من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم



الفصل 16
. في الردّ على الملا الرومي

ويتبيّن من هذا التحقيق الأنيق لهذا العارف بالتحقيق، ركاكة كلام الملا الرومي ‏فيما حكاه في الدفتر السادس من أنّ شاعرا دخل حلب، فوجد الناس قد إجتمعوا كباراً وصغاراً، وشيباً وشباناً، ورجالاً ونساءاً، لإقامة المأتم والعزاء، وهم ‏يضجون بالبكاء والنحيب، وكأنّ القيامة قد قامت، فسأل الناس ما الخبر؟
فقيل له:أما علمت أنّ اليوم هو يوم عاشوراء، يوم شهادة خامس أصحاب الكساء، وسيدالشهداء -روحي وأرواح العالمين له الفداء-، فتعجب الشاعر وقال لهم:
نعم إنّي‏أعرفعاشوراء، وأنّه يوم شهادة سيد الشهداءعليه السلام، ولكن لماذا تبكون عليه وقدتحرر من قيود سجن الدنيا، ورحل الى الجنان والسعادة، وهو الآن يتقلّب في النعيم ‏والبهجة والسرور في روضة القدس، وفيوضات الحضرة الأحدية والرحمات ‏الإلهية، فهو لا يحتاج بكاءكم ونحيبكم، وإن شئتم فابكوا على أنفسكم، فالبكاءعليكم أولى من البكاء عليه‏عليه السلام.
وقد غفل هذا الشاعر عن أنّ البكاء على سيد الشهداء ماحي للسيئات ورافع ‏للدرجات، والواقع أنّ البكاءعليه‏عليه السلام يعود بالنفع على الباكي نفسه.
وسيأتي عن قريب إن شاء اللَّه أنّ سيد الشهداءعليه السلام نفسه بكى على أصحابه ‏وأولاده وأنصاره وأحبابه، وبكى نبي اللَّهيعقوب‏عليه السلام على فراق ولده يوسف ‏الصديق‏عليه السلام، وبكى خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله على ولده إبراهيم‏عليه السلام، وعلى عمه حمزة سيدالشهداءعليه السلام، وقال حينما رجع الى المدينة الطيبة: ولكن حمزة لا بواكي له فصار أهل المدينة لا يندبون لهم ميتا حتى ينوحوا على حمزة، وصار ذلك دأبا لهم.
وبكىخاتم الأنبياءصلى الله عليه وآله على مصيبة ولده الحسين‏عليه السلام بعد أن أخبره بها جبرئيل ‏عليه السلام، وكان كلّما تذكر هذه الواقعة المهولة سالت دموعه من عينيه، وبكت‏كذلك مريم الكبرى وسيدة النساء - صلوات اللَّه وسلامه عليها- على أبيها رسول‏اللَّه‏صلى الله عليه وآله، وكانت تخرج الى البقيع والى بيت الأحزان وتبكي هناك بالتفصيل المذكورفي الكتب.
وكلّ واحدة من الموارد المذكورة دليل وبرهان قائم بذاته على إستحباب البكاء على المصائب وآلالام التي تعرض لها زعماء الدين والسادة الميامين، وشهاب ثاقب ‏للردّ على الشاعر الحلبي والراضين بقوله، وهو في الحقيقة شيطان مريد.
هذا، مضافاً الى أنّ البكاء على هذه المصائب يعدّ من تعظيم الشعائر »
ذَلِكَ وَمَنْ‏يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ«.
× × ×

البكاء على الحسين‏عليه السلام يهدم أساس مدرسة الخلفاء
...