الفصل 37


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمصل على محمد واله وعجل فرجهم


والعن اعدائهم

شكرا لتفضلكم بمطالعة موضوعي وآجركم الله وقضى لكم حوائج الدارين


قال رسول الله صلى الله عليه واله :

من كنت مولاه فعليمولاه


4- وَ رُوِيَ فِي بَعْضِ كُتبِ المَنَاقِبِ المُعتَبَرَةِ :
عَنِ الحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الكَاتِبِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:
جَاءَ جَبْرَئِيلُ إِلَى النبِيِّ صلى الله عليه واله فَقَالَ :
إِنَّ أمتَكَ تَقتُلُهُ يَعْنِي الحُسَيْنَ بَعْدَكَ ثمَّ قَالَ : أَلا أُرِيكَ مِنْ تربَتِهِ؟
قَالَتْ فَجَاءَ بِحَصَيَاتٍ فَجَعَلَهُنَّ رَسُولُ اللهِ فِي قَارُورَةٍ فَلَمَّا كَانَ لَيلَة قَتلِ الحُسَيْنِ قَالَتْ أُم سَلَمَةَ سَمِعْتُ قَائِلا يَقُولُ :

أَيُّهَا القَاتِلُونَ جَهْلًا حُسَيْناً ** أَبشِرُوا بِالعَذَابِ وَ التنكِيلِ‏
قَدْ لعِنتمْ عَلى لِسَانِ دَاوُدَ ** و مُوسَى وَ صَاحِبِ الإِنجِيلِ‏

قَالَتْ فَبَكَيْتُ فَفَتحتُ القارُورَةَ فَإِذَا قَدْ حَدَثَ فِيهَا دَمٌ

بحارالأنوار ج : 44 ص: 242

35- وَ رُوِيَ فِي مُؤَلفَاتِ بَعْضِ الأَصْحَابِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ:
دَخَلَ رَسُولُ اللهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَ دَخَلَ فِي أَثَرِهِ الحَسَنُ وَ الحُسَيْنُ عليه السلام وَ جَلَسَا إِلَى جَانِبَيْهِ فَأَخَذَ الحَسَنَ عَلَى رُكبَتِهِ اليُمْنَى وَ الحُسَيْنَ عَلَى رُكبَتِهِ اليُسْرَى وَ جَعَلَ يُقَبِّلُ هَذَا تَارَةً وَ هَذَا أُخْرَى‏ وَ إِذَا بِجَبْرَئِيلَ قَد نَزَلَ وَ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنكَ لَتحِبُّ الحَسَنَ وَ الحُسَيْنَ؟
فَقَالَ :
وَ كَيْفَ لا أُحِبُّهُمَا وَ هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُنيَا وَ قرتَا عَيْنِي؟!
فَقَالَ جَبْرَئِيلُ:
يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ عَلَيْهِمَا بِأَمْرٍ فَاصْبِرْ لَهُ فَقَالَ :
وَ مَا هُوَ يَا أَخِي؟
فَقَالَ:
قَدْ حَكَمَ عَلَى هَذَا الحَسَنِ أَنْ يَمُوتَ مَسْمُوماً وَ عَلَى هَذَا الحُسَيْنِ أَنْ يَمُوتَ مَذبُوحاً وَ إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً مُسْتجَابَةً فَإِنْ شِئتَ كَانَتْ دَعْوَتُكَ لِوَلَدَيْكَ الحَسَنِ وَ الحُسَيْنِ فَادْعُ اللهَ أَنْ يُسَلمَهُمَا مِنَ السمِّ وَ القَتلِ وَ إِنْ شِئتَ كَانَتْ مُصِيبَتُهُمَا ذَخِيرَةً فِي شَفَاعَتِكَ لِلعُصَاةِ مِنْ أُمَّتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ >
فَقَالَ النبِيُّ صلى الله عليه واله:
يَا جَبْرَئِيلُ أَنَا رَاضٍ بِحُكْمِ رَبِّي لا أُرِيدُ إِلا مَا يُرِيدُهُ وَ قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ تَكُونَ
دَعْوَتِي ذَخِيرَةً لِشَفَاعَتِي فِي العُصَاةِ مِنْ أُمتِي وَ يَقضِيَ اللهُ فِي وَلَدَيَّ مَا يَشَاءُ .


* وَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيَى قَالَ دَخَلنَا مَعَ عَلِيٍّ إِلَى صِفِّينَ فَلَمَّا حَاذَى نَينَوَى نَادَى صَبْراً يَا عَبْدَ اللهِ فَقَالَ:
دَخَلتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَ عَيْنَاهُ تَفِيضَانِ فَقلتُ بِأَبِي أَنتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ مَا لِعَيْنَيكِ تَفِيضَانِ أَغضَبَكَ أَحَدٌ قَالَ لا بَلْ كَانَ عِندِي جَبْرَئِيلُ فَأَخبَرَنِي أَنَّ الحُسَيْنَ يُقتَلُ بِشَاطِئِ الفُرَاتِ وَ قَالَ هَلْ لَكَ أَنْ أُشِمَّكَ مِنْ ترْبَتِهِ؟؟
قُلتُ:
نَعَمْ
فَمَدَّ يَدَهُ فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَعْطَانِيهَا فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنِي أَنْ‏ فَاضَتَا ؛ وَ اسْمُ الأَرْضِ كَرْبَلاءُ فَلَمَّا أَتتْ عَلَيْهِ سَنَتانِ خَرَجَ النبِيُّ إِلَى سَفَرٍ فَوَقَفَ فِي بَعْضِ الطرِيقِ وَ اسْترْجَعَ وَ دَمَعَتْ عَيْناهُ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ?
فَقَالَ :
هَذَا جَبْرَئِيلُ يُخْبِرُنِي عَنْ أَرْضٍ بِشَط الفُرَاتِ يُقَالُ لَهَا كَرْبَلاءُ يُقتَلُ فِيهَا وَلَدِيَ الحُسَيْنُ وَ كَأَنِّي أَنظُرُ إِلَيهِ وَ إِلَى مَصْرَعِهِ وَ مَدْفَنِهِ بِهَا وَ كَأَني أَنظُرُ عَلَى السَّبَايَا عَلَى أَقتابِ المَطَايَا وَ قَدْ أُهْدِيَ رَأسُ وَلَدِيَ الحُسَيْنِ إِلَى يَزِيدَ لَعَنَهُ اللهُ فَوَ اللهِ مَا يَنظُرُ أَحَدٌ إِلَى رَأسِ الحُسَيْنِ وَ يَفرَحُ إِلا خَالَفَ اللهُ بَيْنَ قَلبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ عَذبَهُ اللهُ عَذَاباً أَلِيماً؛ ثمَّ رَجَعَ النبِيُّ مِنْ سَفَرِهِ مَغمُوماً مَهْمُوماً كَئِيباً حَزِيناً فَصَعِدَ المِنبَرَ وَ أَصْعَدَ مَعَهُ الحَسَنَ وَ الحُسَيْنَ وَ خَطَبَ وَ وَعَظَ الناسَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ خُطبَتِهِ وَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى عَلَى رَأسِ الحَسَنِ وَ يَدَهُ اليُسْرَى عَلَى رَأسِ الحُسَيْنِ وَ قَالَ :
اللهُمَّ إِنَّ مُحَمداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ وَ هَذَانِ أَطَايِبُ عِترَتِي وَ خِيَارُ أُرُومَتِي وَ أَفضَلُ ذُريتِي وَ مَنْ أُخَلفُهُمَا فِي أُمتِي وَ قَدْ أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ أَن وَلَدِي هَذَا مَقْولٌ بِالسمِّ وَ الآخَرُ شَهِيدٌ مُضَرَّجٌ بِالدَمِ اللهُمَّ فَبَارِكْ لَهُ فِي قَتلِهِ وَ اجْعَلهُ مِنْ سَادَاتِ الشهَدَاءِ اللهُمَّ وَ لا تبَارِكْ فِي قَاتِلِهِ وَ خَاذِلِهِ وَ أَصْلِهِ حَرَّ نَارِكَ وَ احْشُرْهُ فِي أَسْفَلِ دَرْكِ الجَحِيمِ قَالَ:
فَضَج الناسُ بِالبُكَاءِ وَ العَوِيلِ فَقَالَ لَهُمُ النبِيُّ :
أَيُّهَا الِناسُ أَ تَبْكُونَهُ وَ لا تَنصُرُونَهُ؟!
اللهُمَّ فَكُنْ أَنتَ لَهُ وَلِياً وَ نَاصِراً
ثمَّ قَالَ :
يَا قَومِ
إِنِّي مُخَلفٌ فِيكُمُ الثقَلَيْنِ كِتَابَ اللهِ وَ عِترَتِي
وَ أُرُومَتِي وَ مِزَاجَ مَائِي وَ ثَمَرَةَ فُؤَادِي وَ مُهْجَتِي لنْ يَفتَرِقَا حَتى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ أَلا وَ إِنِّي لا أَسْأَلُكُمْ فِي ذَلِكَ إِلا مَا أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أَسْأَلَكُمْ عَنهُ أَسْأَلُكُمْ عَنِ المَوَدةِ فِي القرْبَى وَ احْذَرُوا أَنْ تلقَوْنِي غَداً عَلَى الحَوْضِ وَ قَدْ آذَيتُمْ عِترَتِي وَ قَتَلتُمْ أَهْلَ بَيْتِي وَ ظَلَمْتُمُوهُمْ
أَلا إِنهُ
سَيَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ القِيَامَةِ ثَلاثُ رَايَاتٍ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ الأُولَى رَايَةٌ سَوْدَاءُ مُظلِمَةٌ قَدْ فَزِعَتْ مِنْهَا المَلائِكَةُ فَتَقِفُ عَلَيَّ فَأَقُولُ لَهُمْ: مَنْ أَنْتُمْ فَيَنسَوْنَ ذِكْرِي وَ يَقولُونَ نَحنُ أَهلُ التوْحِيدِ مِنَ العَرَبِ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا أَحمَدُ نَبِيُّ العَرَبِ وَ العَجَمِ فَيَقُولُونَ‏ نَحْنُ مِنْ أُمَّتِكَ >
فَأَقُولُ :
كَيْفَ خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي فِي
أَهْلِ بَيْتِي وَ عِتْرَتِي وَ كِتَابِ رَبِّي ؟؟
فَيَقُولُونَ :
أَمَّا الْكِتَابُ فَضَيَّعْنَاهُ وَ أَمَّا الْعِتْرَةُ فَحَرَصْنَا أَنْ نُبِيدَهُمْ عَنْ جَدِيدِ الأَرْضِ فَلَمَّا أَسْمَعُ ذَلِكَ مِنْهُمْ أُعْرِضُ عَنْهُمْ وَجْهِي فَيَصْدِرُونَ عِطَاشاً مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ ثُمَّ تَرِدُ عَلَيَّ رَايَةٌ أُخْرَى أَشَدُّ سَوَاداً مِنَ الأُولَى فَأَقُولُ لَهُمْ:
كَيْفَ خَلَفتُمُونِي مِنْ بَعْدِي فِي
الثقَلَيْنِ كِتَابَ اللهِ وَ عِتْرَتِي ؟؟
فَيَقُولُونَ :
أَمَّا الأَكْبَرُ فَخَالَفنَاهُ وَ أَمَّا الأَصْغَرُ فَمَزقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ فَأَقُولُ إِلَيكُمْ عَنِّي فَيَصْدِرُونَ عِطَاشاً مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ ثمَّ تَرِدُ عَلَيَّ رَايَةٌ تَلمَعُ وُجُوهُهُمْ نُوراً فَأَقُولُ لَهُمْ مَنْ أَنْتمْ؟؟ فَيَقُولونَ:
نَحْنُ أَهْلُ كَلِمَةِ التوْحِيدِ وَ التقوَى مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ المُصْطَفَى وَ نَحْنُ بَقِيَّةُ أَهْلِ الحَقِّ حَمَلنَا كِتَابَ رَبِّنَا وَ حَللنَا حَلالَهُ وَ حَرَّمْنَا حَرَامَهُ وَ أَحْبَبْنَا ذريَّةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَ نَصَرْنَاهُمْ مِنْ كُلِّ مَا نَصَرْنَا بِهِ أَنْفُسَنَا وَ قَاتَلنَا مَعَهُمْ مَنْ نَاوَاهُمْ .
فَأَقولُ لَهُمْ أَبْشِرُوا فَأَنَا نَبِيكُمْ مُحَمَّدٌ و لَقَدْ كُنتُمْ فِي الدنيَا كَمَا قُلتُمْ
ثُمَّ
أُسْقِيهِمْ مِنْ حَوْضِي فَيَصْدِرُونَ مَرْوِيِّينَ مُسْتَبْشِرِينَ ثُمَّ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدَ الآبِدِينَ.