من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم




الفصل 13

وأعظم من ذلك أنّ مصيبة هذا المظلوم وإنكسار قلب السلطان الشهيد المغموم ‏قد أثرت في أهل دار السرور، وهدمت أركانهم، وهدت قواهم، والحال أنّ اللَّه لم‏يخلق الحزن والكدر والغم والهم في عالم الجنان ودار الخلد والسرور والإمتنان، بيدأنّ سكان دار السرور غمرهم الحزن والثبور، وعمّهم الهم والغم جرّاء تلك المصيبة العظمى والرزية الكبرى، قال الإمام صاحب الأمر في زيارة الناحية:
يا جد،واُقيمت لك المآتم في أعلا عليين ولطمت عليك الحور العين.
فالجنة وإن لم تكن محلا للحزن بيد أنّها خلقت - كما ورد في بعض الروايات‏والأخبار - من نور الحسين البهيج المطهر فكلّ ما فيها من حسن وبهاء، وجمال‏وسناء، وحبور وسرور، وضياء وهناء، إنّما هو من الحسين، أمل العاصين، وشفيع‏المذنبين، فكيف يمكن أن يكون الحسين المظلوم‏عليهالسلام حزينا ولا تكون هي حزينة؟
وكيف يكون الحسين‏عليه السلام ذابلا ولا تكون هي كذلك؟
وكيف ينادي الحسين‏عليه السلام من أعماقه الملتهبة بلظى الظمأ: وا عطشاه، وتبقى هي‏مسرورة محبورة؟
وكيف يبقى الحسين‏عليه السلام عاريا على الرمضاء وتبقى هي منعمة على الأرائك ‏والاستبرق والحرير؟
لا يكون ذلك كذلك، لا واللَّه، بل بدّلوا دار السرور الى دار الحزن والمواساة ،فلطمت عليه الحور.
]ابرزن من وسط الجنان صوارخا
يندبن سبط محمد المفضالا
ولطمن منهن الخدود وكشفت
منها الوجوه وأعلنت إعوالا
وخمشن منهن الوجوه لفقد من
نادى مناد في السماء وقالا
قتل الإمام ابن الإمام بكربلا
ظلما وقاسى منهم الأهوالا[
df
]اللَّه أكبر ماذا الحادث الجلل
فقد تزلزل سهل الأرض والجبل
ما هذه الزفرات الصاعدات أسى
كأنّها شعل ترمي بها شعل
ما للعيون عيون الدمع جارية
منها تخدّ خدودا حين تنهمل
ماذا النواح الذي غط القلوب وما
هذا الضجيج وذي الضوضاء والزجل
كأنّ نفخة صور الحشر قد فجأت
فالناس سكرى ولا سكر ولا ثمل[