من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 22
الحديث الرابع
في مصيبة أمه فاطمةعليها السلام
روى في كتاب كشف الغمة:
لما رحلت تلك المعصومة الى رياض الرضوان دخلالحسن والحسين الى الغرفة فقالا:
يا أسماء ما ينيم أمنا في هذه الساعة؟
قالت: يا بنيرسول اللَّه ليست أمكما نائمة، قد فارقت الدنيا.
فوقع عليها الحسن يقبّلها مرة ويقول:
يا أماه كلّميني قبل أن تفارق روحيبدني،
وأقبل الحسين يقبّل رجلها ويقول:
يا أماه أنا ابنك الحسين كلّميني قبل أنينصدع قلبي فأموت.
قالت لهما أسماء:
يا بني رسول اللَّه انطلقا إلى أبيكما علي فأخبراه بموت أمكما.
فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء، فابتدرهم جميعالصحابة فقالوا:
ما يبكيكما يا بني رسول اللَّه؟
لا أبكى اللَّه أعينكما، لعلكما نظرتما إلى موقف جدكماصلى الله عليه وآله فبكيتما شوقا إليه؟
فقالا:
لا أو ليس قد ماتتأمنا فاطمةعليها السلام؟
فوقع علي على وجهه يقول:
بمن العزاء يا بنت محمد؟ كنت بك أتعزى، ففيمالعزاء من بعدك؟
ثم قال:
لكلّ اجتماع من خليلين فرقة
وكلّ الذي دون الفراق قليل
وإنّ إفتقادي فاطما بعد أحمد
دليل على أن لا يدوم خليل.
فأبكى السماوات والأرضين، فلمّا إنتشر الخبر ضجت المدينة ضجة واحدة،وإجتمع الناس رجلا ونساءا على بيت فاطمةعليها السلام، وإجتمع بنو هاشم جميعا في بيتأمير المؤمنينعليه السلام وعلت الأصوات بالبكاء والنحيب، واهتزت المدينة بأسرها.
وروى المجلسي قال:
... وخرجا يناديان: يا محمدا يا أحمداه، اليوم جدد لناموتك إذ ماتت أمنا، ثم أخبرا عليا وهو في المسجد، فغشي عليه حتى رش عليه الماء، ثم أفاق فحملهما حتى أدخلهما بيت فاطمة، وعند رأسها أسماء تبكي وتقول:
وا يتامى محمد، كنّا نتعزّى بفاطمة بعد موت جدكما فيمن نتعزّى بعدها؟.
المفضلات