السلام عليكم
دعواتي المخلصة عادة الدارين لمن قرء كتابي سواء رد ام لم
يرد



من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 23
الحديث الخامس
في مصيبةأمير المؤمنين‏عليه السلام



في كتب المراثي عن كتاب العوالم:
لما ضرب أمير المؤمنين‏عليه السلام قال:
إحملوني إلى‏موضع مصلاي في منزلي، فحملوه إليه، وهو مدنف، والناس حوله وهم في أمرعظيم، باكين محزونين، قد أشرفوا على الهلاك من شدّة البكاء والنحيب.
ثم إلتفت إليه الحسين‏عليه السلام وهو يبكي، فقال له:
يا أبتاه من لنا بعدك؟
لا كيومك‏إلّا يوم رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله، من أجلك تعلمت البكاء، يعزّ واللَّه عليّ أن أراك هكذا.
فناداه‏ عليه السلام فقال:
يا حسين يا أبا عبد اللَّه، ادن مني، فدنا منه وقد قرحت‏أجفان عينيه من البكاء، فمسح الدموع من عينيه، ووضع يده على قلبه وقال له:
يا بني ربط اللَّه قلبك بالصبر، وأجزل لك ولإخوتك عظيم الأجر، فسكن روعتك‏ واهدأ من بكائك، فإنّ اللَّه قد آجرك على عظيم مصابك، ثم أدخل‏ عليه السلام إلى حجرته ‏وجلس في محرابه.
وأقبلت زينب وأم كلثوم حتى جلستا معه على فراشه، وأقبلتا تندبانه وتقولان:
يا أبتاه من للصغير حتى يكبر؟
ومن للكبير بين الملأ؟
يا أبتاه حزننا عليك طويل‏وعبرتنا لا ترقأ.
قال المؤلف:
ما أشبه حالة المخدرات وعقائل الهاشميين زينب وأم كلثوم وهن جلوس على‏فراش أميرالمؤمنين‏عليه السلام بحالتهن وهن جلوس عند جسد أبي عبد اللَّه‏عليه السلام المقطع إرباإربا، وهن يحثين التراب على رؤوسهن، ويندبنه من قلوبهن المفجوعة، وينحن‏عليه بالآهات التي كانت تذيب الصخر الأصم.
ولكن أيّها الشيعة ما أعظم الفرق بين الموقفين:
الفرق الأول:
إنّ أمير المؤمنين وإن كان مضروبا على هامته بالسيف، إلّا أنّه كان نائما على‏فراشه في بيته وبين أهله معززا، بينما كان جسد الحسين المظلوم‏عليه السلام مقطعا إربا إربا،مطروحا على الرمضاء في صحراء كربلاء، تذروه الرياح، مرملا بالدماء.
الفرق الثاني:
إنّ أمير المؤمنين ‏عليه السلام أصابته ضربة واحدة ففلقت هامته، أمّا جسد سيد المظلومين‏عليهالسلامالمطهر المقدس، فقد كان مبضعا، كسته السهام والرماح والسيوف ‏فلم تترك فيه موضعا سالما من الضرب والطعن، لهفي عليه، وقد ذكر في بحار الأنوار أنّه اُصيب بأربعة آلاف جراحة رميا بالسهام، ومائة وثمانون جراحة بين‏ضربة سيف وطعنة رمح.
الفرق الثالث:
إنّ أمير المؤمنين‏عليه السلام قبض ورأسه الشريف على جسده، أمّا سيد الشهداء فقدحضرت عنده أخته فوجدته جسدا مطروحا على الرمضاء ورأسه بيد الشمر اللعين.
× × ×
كيف ميّزت زينب‏عليها السلامأخاها الحسين‏عليه السلام من بين الشهداء:
أيّها الشيعة، أرباب العزاء، كيف إستطاعت زينب ‏عليها السلام أن تميز أخاها من بين ‏سائر القتلى وهو جثة بلا رأس؟
يمكن أن يقال أنّ زينب المتحيرة المدهوشة عرفت أخاها بثلاث علامات: