليس: دائما تبرأ جراحي .. أنت الأفضل منذ القدم .. وستبقى عندي الأفضل .. فدائماً ماتنجح طريقتك أيها الخبيث في خداع العباد المغفلين..
فكل ماعليك أن تلقي في قلوبهم كلمة :
" فيما بعد " فيأخذهم تأخير الخير في تأخيره ..
حتى ينسوه ..
وتبتلعهم الآثام والمعاصي..
وجائزتك هذه الأسرجة الجديدة .. لتستخدمها في قيادتهم وإغوائهم
الوسواس الخناس: جائزتي هي أن تبقى أنت قوياً ..
وأن ينسى العباد ذكر الله ومحمد وآله هذه هي أفضل جائزة ..
والآن وقد شفيت جراحك مولاي..
خذ قوارير المعاصي هذه كي تستخدمها في حال عاودوا الكره ..




...يتبع ...