صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 40

الموضوع: في محراب ابليس

  1. #1
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    في محراب ابليس

    رواية
    (( في محراب إبليس ))
    للكاتب : بحور الغالي
    -----------------




    " في محراب إبليس "

    ( 1 )
    في مكان ما .. في الكرة الأرضية ..
    لكن ليس على سطحها !! ..
    في عمق أعماقها ..
    في الأماكن المجهولة والمنسية ..
    التي استحالة أن تخطر على بال مخلوق.. في غياهب الخوف والظلمة ..
    والنار والعتمة ..
    استقام في وسط براثن نيران الأراض معبد ضخم ..
    ربما يطلق إسم المعبد على أماكن عبادة الآلهة ..
    سواء في العصور الوثنية ..
    أو روما القديمة ..
    وحتى عندنا نحن المسلمون مساجدنا هي معابدنا ..
    لكن هذا المعبد كان مختلف ..
    يبدو قديماً .. لكن ليس أزلياً ..
    ويبدو قوياً .. لكنه ليس أبدياً..
    في هذا المعبد كانت تمكث المعصية .. ويسجر الفجور ..
    في هذا المعبد كانت الشياطين تنتشي غبطة بشرب كؤوس معاصي بني آدم .. حيث تقدم ذنوب وآثام البشر من قبل
    الشياطين ،،
    قرابين لإرضاء وتحقيق رغبة قائدها ..
    قائد الشر..
    الذي أقسم بجلال الله..
    ليغوينهم أجمعين ..
    هناك في محراب إبليس!!

    تقدم يمشي بثقة من خلال ممر طويل .. على جانبي الممر كانت النيران تفور وتخمد باستمرار ..
    كما أن الممر حتى نهاية القاعة التي يؤدي لها تعج برائحة نتنة ..
    أشبه برائحة الجثث المتعفنة ..
    وواصل التقدم حتى وصل لمنتصف القاعة ..
    كان يرتدي ثياباً سوداء ..
    يلتف حولها الحديد من كل جانب كالثعابين ..
    وكانت رائحته لا تقل كراهية عن رائحة القاعة ..
    كان هناك شيئا يحمله في يده ..
    شيء أشبه بقارورة ممتلئة بجسم مشع بالداخل ..
    لكنه كان يشع ظلاماً..
    وصل أخيراً إلى نهاية القاعة ..
    حيث كان هناك عرشاً قائماً..
    يجلس عليه رئيس الشياطين ..
    إبليس ..
    كان إبليس يتأوه ويصرخ متألماً..
    وكان يبدو أشد قبحاً مما يبدو عليه ..
    تقدم الشيطان الآخر وانحنى أمام العرش ..
    وأراد أن يتحدث ..
    فتحدث إبليس قبله صارخاً
    إبليس: اللعنة ..
    اللعنة على هؤلاء القوم
    الشيطان وهو منحنياً : عاش مولاي .. أتأذن لي ؟
    إبليس : اللعنة .. قل
    الشيطان : ماذا يعذب مولاي؟

    إبليس وقد كان ينزع رمحاً منيراً منغرساً في جسده الذي كان ممتلىء بغيره من الرماح والسهام النورانية
    إبليس : ألا تعرف مالوقت الآن ! ألا تعرف مالشهر!
    الشيطان : بلى .. إنه المحرم يامولاي
    إبليس: أجل يا مغفل .. المحرم .. وهؤلاء الشيعة الأوغاد ..
    لايفتأوون يقيمون مجالس العزاء الحسيني .. أ وتعرف من ماذا يكثرون في هذه المجالس
    الشيطان : من ماذا؟
    إبليس: أبله ..
    إنهم يكثرون من اللطم والبكاء على الحسين ..
    والأسوء من ذلك أنهم يكثرون من الصلاة على محمد وآله ،،
    فتمسح ذنوبهم التي أتعب أنا في جعلهم يقعون فيها ،،
    وأبلى أنا بهذه الرماح والأسهم التي ترشقني بها الملائكة كلما صلوا على محمداً وآله..

    قالها إبليس وهو قد أخرج الرمح من جسده وقد صرخ صرخة ترددت في أنحاء معبده..

    الشيطان : وماذا لو جلبت لمولاي مايثلج صدره ويفرح خاطره
    إبليس: ماعندك؟
    الشيطان: في هذه القارورة أحمل إليك أحب المعاصي إلى قلبك
    إبليس: وماهي؟
    الشيطان: لقد جعلت رجل مؤمن يزني .. وبمن ؟
    إبليس : بمن ؟
    الشيطان: بزوجة جاره
    إبليس: أبله .. أهذا ماعندك ..
    أقول له شهر محرم يقول لي هذا .. أعطني القارورة
    ومد إبليس يده التي كان شكلها كجثة متعفة ينهش الدود فيها ..
    ولها أظافر سوداء مدببة..
    وأخذ القارورة وفتحها ..
    فخرج الجسم المشع وانتشر كهالة غبار مظلمة مصحوبة برائحة كريهة حول إبليس .. فبدا وكأن الهالة تدخل إلى جسد إبليس شيئاً فشيئاً حتى اندمل القليل من جراحه ..
    التي أحدثتها الرماح والأسهم
    إبليس : أرأيت ماصنعته فعلتك .. لم تفعل الكثير .. أغرب عن وجهي ولا تأتي إلا بما هو جرم عظيم
    أصدر الشيطان صرخة حادة ..
    وكأنها صرخة عذاب وغادر بلمح البصر ليغزو عالمنا ويبحث عن عبد آخر ليغذي إبليس بما يجعله يرتكب من معاصي .. وحالما غادر ..
    سمع إبليس وقع خطوات ثقيلة ..
    تتقدم من خلال ذلك الممر ..
    صوتها يدوي في أنحاء المعبد ..
    فتبسم إبليس وكأنه ميّز صاحب الخطى ..


    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  2. #2
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: في محراب ابليس

    تتمه :




    لاح لأبليس من باب القاعة ..
    جسم ضخم .. أسود من حلكة الليل .. له عينان طوليتان وحمراء..
    لايميز من سواده إلا سلاسل الحديد التي تلف حوله كالأفاعي ومايتدلى منها من أجسام تبدو كأسرجة الخيول ..
    وكان يحمل في يده صندوقاً يبدو ثقيلاً جداً ..
    وحين وصل عند عرش إبليس ..
    أنحنى ..
    كان إبليس في قمة السعادة لرؤياه .. وابتسم ابتسامة عريضة ..
    حتى بان مابفمه من أنياب..
    وكأنه نسي كل آلامه
    إبليس: إنهض يا مبهج صدري فمثلك لا ينحني
    نهض الشيطان الآخر وقال : مايزعج مولاي اليوم؟
    إبليس: تعلم أيها الوسواس الخناس أننا في شهر المحرم وأنت تعلم ما يحدث فيه
    الوسواس الخناس: أجل مولاي أعلم .. ولقد أحضرت لك مايبرأ ويشفي جراحك ..
    طبعاً بمساعدتك بإعطائي هذه الأسرجة التي أمتطي بها البشر المغفلون بعد أن أغرقهم في المعاصي فأقودهم كما تقاد الماشية كيفما أشاء
    إبليس : وماعندك ؟
    الوسواس الخناس : مايثلج صدرك من قوارير الإثم المملؤة بمعاصيهم ..
    الملايين منها
    إبليس: ليس كافياً.. وماعندك أيضاً؟
    تبسم الوسواس الخناس بخبث وقال: عندي شيء عظيم في هذا الصندوق ..
    وأنت أعلم بما أستخدم هذا الصندوق
    إبليس: أجل أعلم ولكن أخبرني كيف وماذا استخدمت هذه المرة.. أفرحني؟
    الوسواس الخناس: أحمل في الصندوق .. روح عبد صالح ..
    ظل في خدمة الله وأهل بيته خمسة وثلاثون سنة ..
    ولكن في آخر حياته وفي كبره ..
    أخذت أسوّف له ..
    وأجعله يؤجل في الصلاة ..
    بأن أوسوس له قبل كل أذان وكل فريضة ..
    أن ينام أو حتى يغفو..
    وأن يصلي فيما بعد..
    أو تعلم ماذا؟
    إبليس مبتسماً وبنشوة: ماذا؟
    الوسواس الخناس : المغفل ..
    في البداية كان يتعوذ مني فأرحل هارباً كي لاتحرقني الملائكة ..
    ولكن بعد محاولات ..
    أعترف أنها مضنية ..
    نجحت وصار يصلي بعد أن يستيقظ .. وشيئاً فشيئاً..
    وقليلاً قليلاً..
    حتى ألقيت الكسل في قلبه ..
    حتى ترك الصلاة ..
    وحين تركها ألقيت به إلى جندي الصغار ..
    فألقوا في قلبه نقطاً سوداء ..
    حتى أغرقوه في بحور المعاصي .. وأعطيتهم الأسرجة التي أعطيتني إياها .. فصاروا يتناوبون في قيادته كالماشية ..
    كل يوم لون وشكل من المعاصي ..
    حتى مات ..
    ويوم موته .. حين احتضاره .. حضرت ..
    كما حضر أهل البيت ،،
    تعرف لأنه كان من خدامهم وبحكم أنهم لاينسون من خدمهم ..
    فأصابه العطش الشديد من النزاع .. فمددت له كأساً من الماء ..
    ومد إليه ..
    من يسمى حيدر أو علياً يده ..
    كما كان أهله يلقنونه الشهادة ،،
    فآثر الأبله الماء من يداي هاتان وشربه .. فانعقد لسانه ..
    ومات وهو أخرس ولم ينطق حتى الشهادتين ..
    والآن صارت روحه لي وبالتالي لك يامولاي..

    مد الوسواس الخناس الصندوق وقربه إلى إبليس ..
    نهض إبليس من عرشه ..
    ونزل بضع عتبات يطلق عليها عتبات الكبائر ..
    وفتح الصندوق ..
    فخرج منه هالة من ظلام كبير ..
    ورائحة نتنة ..
    وأخذت تدخل في جسمه قليلاً قليلاً .. حتى أزالت كل الجراح ..
    وحتى ماتبقى من رماح وأسهم من جسده ..
    رفع إبليس رأسه منتشياً ..
    مغتبطاً ،،
    ونظر في عين الوسواس الخناس
    إبليس: دائما تبرأ جراحي .. أنت الأفضل منذ القدم .. وستبقى عندي الأفضل .. فدائماً ماتنجح طريقتك أيها الخبيث في خداع العباد المغفلين..
    فكل ماعليك أن تلقي في قلوبهم كلمة :
    " فيما بعد " فيأخذهم تأخير الخير في تأخيره ..
    حتى ينسوه ..
    وتبتلعهم الآثام والمعاصي..
    وجائزتك هذه الأسرجة الجديدة .. لتستخدمها في قيادتهم وإغوائهم
    الوسواس الخناس: جائزتي هي أن تبقى أنت قوياً ..
    وأن ينسى العباد ذكر الله ومحمد وآله هذه هي أفضل جائزة ..
    والآن وقد شفيت جراحك مولاي..
    خذ قوارير المعاصي هذه كي تستخدمها في حال عاودوا الكره ..




    ...يتبع ...
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  3. #3
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: في محراب ابليس

    (2)
    " متشابهاً ومختلف "



    في مكان آخر ..
    لا في أعماق الأرض ولا في غياهب الظلمة ..
    ولا في محراب إبليس .. بل على سطحها .. في منزل صغير متواضع ..
    صحيح أنه يبدو للناظر صغير ..
    لكنه من الداخل واسع رحيب ..
    واسع بذكرالله والدعاء والصلاة ..
    على عكس غرار معبد إبليس يبدو ضخم ..
    لكن مافيه من ذنوب وشياطين جعله من الداخل ضيقاً ضنكاً ..
    كان ذلك منزل عبداً صالح ..
    كان يعرف باسم " عمار الخير " بين أهل منطقته..
    كان الوقت فجراً ..
    وكانت الرياح الهادئة تنقل في جنابتها عبقاً عطراً من صوت شجي ..
    صوت لم يفتأ يناجي ربه ليلاً ..
    من صلاة إلى دعاء ودموع..
    إلى زيارة إلى قرآن ..
    بعد أن أنهى ترانيمه القرآنية التي أضاءت ظلمة الليل ..
    توجه نحو نافذته التي كانت ذات نصفين يدخلان للداخل ..
    ويغلقان بالدفع نحو الخارج ..
    وقف ونظر يتأمل للسماء .. ونجومها ..
    وكأنه يراها لأول مرة ..
    ابتسم ابتسامة صغيرة ..
    دفع النافذة لإغلاقها ..
    أخذ عكازه الخشبي ..
    وارتدى غترة بيضاء تدلّت على جانب كتفيه .. وأخذ قارورة من دهن العود موضوعة على منضدةً جنب فراشه ..
    تعطر بها وسار نحو باب الغرفة ..
    وما إن فتح الباب حتى أصدر صريراً يخال لك أن هذا الصرير هو تسبيح الباب ..
    لشدة إيمان هذا العمار ..
    هذا كان عمار ..
    رجلاً تبدو عليه ملامح الكبر والوقار ..
    رجلاً في الستين من عمره ..
    لكنه يبدو لازال يحمل في طيات ملامح وجهه نظارة الشباب ..
    وهكذا كان يقضي كل ليله..
    خرج من بيته .. وسار بهدوء ..
    بخطى هادئة .. نحو المسجد ..
    كان قدماه تسير إلى المسجد ..
    ولسانه كان يحلق نحو الله ..
    إذ لم يقف لسانه لحظة ..
    عن تسبيح الله واستغفاره ..
    وصل إلى بوابة المسجد بعد أن مشى مسافة استغرقت من الوقت حول الخمس دقائق .. أدخل يده في جيب ثوبه الأيمن وأخرج منه مفتاحاً فتح به باب المسجد..
    أنار الأضواء ..
    وسار نحو اللاقطة .. أشغلها ..
    وقف باستعداد أمامها ..
    وأطلق العنان لكلمات تخترق جميع الحجب .. تصل إلى العرش ..
    تحيطه تسبيحاً وتهليلاً ..
    مترامية حوله ..
    " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" ..
    في منزل آخر ..
    كان هناك طفلاً يختلف عن الكثير من الأطفال ..
    وهناك القليل من الأطفال مثله ..
    لا في الشكل بل في الروح .. والمضمون .. وقف هذا الطفل بجانب والده الذي كان على استعداد أن يغلق المصحف ..
    أخذ يدق على كتف أبيه مستعجلاً إياه ..
    أبا مهدي وهو يغلق المصحف:
    صدق الله العظيم .. ماذا تريد؟
    سأل هذا السؤال وهو يعلم ماذا كان يريد
    مهدي: أخبرتك يا أبي أني أريد أن أكون في المسجد منذ أن يأتي عمار الخير ..
    والآن هو هناك ..
    اسمع صوته يؤذن
    أبو مهدي : حسناً ..
    غداً نذهب حتى قبل أن يأتي عمار الخير
    خرج أبو مهدي ومهدي ..
    كان المسجد يبعد شارعين عن منزل أبو مهدي ..
    فخرجا سيراً .. حتى وصلا إلى المسجد..
    كان هذا مهدي ..
    طفلاً في الثامنة من عمره ..
    شديد التعلق بعمار ..
    فكثيراً ماكان يزور عمار في منزله ..
    يجلس معه .. يعلمه القرآن ..
    حتى أنه كان يستعير من الكتب ..
    التي تحتوي معلومات أكبر من عمره ..
    وكان يقرأها ويستشف مابها من مضمون .. حتى حين يكون عمار في مكتبته الدينية تجده هناك يساعده في كل شيء..
    كان عمار بمثابة الجد لمهدي ..
    الجد الذي لم يلتقي به يوم..
    فقد كان يقضي وقتاً مع عمار أكثر من الوقت الذي يقضيه مع أترابه..
    مهدي : عمار ..
    عمار: ماذا.. ياصغيري؟
    مهدي: ليلة أمس لقد رأيت مناماً..
    مناماً تكرر علي ..
    مرات كثيرة
    كان عمار ينقل مجموعة من كتب عن سير الائمة المعصومين وصلت حديثاً ..
    ليضعها على أحد الرفوف
    عمار: ألم تقرأ المعوذات ودعاء الحفظ قبل أن تنام كما علمتك؟
    مهدي والقلق بادٍ على وجهه:
    بلى ..
    لكن الحلم لايزال يتكرر ويتكرر
    عمار: وما هو الحلم ياصغيري؟
    مهدي: يأتي الحلم متكرراً ..
    متشابهاً.. ومختلف..
    لكني..
    لكني أكون مدمياً في آخره
    استرعت كلمات مهدي عمار بالكامل..
    فأقبل عليه..
    وبفيض من الحنان أمسك بيد مهدي ليطمئنه
    عمار: أخبرني .. ياصغيري ..
    وإن شاء الله سنجد حلاً ..
    لاتخف..

    في هذه الأثناء ..
    وعلى مايبدو أن المكتبة خالية إلا من عمار ومهدي..
    لكن لو كشف الغطاء ..
    لأعين بني آدم ..
    لرأى أن أحد الشياطين كان يحوم بالمكتبة بقلق..
    وهو ينظر إليهما بحقد وغضب ..
    غاضباً من إيمان الشيخ ..
    الذي يفيض به إلى الطفل ..
    لينتج فيضاً من الأجيال المتقده بنيران الولاء المتدفق لمحمد وآله ..
    وكان ينظر إلى تلك الكتب ويتمنى لو يستطيع إحراقها ..
    وكان يحوم وفي عينيه نذير شؤم ..
    كما كان التشاؤم من الغراب والبوم..
    وكان وجوده ينذر بقدوم شر مستطير ..
    فقد اكتشف مدينة معظم أهلها من المؤمنين ..
    وكان أكبر معين لهم هو عمار ..
    وكان ينشىء مهدي ليكون شاباً صالحاً ..
    يأخذ مكانه من بعد إلتهام اللحد له ..
    كان الشيطان الذي هناك هو الوسواس الخناس..




    ... يتبع ...
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  4. #4
    عضو متميز الصورة الرمزية أحلى زهر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    259
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    223

    رد: في محراب ابليس

    مشكوره خيتو عالقصه

    وبانتظار التكمله



    كذآ هان الغلا يعني ..~
    كذا ماآت الوفآ فيهم ..؟
    كذا محبوبي يجرحني
    لجل هالناس ..... يرضيهم
    ولكن اقول [الذكرى تصبرني ]
    ...............تصبرني
    .......................تصبرني
    .................................تصبرني

  5. #5
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11281

    رد: في محراب ابليس

    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    دائما راااااااااااااائعه رااائعه رااائعه
    بجد قصه عجبتني
    ماشـــــــاءالله عليك غناتي
    موفقه لكل خير
    دمتي بود

    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  6. #6
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: في محراب ابليس

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلى زهر مشاهدة المشاركة
    مشكوره خيتو عالقصه


    وبانتظار التكمله



    هلا وغلا بكـ خيتي :

    أحلى زهر

    شاكرة لكـ حضوركـ الطيب

    دمتِ عزيزتي بجمال روحكـ
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  7. #7
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: في محراب ابليس

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دمعة طفله يتيمه مشاهدة المشاركة
    اللهم صلي على محمد وآل محمد

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد

    دائما راااااااااااااائعه رااائعه رااائعه

    الاروع هو حضوركـ عزيزتي

    بجد قصه عجبتني

    حمداً لله ذاكـ من ذوقكـ

    ماشـــــــاءالله عليك غناتي
    موفقه لكل خير
    دمتي بود






    شاكرة لكـ حضوركـ الطيب

    ربي لا يحرمني من نور اطلالتك
    ودعواتكـ الطاهرة كطهر قلبكـ




    دمتِ عزيزتي بجمال روحكـ
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  8. #8
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: في محراب ابليس

    ( 3 )
    " حتى في نفسه "


    كان الوقت ليلاً ..
    والأجواء صامتة ..
    بهدوء خاشع استسلم لظلمة الليل ..
    يقطع سكون الصمت أصوات متقطعة من الجنادب المعروف بـــ " مناوس الليل " ..
    وكانت السماء تطل حالكة العتمة ..
    لكن بين نجومها نجوم متقدة ..
    ماهي إلا أضواء ناس قاموا يضيؤن كشموع الليل بينما الناس نائمون ..
    من بين هذه الشموع عمار الخير


    كانت سجادته خضراء ..
    رسم عليها صورة لحرم النبي الكريم

    " صلى الله عليه وآله"..
    جلس عليها بخشوع .. مطأطئ الرأس ..
    تدور في يديه حبيبات من نور تربة أبا عبدالله ..
    يعطرها بأنفاس من تسابيح الزهراء ..
    فكأنما تلتقي روح الزهراء بنحرالحسين ..

    كلما أدار السبحة وسبح الله ..
    وكان القرآن عن يمينه ..
    كحارس ينتظر أن يسل سيفه ..
    حالما تتلى آياته في وجه كل شيطانٍ مريد..
    وزين خده بلآلئ صنعت في لحظات ..

    لامن حبات الرمال ..
    لكن من حب الله ..




    في هذه الأثناء..
    لكن ..
    في أجواء مغايرة ..
    قطب إبليس حاجبيه ..

    وهو ينظر إلى الوسواس الخناس ..
    وأخذ يسير ذهاباً وأياباً ..

    وهو يحك أظافره في جدار المعبد ..
    تاركاً أثراً فيها ..
    والوسواس الخناس ..

    ينظر إليه وهو واقفاً في مكانه ..
    الوسواس الخناس : أتقترح أن نعقد اجتماعاً لكل جندنا؟؟
    إبليس: تريث .. تريث
    الوسواس الخناس : ولِـمَ التريث ..
    ليزيد إيمانهم .. ويكثر أتباعهم
    إبليس: مابك؟ .. لم أعهدك أحمقاً متعجل...
    الوسواس الخناس: إذاً ماذا تريد ؟
    مابجعبتك ؟
    إبليس: قلت لي ما إسمه؟
    الوسواس الخناس : عمار ..
    عمار الخير يلقبه أهل قريته لشدة إيمانه..
    إبليس : إنه تحدي .. أَنتظرَهُ منذ زمن ..
    فكما ترى لقد ماجت الأرض وضاجت فسادا ًبفضلنا ..
    ومنذ فترة طويلة ..

    لم نرتطم بموجة عاتية كهذا ههه العمار..
    الوسواس الخناس: إذا تريدني أن ..
    إبليس يقاطع : أريدك أن تقيس إيمانه بادئ الأمر ..
    أريدك أن تعقد له كل عقده ..

    وأن تكيد كل مكيدة ..
    عن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحته..

    الوسواس الخناس : وحتى في نفسه .. لاتقلق مولاي..
    إبليس : أوتعلم ماذا؟؟!
    الوسواس الخناس: ماذا؟
    إبليس: أريدك أن تذهب من فورك ..
    الآن ..
    فكما يقولون خير البر عاجله هههه....

    الوسواس الخناس: أسعدتني..






    في لحظات ..
    في وقت أقل من لفظ كلمة ..
    كان الوسواس الخناس ..

    يقف خلف عمار في الغرفة ..
    دار دورات كالمسعورحول عمار ..

    يعاين الأجواء ومدى إيمانها وخطورتها عليه ..
    ثم عاد واقفاً خلف عمار بينما كان يسبح ..
    عمار رفع رأسه وكأنما أحسه ..
    نظر نظرة حادة إلى يساره ..
    فكأنما فطن إلى وجوده ..

    عمار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    صرخ الوسواس الخناس .. وفرَّ هارباً ..
    لكنه سرعان ماعاد ..
    أحس عمار بهواء خافت مرَّ من بين أصبعه من جهة اليسار وهو يمسك المسبحة ..
    نظر إليها فوجدها قد انعقدت ..
    فصار من غير الممكن التسبيح بها..

    عمار : عقد الله لسانك أيها الشيطان ..
    أحكم قبضته على المسبحة ممسكاً بها بيده ..
    عمار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
    اللهم صلي على محمد وآل محمد ..
    انحلت عقدت المسباح ..
    فولى الوسواس الخناس هارباً ..

    ومالبث أن عاد ..
    فأحس عمار بريح خفيفة جداً..

    عبرت من جهة اليمين من بين أصابعه ..
    نظر إلى المسبحة ..

    فوجدها قد انعقدت مجدداً..
    عمار: تريد أن تطفأ نور الله أيها الشيطان ..
    هيهات ..
    إن الله متم نوره حتى لو أبيت ..

    أمسك المسبحة وقبض عليها بيده ..
    عمار: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
    اللهم صلي على محمد وآل محمد ..
    انحلت عقدت المسباح ..
    وبسرعة ماغادر الوسواس الخناس بسرعة ماعاد ..

    الوسواس الخناس : سنرى الآن
    فأحس عمار بريح خفيفة باردة ..
    أتت جسده كله من الخلف ..
    نظر إلى المسبحة ..

    وإذا بها قد انعقدت ثلاث عقد..
    عمار وبقلب كله يقين وإيمان بالله :
    والله ما زعزتني ولا ثانية عن سويعات خشوعي ..
    نظر الوسواس الخناس إلى عمار منتظراً مايفعل ..
    لكن انتظاره لم يطول ..

    عمار: إلهي بفاطمة وأبيها .. وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ..
    إني أعيذ نفسي بك من الشيطان الرجيم ..
    وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لايبصرون ..

    انحلت عقد المسباح مجدداً ..
    هنا صرخ الوسواس الخناس ..
    على إثر سهمين نوريين أتيا في صميم عينيه ..
    ونشبت نيران من نوريه في أطراف ردائه ..
    وغاب مباشرة في عمق الأرض ..
    حتى صار تحت قدمي إبليس يتلوى ألماً كالفرخ الذي خرج تواً من بيضته ..

    الوسواس الخناس : اللعنة عليه ..
    اللعنة عليه .. مولاي اجعله يتوقف..
    اجعل هذا الألم يتوقف ..

    إبليس: تستحق ..
    أن أجعل الألم يتوقف ..


    تناول إبليس قارورة من قوارير المعاصي ..
    وسكبها على الوسواس الخناس..
    فنهض وكأنه لم يكن ..

    إبليس: والآن أخبرني ما وجدت من عمار؟
    الوسواس الخناس : وجدت أنه مؤمن لعين ..






    قصة المسباح مقتبسة من قصة واقعية
    .. المصدر ..
    القصص العجيبة ..




    ... يتبع ...
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  9. #9
    عضو متميز الصورة الرمزية أحلى زهر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    259
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    223

    رد: في محراب ابليس

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد

    بصراحه القصه هادفه جدا

    يعطيك ألف عافيه

    دمتي بخير

    كذآ هان الغلا يعني ..~
    كذا ماآت الوفآ فيهم ..؟
    كذا محبوبي يجرحني
    لجل هالناس ..... يرضيهم
    ولكن اقول [الذكرى تصبرني ]
    ...............تصبرني
    .......................تصبرني
    .................................تصبرني

  10. #10
    مشرفة مالذ وطاب في فن الاطباق الصورة الرمزية دمعة طفله يتيمه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    هناك عند مرقد سيدتي رقيه
    المشاركات
    13,755
    شكراً
    7
    تم شكره 76 مرة في 68 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    11281

    رد: في محراب ابليس

    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    رووووووووووووووووعه بكل معنى الكلمه
    ربي يعطيك الف عافيه
    الله لايحرمنا من جديدك
    دمتي بود

    يا أبا الفضل أغثني بحق زينب الحوراء أدركني


  11. #11
    عضو محترف الصورة الرمزية اسير الضلام
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    (القديح )الناصرة
    المشاركات
    544
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    221

    رد: في محراب ابليس

    يسلممموووووووووووووووووو

  12. #12
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: في محراب ابليس

    أحلى زهر

    دمعة طفلة يتيمة

    أسير الظلام


    يعافيكم يارب ويسلمكم

    شاكرة لكم الحضور الطيب

    دمتم بجمال ارواحكم
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  13. #13
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: في محراب ابليس

    ( 4 )
    " ماالذي دفعه للهرب ؟"




    بعد أن غادر الوسواس الخناس عمار ..
    كان الليل أوشك أن يغص بظهور الفجر ..
    نهض من على سجادته ..
    وتهيأ كي يذهب إلى المسجد كعادته ..
    ليفتح أبواب الخير مع بداية كل يوم ..
    فجأة سمع طرقاً خافتاً على باب بيته ..
    لكنه كان طرقاً سريعاً..
    ينقطع لثواني قليلة جداً .. ثم يعود ..
    توجه عمار إلى الباب في عجل وهو متعجباً ..
    من عساه أن يكون في مثل هذا الوقت ..

    عمار: من هناك
    لم يلقى أي رد ..
    سوى أن الطرقات أخذت تقوى

    اقترب عمار من الباب ..
    عمار بريبة : من .. من هناك
    فتح عمار الباب ..
    وإذا به يجد مهدي الصغير .. واقفاً مذعوراً ..
    حافي القدمين ..
    مرتدياً ملابس غير مرتبة .. بدا أنها ملابس النوم ..
    وكان ينظر إلى عمار بعينين خائفتين غارقتين في بحورٍ من الدموع ..
    وما إن فتح عمار الباب ..
    حتى ألقى مهدي نفسه في حضن عمار بقوة ..
    حتى أن عمار رجع خطوة إلى الخلف ..

    من قوة دفع مهدي له ..
    ثم أخذ يجهش في البكاء ..

    عمار: مابك ياصغيري؟ طمئني ماذا حدث ؟
    وما إن أنهى عمار كلامه ..
    حتى رأى أبا مهدي مسرعاً نحوهما ..
    وعلى وجهه ملامح ذعرٍ تفوق تلك التي على وجه مهدي..

    أبو مهدي : الحمدلله
    واندفع نحو مهدي وهو يلهث ..
    وانتزعه من حضن عمار..
    وأخذ يمسح على وجه وجسد إبنه وهو يلهث ..
    وكان وكأنه يتفقده إذا كان جسمه سليماً أم لا ..
    بينما كان عمار ينظر متعجباً ..

    أبو مهدي: لماذا فعلت ذلك ياصغيري ..
    لماذا هربت من المنزل ..
    لماذا؟

    ولم يزد سؤال أبومهدي إبنه إلا زيادة في البكاء ..
    عمار: ماذا يحدث ؟ ماذا جرى؟
    أبو مهدي: لا أعلم ..
    كنت وأم مهدي نائمين ..
    فجأة سمعت باب الطريق يغلق بقوة ..
    نظرت من نافذة الغرفة .. وإذا أرى مهدي يجري يقطع الطريق ..
    فتبعته مباشرة .. والحمدلله أنه جاء عندك ..

    عمار : فعلاً غريب ..
    اسمع ..
    سأذهب إلى المسجد الآن ..
    وعد أنت بمهدي إلى البيت ..
    وسأمركم إن شاء الله بعد صلاة الصبح ..

    لأطمئن عليه ..
    أبو مهدي : نلتقي إذاً
    حمل أبو مهدي إبنه .. وسار به عائداً إلى المنزل ..
    بينما دس مهدي وجهه قرب كتف أبيه ..

    ودموعه لازالت تنهمر متدافعه ..
    وكأنما ضاقت بها عيناه ..
    فلم يعد أمامها إلا أن تخرج متدافعه من عينه ..
    دخل أبو مهدي إلى منزله ..

    وكانت زوجته بانتظاره ..
    وكانت كالذي مات ألف مره ..
    لكن روحه لم تخرج منه .. وما إن رأت إبنها حتى انقضت عليه ..
    تحضنه وتقبله ..

    أم مهدي: ماذا حدث .. أين ذهب؟
    أبو مهدي : ذهب إلى عمار ..
    أم مهدي : عمار.. تقصد عمار الخير ؟؟
    أبو مهدي : ومن غيره ؟
    أم مهدي : لكن لماذا يذهب إلى عمار ..
    ولم يأت إلينا ؟
    أبو مهدي : لاأعرف المهم أنه بخير ..
    أم مهدي : لا أدري ماالذي دفعه للهرب ..

    في هذه الأثناء صدح صوت عمار بالأذان ..
    وأرسل صوته عبقاً في الأجواء ..
    مردداً نداء الخلود

    " إن الله وملائكته يصلون على النبي"

    أبو مهدي : حاولي أن تسأليه ..
    لكن لا تلحي عليه يكفي مابه ..
    والآن سأذهب للمسجد ..
    وبالمناسبة سيأتي عمار بعد الصلاة ليطمئن على مهدي ..

    بعد الصلاة ..
    خرج عمار وأبو مهدي متجهين إلى منزل أبو مهدي ..
    وأثناء الطريق تبادلا الحديث

    عمار:برأيك ماالذي دفع بمهدي للخوف والهرب من البيت هكذا ..؟
    أبو مهدي: لاأعلم .. كنت على وشك أن أسألك نفس السؤال ..
    كما تعلم مهدي يقضي معظم وقته معك ..

    عمار: فعلاً ..
    لكنه لم يخبرني عن شيء قد يدفعه إلى الهرب من البيت ..

    أبو مهدي: لكنه في الواقع لم يهرب ..
    بل كان يقصدك .. جاء إليك ..

    عمار : فعلاً ..
    لقد حدثني أمس عن حلمٍ يتردد عليه وأنه يرعبه ..

    أبو مهدي : لكن ..
    لا أعتقد أن تكرر حلماً مخيفاً قد يدفع بطفلٍ إلى الهرب من منزله في وقتٍ متأخر ..
    بل يقصد والديه ..

    عمار : حقاً .. كلامك صحيح ..
    في هذه الأثناء وصلا إلى منزل أبي مهدي
    أبو مهدي : تفضل ..
    فتح أبو مهدي الباب لعمار ..
    فدخل عماراً إلى المنزل .. ثم مباشرة إلى المجلس من خلال باب خارجي ..
    كان المجلس يوحي بالراحة النفسية ..
    فعندما تدخل يقابلك لوحة ببرواز مذهب ..
    كتب فيها

    "اللهم صلي على محمد وآل محمد"
    بخطٍ متشابك في بعضه ..
    وعلى جدارٍ آخر توجد صورة من الصور التقريبية للإمام علي (عليه السلام) ..
    وبالقرب من النافذة كانت مكتبة مشبعة بمختلف الكتب الدينية ..
    اضافة إلى رائحة البخور ..

    الذي يضفي على الجو نفساً طيباً ..
    أبو مهدي : إسترح .. فأم مهدي تعد الإفطار ..
    عمار: ليس قبل أن أرى وأطمئن على مهدي ..
    أبو مهدي: للأسف ..
    لقد استسلم للنوم بعد أن غادرنا في حجر أمه ..
    والآن هو في الصالة نائم..

    عمار : إذاً دعه نائماً ..




    ... يتبع ...
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  14. #14
    عضو ذهبي الصورة الرمزية ورد الياسمين
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,417
    شكراً
    1
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    3398

    رد: في محراب ابليس



    ( 5)

    " حان اللقاء "





    إذا كان للشوق حدود فمهدي هو حدوده ..
    وإذا كان للقلق مقياس فمهدي هو مقياسه ..

    كم أرتاب وهو غارق في بحور من دموع العذاب والصمت ..
    وأنا لا يسعني إلا أن أشاهد ..
    ويداي مغلولتان ..
    ونبضات قلبي تخفق معترضة ..
    لكن لا ينالني منها سوى صوتها ..
    ربما كان صوت الأسى ..

    الذي يطلق دعاء يطير شغوفاً لسابع سماء ..
    ويطرق أبوابها مستأذن بالدخول ..
    .. ياإلهي ..
    إحمي هذا الصغير ..

    كانت كلمات تكلمها عمار مع نفسه ..
    بينما كان جالساً على كرسيه في مكتبته ..
    بعد أن وضع كتاباً مفتوحاً أمامه وكان ينظر إلى صفحاته ..
    لكنه لم يكن يرى حروفه ..
    كان يرى وجه مهدي في كل صفحه ..
    وإذا به يسمع صوتاً مألوفاً ..

    صوتاً كان بانتظاره ..
    صوتاً آنسه وأحب سماعه ..

    مهدي : جدي عمار .. كيف حالك؟
    عمار نظر إليه نظرة أب لم يرى إبنه لسنين ..
    أب أخذ منه القلق مأخذه .. حتى خنقه ..
    فجاءت رحمة من السماء لتزيل عنه ذاك البلاء ..

    عمار : إبني الغالي .. كيف أصبحت ..
    هل أنت بخير الآن ؟
    مهدي : أجل .. ماعدا..
    عمار: قبل أن تخبرني .. قل لي ..
    لست هارباً من بيتكم الآن أيضاً ؟
    مهدي : كلا ..
    أبداً فقد أخبرت أمي قبل أن أخرج ..
    عمار : حسناً .. وهل أخبرتها لما هربت البارحة ..
    فقد كانت غاية في القلق كما أخبرني والدك ..

    مهدي : كلا .. فقد أخبرتني ألا أخبر أحداً ..
    عمار : أنا أخبرتك ألا تخبر أحداً !!
    مهدي : نعم
    عمار: عن ماذا؟
    مهدي : لقد أخبرتني ..
    إذا رأيت مناماً مزعجاً ألا أخبر أحداً ..
    عمار: وماذا رأيت يا صغيري ؟
    أحنى مهدي رأسه للأرض ..
    وبدا عليه ملامح القلق والخوف ..
    مهدي : نفس الحلم ياجدي عمار ..
    يتكرر ويتكرر لكن بشكل مختلف ..
    عمار: وكيف بشكل مختلف ؟
    مهدي : حبكت الحلم أني أكون مطارداً من ..
    من شيء لكني أهرب ..
    وفي النهاية ينال مني ..

    عمار: أخبرني بالتفاصيل
    مهدي : مرة أكون طائراً أحلق في السماء ..
    وفجأة يأتي غراب يطاردني وهو يضمر لي الأذى ..
    وأنا أهرب وأهرب لكن في النهاية ينال مني ..
    ومرات أخرى ..
    أرى نفسي مهراً أجري في مروج خضراء ..
    ويأتي ضبع يطاردني وأهرب لكنه يتمكن مني في النهاية ..
    لكن في المرة الأخيرة ..
    حين أتيتك هارباً هي التي أفزعتني ..

    عمار : يا إلهي .. وما كانت آخر مره ..
    مهدي : لقد كنت أنا نفسي في الحلم ..
    وكنت ألعب في أزقة حارتنا ..
    وفجأة أظلمت الدنيا .. وهب غبار شديد ..
    ومن بين الغبار .. جاء رجل .. رجل بغيض ..
    لم أتبين ملامحه ..
    وأحسست أنه يضمر لي الشر ..
    فهربت بسرعة وهو لايزال يتبعني .. ويطاردني ..
    هربت وهربت إلى أن أدركني وأمسك رأسي ..
    وأخذ يضربه في الأرض مراراً ومراراً ..

    كان مهدي يروي حلمه بانفعال ..
    وكأنه يعاين فعلاً ماحدث ..

    عمار: هل عانيت كل هذا ياصغيري ؟
    مهدي : أوتدري ماالغريب في الأمر !!
    عمار : ماذا؟
    مهدي : أني أشعر بكل جرح .. بكل ألم يحدث في الحلم ..
    لكن في نهايته ..
    في نهايته أشعر .. وكأنما غار جسمي في ماء بارد ..
    وكأنه يعيد لي روحي بعد أن تفارقني ..

    هنا بدا على وجه عمار الخوف ..
    مهدي: هل أنا بخير ياجدي .. هل سيصيبني مكروه ؟
    عمار: لن يصيبنا إلا ما كتب الله ..
    مهدي: هل يحبني الله ؟
    عمار: أجل ياصغيري .. فالله سبحانه يحب عباده المؤمنين ..
    فكيف وأنت طفل صغير ومؤمن ..

    مهدي : إذا لِـمَ يريني هذه الأحلام ؟
    عمار : ربما تكون تنبيهاً لك ..
    وربما تكون ليست من الله ..
    قد تكون شيطانية .. وقد تكون مجرد أضغاث ..

    مهدي : حقاً
    عمار : حقاً ..
    والآن ماأريدك أن تقوم به ..
    هو أن تخرج كل يوم صدقةً عن نفسك ..
    وأن تقرأ المعوذات قبل أن تنام ..

    ولا تنسى دعاء الحفظ ..
    مهدي : حسناً ..








    بعيداً وعميقاً ..
    حتى ينتحر آخر شعاع نور من ضوء المشمس ..
    وحتى يختنق آخر نسيم من الهواء ..
    ولا تتبقى إلا راقصات من الظلمات العارية .. تتمايل بفتور على عتبات المعاصي..

    الوسواس الخناس : مولاي وماذا قررت أخيراً بشأن اللعين ؟
    إبليس : وماذا برأيك ؟
    الوسواس الخناس : أن نسجر له كل الشياطين كل جيشونا ومردتنا ..
    إبليس : مبتدئون .. فأنت الأفضل وقد رأيت ماصنع بك ..
    الوسواس الخناس : إذاً ماالحل ؟
    إبليس : لاتقلق ..
    الوسواس الخناس : وكيف لا أقلق .. وأتباعه يزيدون كل يوم عن الذي قبله ..
    إبليس: ليزيدوا ليزيد المرح ..
    فما هي إلا أيام معدودة ..
    ولا ترى لهم وجود أو عودة ..

    نهض إبليس مختالاً متأهباً ..
    وعلى وجهه إبتسامة مكر وسعاده ..
    كأنما كان مستعداً للمغادرة ..

    الوسواس الخناس : إلى أين ؟
    إبليس : سأزور أحدهم .. زيارة خفيفة ..
    فقد حان اللقاء ..
    الوسواس الخناس : تقصد عمار الخير؟َ!
    إبليس : ستعرف لاحقاً ..
    واختفى إبليس في لمحة عين ..

    وبقي الآخر في مكانه متسائلاً ..
    .. إلى أين ذهب..






    ... يتبع ...
    اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ،
    وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ،
    حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ,
    وتُصيِر ارَواحنَا مُعلقةُ بعزِّ قُدسِكً.



    [ يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني]






  15. #15
    عضو متميز الصورة الرمزية أحلى زهر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    259
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    223

    رد: في محراب ابليس

    بصرااحه القصه ولا أروع

    بانتظار الجزء الشيق

    كذآ هان الغلا يعني ..~
    كذا ماآت الوفآ فيهم ..؟
    كذا محبوبي يجرحني
    لجل هالناس ..... يرضيهم
    ولكن اقول [الذكرى تصبرني ]
    ...............تصبرني
    .......................تصبرني
    .................................تصبرني

صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عناد الزوجة أسرع وصفة لخراب البيوت
    بواسطة ملكة سبأ في المنتدى منتدى الأسرة والطفل
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-19-2008, 12:13 PM
  2. ابتهالاتٌ في محراب الحسين(قصيدة للشاعر المبدع زكي السالم)
    بواسطة حمد حسن في المنتدى منتدى الشعر والخواطر المنقوله
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-24-2007, 08:54 AM
  3. أ زنزانة هي أم محراب
    بواسطة ماهر علي في المنتدى منتدى لمسة إبداع
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 10-25-2005, 10:39 AM
  4. من جوف الكعبة إلى محراب الكوفة ..
    بواسطة علي المسقلب في المنتدى منتدى لمسة إبداع
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-24-2005, 02:10 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •