البكاء35
السلام عليكم
شكرا لمروركم اجركم الله ووفقكم لكل خير
من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
الحديث الثاني
بكاؤه عليه السلام حينما ودّع قبر جده رسول اللَّهصلى الله عليه وآله ثانية
ففي بعض كتب الرواية: فلما كانت الليلة الثانية خرج إلى القبر أيضا، وصلّىركعات، فلما فرغ من صلاته جعل يقول:
اللّهم هذا قبر نبيك محمد، وأنا ابن بنت نبيك، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت، اللّهم إنّي أحبّ المعروف وأنكر المنكر،وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحقّ القبر ومن فيه إلّا إخترت لي ما هو لك رضىولرسولك رضى.
ثم جعل يبكي عند القبر، حتى إذا كان قريبا من الصبح وضع رأسه على القبر،فأغفي فإذا هو برسول اللَّه صلى الله عليه وآله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله وبين يديه حتى ضمّ الحسين إلى صدره، وقبّل بين عينيه.
يقول المؤلف:
قبّله النبي صلى الله عليه وآله ما بين عينيه لعله في الموضع الذي أصابه الحجر يوم العاشر فيجبهته، فرفع الغريب المظلوم ثوبه ليمسح الدم، لهفي عليه، فجاءه السهم المثلثالمسموم ذي الثلاث شعب فأصابه في قلبه المقدس. فبقي الإمام غريبا مرملا بدمه كماجاء في تتمة الحديث:
وقال صلى الله عليه وآله: حبيبي يا حسين كأنّي أراك عن قريب مرملا بدمائك، مذبوحابأرض كرب وبلاء، من عصابة من أمتي، وأنت مع ذلك عطشان لا تسقى، وظمآن لا تروى، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي، لا أنالهم اللَّه شفاعتي يوم القيامة.
حبيبي يا حسين، إنّ أباك وأمك وأخاك قدموا عليّ، وهم مشتاقون إليك، وإن ّلك في الجنان لدرجات لن تنالها إلّا بالشهادة.
فجعل الحسين عليه السلام في منامه ينظر إلى جدّه ويقول:
يا جداه لا حاجة لي فيالرجوع إلى الدنيا، فخذني إليك، وأدخلني معك في قبرك، فقال له رسول اللَّه لابدلك من الرجوع إلى الدنيا حتى ترزق الشهادة، وما قد كتب اللَّه لك فيها من الثوابالعظيم، فإنّك وأباك وأخاك وعمك وعم أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدةحتى تدخلوا الجنة.
فانتبه الحسين عليه السلام من نومه فزعا مرعوبا، فقص رؤياه على أهل بيته وبني عبدالمطلب، فلم يكن في ذلك اليوم في مشرق ولا مغرب قوم أشدّ غما من أهل بيت رسول اللَّه، ولا أكثر باك ولا باكية منهم. وتهيأ الحسين عليه السلام للخروج من المدينة.
الحديث الثالث
بكاؤهعليه السلام حينما ذهب يودّع أمهعليها السلام
روي في بعض كتب الأخبار:
أنّه توجه الى قبر أمه في جوف الليل، فسلّم عليهاوقال:
السلام عليك يا أماه أناابنك الحسين، جئت أودعك، يا أماه وهذا آخر الوداعوآخر زيارة مني لقبرك، فسمع من داخل القبر:
عليك السلام يا مظلوم الاُم، وياشهيد الاُم، ويا غريب الاُم.
فبكى عليه السلام حتى أنه لم يقدر على الكلام، وبقي عندها حتى الصبح، فلما أصبحالصبح رجع الى منزله.
بكاؤهعليه السلام عند قبر جدته خديجةعليها السلام
روي عن أنس بن مالك:
أنّه ساير الحسين بن علي عليهما السلام ليلة، فأتى قبر خديجةعليها السلام، فبكى ثم قال: إذهب عني، قال أنس: فاستخفيت عنه، فلما طال وقوفه في الصلاة سمعته قائلا:
يا ربّ يا ربّ أنت مولاه
فارحم عبيدا إليك ملجاه
يا ذا المعالي عليك معتمدي
طوبى لمن كنت أنت مولاه
طوبى لمن كان خادما أرقا
يشكو إلى ذي الجلال بلواه
وما به علة ولا سقم
أكثر من حبه لمولاه
إذا اشتكى بثه وغصته
أجابه اللَّه ثم لباه
إذا ابتلى بالظلام مبتهلا
أكرمه اللَّه ثم أدناه
فنودي:
لبيك عبدي وأنت في كنفي
وكلما قلت قد علمناه
صوتك تشتاقه ملائكتي
فحسبك الصوت قد سمعناه
دعاك عندي يجول في حجب
فحسبك الستر قد سفرناه
لو هبّت الريح من جوانبه
خرّ صريعا لما تغشاه
سلني بلا رغبة ولا رهب
ولا حساب إنّي أنا اللَّه
المفضلات