من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم

الفصل 6
فتأمّل
- يا عزيزي
- في البلايا والمحن التي وردت على مظلوم كربلاء وسيدالشهداء روحي له الفداء.



وتأمّل قلب قلب العالم« في يوم عاشوراء،وما نزل عليه من المحن البلاء، ومابلغه من مرتبة الإنكسار التي لا يطيقها الأنبياء والأوصياء والصديقين، بل لايطيقون تحمل عشرها، بل لم ير، ولم يسمع في الدهر كلّه إنكسار فوق ذاك ‏الإنكسار، بل ولا مثل ذلك الإنكسار، وسوف لن يكون مثله في الدهر أبدا.
ومع ذلك كلّه ما ظهر منه سوى الصبر والرضا والتسليم للأمر الألهي، وكان في‏تلك المحن والبلايا صابرا شاكرا بحيث تعجبت منه ملائكة السماء كما قال صاحب‏الأمر في الزيارة المفجعة:
»قد عجبت من صبرك ملائكة السموات والأرض
،وقال السيد السجادعليه السلام في خطبته في الكوفة:
أنا ابن من قتل صبراً وكفى‏بذلك فخرا
وفوق ذلك فإنّ محيّاه المبارك كان يزداد إشراقا، ويتفتح كالزهور، كلما إزداد الألم وإشتد البلاء، روى الشيخ الصدوق في الإعتقادات وغيره من الكتبالمعتبرةعن الإمام محمد الباقرعليه السلام قال:
قال علي بن الحسين‏عليه السلام:
لما إشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب‏عليهم السلام نظر إليه من كان معه،فإذا هو بخلافهم، لأنّهم كلّما إشتد الأمر تغيّرت ألوانهم، وأرتعدت فرائصهم،ووجلت قلوبهم، وكان الحسين‏عليه السلام وبعض من معه من خصائصه، تشرق‏ ألوانهم وتهدأ جوارحهم، وتسكن نفوسهم، فقال بعضهم لبعض:
انظروا لايبالي بالموت .
فقال لهم الحسين‏عليه السلام:
صبرا بني الكرام، فما الموت إلّا قنطرة تعبر بكم عن البؤس‏والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن‏إلى قصر؟
وما هو لأعدائكم إلّا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب،
إنّ أبي‏ حدثني عن رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله:
أنّ الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم،ما كذبت ولا كذبت.