من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 17
أضف الى ذلك كلّه حكمة عظيمة وفائدة جليلة في البكاء على سيد الشهداءعليه السلام،وهي أهم من جميع ما ذكرناه آنفا:
فإنّ بالبكاء على سيد الشهداء يتضح لكلّ لبيب عاقل وضوحا بيّنا فساد ووهن الأساس الذي أسس عليه الخلفاء الثلاثة ومن تابعهم، وذلك لأنّ الخلافة تعيين الخليفة، فإن لم تكن واجبة لازمة بعدرحلة النبيصلى الله عليه وآله فلماذا تركوا دفن النبيصلى الله عليه وآله واشتغلوا في أمر تعيين الخليفة؟
وإنكانت واجبة لازمة فإنّ النبيصلى الله عليه وآله أحقّ منهم وأولى في تعيين ذلك، وأحقّ من النبيصلى الله عليه وآله وأولى وألطف بالعباد وأرأف ربّ الأرباب! فكان يعيّن لهم الخليفة
»لئلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ«.
وإن كان واجبا على الخلق دون الخالق، -ولا دليل على ذلك لا من عقل ولا منشرع- فأقدموا على ذلك وجعلوا البيعة طريقا للخلافة خوفا من الوقوع في الفتنة،فإنّهم وقعوا فيما خافوا منه كما قال اللَّه تعالى:
»أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ«،
وتورطوا بالمحذور الذي حاذروه، وما أشبههم بتلك المرأة التي رفعت أذيالها لتغطي رأسها فكشفت ما تستره الأذيال، فتعيين الخليفة وإقرار البيعة خوفا من الوقوع في الفتنة فتنة أدهى وأمر وأعظم من أي فتنة أخرى، وقدجرت كلّ المآسي وإراقة الدماء وإنتهاك الأعراض ونهب الأموال منذ عصر الخلفاء الثلاثة الى نهاية حكم بني العباس وكذلك ما وقع من قتال في صفين والجمل والنهروان وغيرها ، كلّها فروع لتلك الشجرة الخبيثة.
فمن فوائد السنة السنية في إقامة العزاء والبكاء على سبط خير البرية إتضاح الأمر للعاقل وذوي البصائر وحسن الطوية، أنّ حقية وحقيقة شرع سيد الرسل لاتجتمع مع القول بخلافة الخلفاء الثلاثة، أشهد على ذلك باللَّه وكفى باللَّه شهيدا.
وأنّ القول بالخلافة على الطريقة البشرية والتعاليم النبوية السماوية مانعة الجمع،ولا يمكن قبولهما معا بالسوية، ولابد من إنتفاء أحدهما بثبوت الآخر، لأنّ ثبوتكلّ واحد منهما لازم لنفي الآخر، وهذا الأمر لا يتضح جيدا إلّا بالتأمّل في أحوال سيد الشهداءعليه السلام روحي وأرواح العالمين له الفداء.
وهذه حكمة واحدة من تلك الأسرار والحكم المترتبة على البكاء على زبدة الأولياء، ذكرناها مختصرا، ولو أردنا إستقصاء
الحكم والأسرار التي يمكن أن تصلاليها عقولنا القاصرة لاحتجنا الى كتاب لكل حكمة منها على حدة، فكيف إذا أردنا شرحها جميعا؟!
أمّا الملا الروميفإنّه معذور فيما ذكره لأنّ مذاقه ومشربه مترشح من مشرب الشبلي ومذاقه، وهو مع يزيد، وليس له معرفة وخبرة بمناهل أهل البيتعليهم السلام.
فلا عجب إذن إذا صدرت منه مثل تلك الكلمات )وكلّ إناء بالذي فيه ينضح.
لماذا بكى الحسينعليه السلام في كربلاء
قال المؤلف:






رد مع اقتباس

المفضلات