البكاء 36
السلام عليكم
شكرا لتفضلكم بمطالعة موضوعي وآجركم الله وقضى لكم حوائج الدارين
قال رسول الله صلى الله عليه واله :
من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
بكاؤهعليه السلام في الطريق
الحديث الرابع
بكاؤه حينما خرج من منزل الثعلبية متوجها الى العذيب
فخفق برأسه خفقة وقت القيلولة ثم أفاق وهو يبكي
ففي مجالس الصدوق :
ثم سار صلوات اللَّه عليه حتى نزل الثعلبية وقت الظهيرة، فوضع رأسه فرقد، ثم استيقظ فقال:
قد رأيت هاتفا يقول: أنتم تسرعون والمناياتسرع بكم إلى الجنة.
فقال له ابنه علي - قال المجلسيرحمه الله: يعني علي الأكبر-:
يا أبة أفلسنا على الحقّ؟
فقال: بلى يا بني، والذي إليه مرجع العباد.
فقال: يا أبة، إذن لا نبالي بالموت.
فقال له الحسينعليه السلام:
جزاك اللَّه يا بني خير ما جزى ولدا عن والد، ثم بات عليه السلامفي الموضع.
يقول المؤلف:
نظير هذه الرواية في تسلية علي الأكبر أباه ومحبته وحنانه على أبيه ما قاله لأبيه عندما جلس عنده وهو غارق في الدم، فبكى الحسينعليه السلام بكاءً شديدا فقال له ولده:
يا أبه هذا جدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله سقاني بكأسه الأوفى جرعة لا أظمأبعدها أبدا،وبيده كأسا مذخورة لك.
وكأنّ لسان حال هذا الشاب يخاطب أباه فيقول:
يا أبه إن كان بكاؤك لما أصابني من العطش فإنّ جدي سقاني، وإن كان بكاؤك لفراقي فعما قريب سنلتقيعند جدي صلى الله عليه وآله.
الحديث الخامس
بكاؤه عليه السلام حينما سمع بخبر شهادة قيس بن مسهر
روى العلامة المجلسي وغيره:
أنّه لما بلغ الحسين عليه السلام الحاجز من بطن الرمة بعث قيس بن مسهر الصيداوي إلى أهل الكوفة، ولم يكن عليه السلام علم بخبر مسلم بنعقيلعليه السلام، وكتب معه إليهم:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
من الحسين بن علي إلى إخوانه المؤمنين والمسلمين،
سلام عليكم،
فإنّي أحمد إليكم اللَّه الذي لا إله إلّا هو، أما بعد:
فإنّ كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم، واجتماع ملئكمعلى نصرنا، والطلب بحقّنا، فسألت اللَّه أن يحسن لنا الصنيع، وأن يثيبكم علىذلك أعظم الأجر، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذيالحجةيوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم وجدوا، فإنّي قادم عليكم في أيامي هذه،
والسلام عليكم و رحمة اللَّه وبركاته.
وكان مسلم كتب إليه قبل أن يقتل بسبع وعشرين ليلة، وكتب إليه أهل الكوفة أنّ لك ها هنا مائة ألف سيف ولا تتأخر.
فأقبل قيس بن مسهر بكتاب الحسينعليه السلام، فلمّا قارب دخول الكوفة إعترضه الحصين بن نمير ليفتشه، فأخرج قيس الكتاب ومزقه، فحمله الحصين إلى ابن زياد.
فلما مثل بين يديه قال له: من أنت؟
قال: أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنهعليهما السلام.
قال: فلماذا خرقت الكتاب؟
قال: لئلا تعلم ما فيه.
قال: وممن الكتاب؟ وإلى من؟
قال: من الحسين بن علي إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم.
فغضب ابن زياد فقال:
واللَّه لا تفارقني حتى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم أو تصعدالمنبر وتلعن الحسين بن علي وأباه وأخاه، وإلّا قطّعتك إربا إربا.
فقال قيس:
أمّا القوم فلا أخبرك بأسمائهم، وأما لعنة الحسين وأبيه وأخيه فأفعل.
فصعد المنبر
وحمد اللَّه وصلّى على النبي وأكثر من الترحّم على علي وولده - صلوات اللَّه عليهم-، ثم لعن عبيد اللَّهبن زياد وأباه، ولعن عتاة بنيأمية عن آخرهم، ثم قال:
أنا رسول الحسين إليكم، وقد خلّفته بموضع كذا فأجيبوه.
فأمر به عبيد اللَّه بن زياد أن يرمى من فوق القصر، فرمي به فتقطع.
وروي أنّه وقع إلى الأرض مكتوفا فتكسرت عظامه، وبقي به رمق فأتاه رجليقال له عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه.
وفي البحار:
أنّه لما بلغ خبره الى سيد المتقين الأبرار إستعبر باكيا ثم قال:
اللّهمإجعل لنا ولشيعتنا منزلا كريما، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
المفضلات