بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روي عن الامام الرضا (عليه السلام) : أحسِنْ الظن بالله !.. فإنّ الله عز وجل يقول : أنا عند حسن ظن عبدي المؤمن بي ، إن خيرا فخيرا ، وإن شرا فشرا
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من قرأ { ألهكم التكاثر } عند النوم ، وُقي فتنة القبر .
الوجود الإلهي..!!!
إن الذي يسلم ملفه القضائي إلى محام قدير وخبير، يرجع إلى المنزل وينام تلك الليلة مرتاح البال، لأن المحامي ملم بقوانين المحاماة وبتفريعات القانون.. وإذا كان هذا المحامي له صلة وثيقة بالقاضي، فإن باله يرتاح تماماً.. لماذا؟.. لأنه فوض الأمر إلى عليم وقدير.. انظروا إلى الصفتين: عليم بمهنته، وقدير له وساطة في الجهاز القضائي مثلاً.. هذا الإنسان يقال: إنسان فوض أمره للمحامي، لأنه على علم بمهارته وقدرته.. والذي يريد أن يفوض أمره إلى الله عز وجل،
لابد وأن يكون على هذا المستوى من اليقين.. ونحن طالما صلينا، وطالما حججنا واعتمرنا وصمنا، امتثلنا أوامر الله عز وجل.. ولكن هل استشعرنا الوجود الإلهي في يوم من الأيام، كاستشعارنا لوجود الزوجة والأولاد والمنزل والأرض والسماء؟.. هل استشعرنا بهذا الوجود الذي هو مصدر الوجود؟.. نحن أنسنا بآثاره، ونسينا المؤثر صاحب الأثر..
كما يقول الحسين (ع) في يوم عرفة: (ألغيرك من الظهور ما ليس لك، حتّى يكون هو المظهِر لك؟!.. متى غبت حتّى تحتاج إلى دليلٍ يدلُّ عليك؟!.. أو متى بَعُدتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟!.. عميت عين لا تراك ولا تزال عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبدٍ لم تجعل له من حبك نصيبا)!.. الإنسان يحتاج إلى دليل العلة والمعلول.. والمؤمن يحتاج إلى دليل آخر، إلى مرحلة أخرى من المشاهدة الباطنية: (لا تدركه العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان)!
تقديري وإحترامي
المفضلات