قال الله تعالى: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن".
فقضية الحجاب فصل القرآن حكمها تفصيلا شافياً كافياً منذ زمن بعيد، ورغم الوضوح والبيان الذي تناول به القرآن قضية الحجاب إلا أننا لا نزال نسمع هنا وهناك نقاشات بيزنطية صارخة عن وجوب الحجاب!
ومن الغريب العجيب أن نرى من لم تنكر وجوب الحجاب في حقها ولم ترض بالتبرج لبساً لها، لكنها طورت مفهوم الحجاب تطويراً عجيباً يواكب في حضارة العصر. فهو مزيج بين التبرج والحجاب وما هو في الحقيقة إلا تبرج جديد، لأن الحجاب واحد، والتبرج أشكال!
الحجاب في اللغة هو المنع من الوصول، وسمي حجاب المرأة حجاباً لأنه يمنع المشاهدة .
في الشرع: الحجاب هو حجب المرأة عن أنظار الرجال غير المحارم لها
المحارم التي شملتهم الآيه:{لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء}
إذا تأملت معنى الحجاب من حيث اللغة والشرع تبين لك أن غاية الحجاب هو الستر عن أنظار الرجال الأجانب، وأن المقصود من ذلك هو صيانة المرأة والحفاظ على عفافها وطهارتها ومن أجل تحقيق هذه الغاية فقد جعل الإسلام للحجاب شروطاً فإذا تخلف شرط لم يعد الحجاب شرعياً بل هو تبرج وسفور أياً كان شكله ووصفه.
وأما شروط الحجاب الشرعي فهي كالتالي:
1- أن يكون ساتراً لجميع البدن: وهو الذي عليه عامة أهل العلم فغاية ما هنالك أن العلماء اختلفوا في وجوب ستر الوجه أو عدم وجوب ستره وحينئذ فيكون كشفه على أعلى تقدير من المباح والمباح إذا خيفت منه الفتنة والمفسدة فإنه يجب منعه
ومن أدلة تغطية الوجه قول الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}
ورد في حديث الإسراء والمعراج عن النبي صلى الله عليه وآله لما دخلت النار رأيت فيها نساء مسحوبات بأعناقهن وفي أعناقهن سلاسل من حديد النار فقلت: ياجبرئيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الآتي يكشفن وجوههن ورؤسهن لغير أزواجهن >>>>>>يعني لاتطلعوا شعركم
فعليك بالحرص على أن يكون حجابك ساتراً لجميع بدنك لما في ذلك من البعد عن الشبهات وقطع الطريق عن الفساق الذين يتربصون لاسيما وأن مقتضى الورع والحشمة هو الستر والاحتجاب الكامل عن أنظار الرجال الأجانب
عن الزهراء عليها السلام(خير النساء أن لايرين الرجال ولايراهن الرجال )>>يعني تغطوا وبلا بصبصه
2- أن لا يكون الحجاب في نفسه زينة: لأن الغاية من الحجاب هو ستر الزينه فإذا كان الحجاب زينة مثيرة، فقد تعطلت بذلك الغاية منه. ولذلك نهى الله جل وعلا عن ذلك فقال:{ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا } فإبداء زينة الحجاب من التبرج المنهي عنه شرعاً قال تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}
الكثيرات أخللن بهذا الشرط بقصد أو بغير قصد، فقد كثرت في الآونة الأخيرة أنواع من الحجب المزينة بأنواع من الزينة، وكم تهافتت عليها الغافلات إعجاباً بها.
3- أن يكون واسعاً غير ضيق: لأن اللباس الضيق يناقض الستر المراد من الحجاب لذلك إذا لم يكن لباس المرأة فضفاضاً فهو من التبرج المنهي عنه إذ إن عورة المرأة تبدو موصوفة بارزة ويظهر حجم الأفخاذ والكتف و ووو ظهوراً كاملاً وهذا كله يوجب تعلق النفوس الخبيثة والقلوب المريضة. وعن أسماء بنت عميس أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قالت:(( يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها)) فقالت أسماء: يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله ألا أريك شيئاً رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة، فحنتها ثم طرحت عليها ثوباً فقالت فاطمة: "ما أحسن هذا وأجمله لاتعرف به المرأة من الرجل فإن مت أنا فاغسليني أنت وعلي، ولا يدخل علي أحد"
مع الأختلاف في مسألة الجرائد كانت من الزهراء أو من أسماء فإن بضعة النبي صلى الله عليه وآله استقبحت أن يصف الثوب المرأة وهي ميتة فلا شك أن وصفه إياها وهي حية أقبح وأقبح فليتأمل في هذا بناتنا اللاتي يلبسن من هذه الثياب الضيقة >>الزبده لاتلبسي مخصر أوكتافي لأنه يفصل جسمش
فعليك باقتفاء أثر سيدتي ومولاتي الزهراء فإن فيه صلاح الدنيا والدين وإياك والاغترار بما عليه الناس. >>>يعني إلبسي عباءة الرأس الواسعه
4- أن يكون صفيقاً لا يشف: فثوب المرأة إذا لم يكن صفيقاً فإنه يجسد جسمها ومواضع الفتنة فيها، وكذلك إذا كان شفافاً فإنه يبرز وجهها ولون بشرتها ويخالف الستر الذي هو غاية الحجاب.
وقد ورد وعيد شديد في النساء اللواتي يلبسن مثل هذه الألبسة التي هي أشبه بالعري عن أمير المؤمنين u:يظهر في أخر الزمان وهو شر الأزمنه نسوة متبرجات كاشفات عاريات داخلات في الفتن مائلات إلى الشهوات مسرعات إلى اللذات مستحلات للمحرمات في جهنم خالدات
فعليك أن تتقي الله وتحجبي الحجاب الواجب الذي لا يشف عن شيء من البدن ويقطع طريق الفتن وإياك والتهاون في أمر الحجاب
5- أن لا يشبه لباس الكافرات: وذلك بأن تفصل المرأة لباسها تفصيلاً يتنافى مع حكم الشرع وقواعده في موضوع اللباس ويدل على تفاهة في العقل وفقدان للحياء مما ظهر وانتشر باسم الموديلات التي تتغير من سيئ إلى أسوأ قال الله تعالى في {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}>>متحجبه وتاليتها نحرها وصدرها طالع
وكيف ترضى امرأة شرفها الله بالولايه ورفع قدرها أن تكون تابعة لمن يملي عليها صفة لباسها ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر
.
عن النبي صلى الله عليه وآله قال:(( من أحب عمل قوم حشر معهم ومن تشبه بقوم فهو منهم )).
فهذه هي الشروط المعتبرة في الحجاب فإذا رمت الستر والعفاف والحشمة والحياء وطاعة الله ورسوله والسير على خطى الزهراء وزينب فعليك بمراعاتها في حجابك فإن الحجاب لا يمكن أن يكون حجاباً إلا إذا استوفى تلك الشروط.
![]()
المفضلات