من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 15
ولا مانع من إجتماع المراتب كلّها، فإنّه صاحب المراتب الجامعة، وهو متجلّي فيكلّ مرتبة على نحو الكمال والتمام
في تلك المرتبة، ولا يشغله مقام عن مقام.
وصاحب كلّ مرتبة لا يمكنه أن يبكي ما لم يكن متوجها الى تلك المرتبة،والتوجه الكامل لا يحصل إلّا باليقين، واليقين في كلّ مرتبة لا يحصل إلّا بشهودها،والشهود لا يحصل إلّا بالإتصال، ومما لا شبهة فيه أبداً أنّ الإتصال بأي شيء لا يتمّ إلّا بالإنقطاع عن غيره، والإعراض عما سواه، والرجوع اليه، وهذه هي التوبة بأدقّ معانيها.
ولكنه سيرجع في المرتبة الأولى الى طبعه، يرجع من طبعه الى طبعه »أُوْلَئِكَالَّذِينَ طَبَعَ اللَّهَُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ«! ويرجع في المرتبة الثانية الى طبع العصمة،وفي الثالثة الى نفس الولاية، وفي الرابعة الى سرّ الحقيقة.
وهذه السعادة -كما قلنا- لا تكون في أيّ واحدة من المراتب إلّا بالإتصال، ولاشكّ أنّه إن إلتحق بحريم الموقفين الثالث والرابع، يجد نفسه متحررا من نفسه أوشهواته التي تسمى بالجرائم والمعاصي، ويكون هذا التوجه والبكاء علّة كافية وافيةتمنعه من الهمّ بالكبائر والصغائر والخطايا.
أمّا الواقف في الموقف الثاني، فإنّه معتصم بحبل العصمة المتين، فيعصم طبعه عنالإقدام على المعاصي، وتكسر شهواته بإنعدام موادها.
ولكن دائرة الورطة قد تحيط بأصحاب الموقف الأول، فإنّهم قد لا يغوصوا فيبحر جواهر الدموع كما يغوص أرباب الجواهر والدرر، فيكون لهم قدم ثابت فيسوق الحسنات، ولا يحظوا بقطرة دمع تقوى على غسل غبار السيئات على الوجهالكامل !!
وملخص الكلام:
إنّ البكاء
أمّا أن يكون ناشئاً من المحبة والولاية ومسبوقا ًبمعرفة آل الرسالة والهداية، أو ناشئاً من الإستماع الى الحكايات والحوادث التيتحرق القلب وتستدر الدمعة عند نوع بني البشر، ولو كانت واقعة على الأعادي، أوحاكية عن أحوالهم وما نزل بهم.
فان كانت مسبوقة بالمعرفة، فلا شكّ أنّ هذا البكاء بنفسه توبة، وهو عين الإنابة الى اللَّه، وهو في ميزان العدل والفضل الإلهي حسنة تذهب جميع السيئات.
إنّ المعرفة والمحبة والرحمة والرقة والبكاء على مصيبة أهل البيت تجذب المحب، فلايتركوه على حال العصيان »حبّ علي حسنة لا تضرّ معها سيئة
» أي ليس للمحبّإقدام معها على سيئة مضرّة!!
وهذا هو معنى الشفاعة!! والعكس بالعكس !!!
أجل قد يكون البكاء على مصائب أولئك العظماء الأبرار يفيض على النفوس المستعدة - حسب تفاوت مراتبها- إفاضات وتسوقها بسائق المعرفة.
والبكاء على مصائب أهل بيت الرسالة والولاية يستلزم هذه الآثار، وليستهذه الآثار خاصة بالبكاء على سيد الشهداء الحسينعليه السلام، والفرق أنّ مصيبته أعظم المصائب وأجلّ الرزايا، فاستماعها يهيج المحبّ أكثر ويوجب رقّة الحال وإنهمار الدموع، والسلام.
انتهى كلامه
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 15
ولا مانع من إجتماع المراتب كلّها، فإنّه صاحب المراتب الجامعة، وهو متجلّي فيكلّ مرتبة على نحو الكمال والتمام
في تلك المرتبة، ولا يشغله مقام عن مقام.
وصاحب كلّ مرتبة لا يمكنه أن يبكي ما لم يكن متوجها الى تلك المرتبة،والتوجه الكامل لا يحصل إلّا باليقين، واليقين في كلّ مرتبة لا يحصل إلّا بشهودها،والشهود لا يحصل إلّا بالإتصال، ومما لا شبهة فيه أبداً أنّ الإتصال بأي شيء لا يتمّ إلّا بالإنقطاع عن غيره، والإعراض عما سواه، والرجوع اليه، وهذه هي التوبة بأدقّ معانيها.
ولكنه سيرجع في المرتبة الأولى الى طبعه، يرجع من طبعه الى طبعه »أُوْلَئِكَالَّذِينَ طَبَعَ اللَّهَُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ«! ويرجع في المرتبة الثانية الى طبع العصمة،وفي الثالثة الى نفس الولاية، وفي الرابعة الى سرّ الحقيقة.
وهذه السعادة -كما قلنا- لا تكون في أيّ واحدة من المراتب إلّا بالإتصال، ولاشكّ أنّه إن إلتحق بحريم الموقفين الثالث والرابع، يجد نفسه متحررا من نفسه أوشهواته التي تسمى بالجرائم والمعاصي، ويكون هذا التوجه والبكاء علّة كافية وافيةتمنعه من الهمّ بالكبائر والصغائر والخطايا.
أمّا الواقف في الموقف الثاني، فإنّه معتصم بحبل العصمة المتين، فيعصم طبعه عنالإقدام على المعاصي، وتكسر شهواته بإنعدام موادها.
ولكن دائرة الورطة قد تحيط بأصحاب الموقف الأول، فإنّهم قد لا يغوصوا فيبحر جواهر الدموع كما يغوص أرباب الجواهر والدرر، فيكون لهم قدم ثابت فيسوق الحسنات، ولا يحظوا بقطرة دمع تقوى على غسل غبار السيئات على الوجهالكامل !!
وملخص الكلام:
إنّ البكاء
أمّا أن يكون ناشئاً من المحبة والولاية ومسبوقا ًبمعرفة آل الرسالة والهداية، أو ناشئاً من الإستماع الى الحكايات والحوادث التيتحرق القلب وتستدر الدمعة عند نوع بني البشر، ولو كانت واقعة على الأعادي، أوحاكية عن أحوالهم وما نزل بهم.
فان كانت مسبوقة بالمعرفة، فلا شكّ أنّ هذا البكاء بنفسه توبة، وهو عين الإنابة الى اللَّه، وهو في ميزان العدل والفضل الإلهي حسنة تذهب جميع السيئات.
إنّ المعرفة والمحبة والرحمة والرقة والبكاء على مصيبة أهل البيت تجذب المحب، فلايتركوه على حال العصيان »حبّ علي حسنة لا تضرّ معها سيئة
» أي ليس للمحبّإقدام معها على سيئة مضرّة!!
وهذا هو معنى الشفاعة!! والعكس بالعكس !!!
أجل قد يكون البكاء على مصائب أولئك العظماء الأبرار يفيض على النفوس المستعدة - حسب تفاوت مراتبها- إفاضات وتسوقها بسائق المعرفة.
والبكاء على مصائب أهل بيت الرسالة والولاية يستلزم هذه الآثار، وليستهذه الآثار خاصة بالبكاء على سيد الشهداء الحسينعليه السلام، والفرق أنّ مصيبته أعظم المصائب وأجلّ الرزايا، فاستماعها يهيج المحبّ أكثر ويوجب رقّة الحال وإنهمار الدموع، والسلام.
انتهى كلامه
المفضلات