زهير 26
السلام عليكم
اشكر مروركم اعزتي القراءوخالص دعواتي لكم وارجو منها الاجابه لانها الدعاء بلسان الغير
وامنيتي لكم ان ترزقوا خير الدارين وسعادت تحقق الامنيات لكم فوق ما تحبون
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
مقام الوعظ
في تاريخ الطبري،
والبداية والنهاية،
والكامل في التاريخ
،وتاريخ اليعقوبي،
ولواعج الأشجان،
واللفظ للأول:
قال أبو مخنف:
فحدّثني علي بن حنظلة بن أسعد الشامي عنرجل من قومه شهد مقتل الحسينعليه السلام حين قتل يقال له »كثير بنعبد اللَّه الشعبي» قال:
لمّا زحفنا قبل الحسينعليه السلام خرج إلينا زهير بن القين على فرس لهذنوب، شاك في السلاح، فقال:
يا أهل الكوفة، نذار لكم من عذاب اللَّه نذار
إنّ حقّاً على المسلمنصيحة أخيه المسلم،
ونحن حتى الآن إخوة، وعلى دين واحد،وملّة واحدة، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهل،فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنّا أمّة وأنتم أمّة.
إنّ اللَّه قد ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد صلّى اللَّه عليه وآلهوسلّم، لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنّا ندعوكم إلى نصرهم،وخذلان الطاغية عبيد اللَّه بن زياد، فإنّكم لا تدركون منهما إلّا بسوء عمر سلطانهما كله،
ليسملان أعينكم، ويقطعان أيديكموأرجلكم، ويمثلان بكم، ويرفعانكم على جذوع النخل، ويقتلانأماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدي وأصحابه، وهانئ بن عروةوأشباهه.
قال:
فسبّوه وأثنوا على عبيد اللَّه بن زياد، ودعوا له، وقالوا:
واللَّهلا نبرح حتى نقتل صاحبك، ومن معه، أو نبعث به وبأصحابه إلىالأمير عبيد اللَّه سلماً.
فقال لهم:
عباد اللَّه، إنّ ولد فاطمة رضوان اللَّه عليها، أحقّ بالودّءوالنصر من ابن سمية، فإن لم تنصروهم فأعيذكم باللَّه أن تقتلوهم
،فخلّوا بين هذا الرجل وبين ابن عمّه يزيد بن معاوية، فلعمري إنّيزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسينعليه السلام.
قال:
فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم، وقال:
اسكت، أسكت اللَّهنأمتك أبرمتنا بكثرة كلامك.
فقال له زهير:
يا ابن البوال على عقبيه، ما إياك أخاطب، إنما أنتبهيمة،
واللَّه ما أظنّك تحكم من كتاب اللَّه آيتين، فأبشر بالخزي يومالقيامة والعذاب الأليم.
فقال له شمر:
إنّ اللَّه قاتلك وصاحبك عن ساعة.
قال:
أفبالموت تخوفني؟!
فواللَّه للموت معه أحبّ إليّ من الخلدمعكم.
قال:
ثم أقبل على الناس رافعاً صوته، فقال:
عباد اللَّه، لا يغرنّكممن دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه، فواللَّه لا تنال شفاعة محمدصلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قوماً هراقوا دماء ذريته وأهل بيته، وقتلواءمن نصرهم وذبّ عن حريمهم.
قال:
فناداه رجل فقال له:
إنّ أبا عبد اللَّه يقول لك:
أقبل، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ في الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت، لو نفع النصح والابلاغ.
وفي العقائد الإسلامية نقلاً عن تاريخ الطبري:...فقال:
عباد اللَّه لا يغرنّكم من دينكم هذا الجلف الجافي.. فو اللَّه لا تنال شفاعةمحمد قوماً أراقوا دماء ذريته وأهل بيته!! ولا يقبل عمل المسلم إلّابحبّهم
وفي تاريخ اليعقوبي:
وخرج زهير بن القين على فرس له فنادى:
يا أهل الكوفة! نذار لكم من عذاب اللَّه! نذار عباد اللَّه! ولد فاطمةأحقّ بالودّ والنصر من ولد سمية، فإن لم تنصروهم، فلا تقاتلوهم.
أيّها الناس!
إنّه ما أصبح على ظهر الأرض ابن بنت نبي إلّا الحسين عليه السلام فلا يعين أحد على قتله ولو بكلمة إلّا نغصه اللَّه الدنيا،وعذّبه أشدّ عذاب الآخرة .
خروجه شاك في السلاح
خرج زهير الى القوم وهو شاك في السلاح، فيما كان يتقدّم إليهمبالنصح والوعظ والإرشاد، ولابد أن يكون لخروجه في كامل عدّته دلالات لأنّه من رجال الحسينعليه السلام ورجال الحسينعليه السلام يومعاشوراء كانوا يتصرفون على مرأى ومسمع ومنظر من سيد الشهداءعليه السلام ولا يطئون موطأ، ولا ينبسون بلفظة، ولا يحركون ساكناًإلا بعد الاستئذان من المعصوم، فتصرفاتهم ينتشر منها شذى العصمة المترشحة عليهم من أبي الأئمة المعصومين عليهم صلوات ربّ العالمين.
ويمكن أن نتصور لخروجه في هذه الصورة عدّة تصورات:
التصوّر الأول:
إنّه متقدّم للموت فنصيحته لا مصلحة له فيها للدنيا
إنّ زهيراً
خرج يعظ قوماً اصطفوا لقتاله، وخرجوا لمحاربته،ومعاطسهم تتمدد وتتهيج بما تتخيله من رائحة دمه ودماء أصحابه،وأنيابهم تصطك استعداداً لتمزيق أبدانهم، وقد مسخوا سباعاًمتوحشة لتمزيق أشلائهم، فهم أعداء، جهلة، مضللين، قد طبع علىقلوبهم، ورانت على أعينهم غشاوة، وفرق بين أن يعظ الانسان قوماً يرجو فيهم الصلاح، ويتسمون بالهدوء والموضوعية والرؤية الإيجابية للناصح، وبين أن يعظ قوماً مسودّة قلوبهم، مظلمةحلومهم، في جو مشحون بالعداوة والبغضاء.
فالموقف مع الطائفة الثانية تظلّه أجواء الشك والريبة وانعدام الثقةبين المتخاطبين، فإذا تقدّم الواعظ للوعظ يحتاج إلى تقديمضمانات تطمئن المخاطب، وتدعوه إلى الوثوق بالواعظ، وسلامةنواياه، وأنّه يتكلّم بدافع إرادة الخير للمخاطبين.
ولهذا خرج زهير شاك في السلاح ليوحي إليهم أنّه لا يبتغي منوراء نصحه مصلحة له، فهو لا يريد أن يثنيهم عن القتال، ليكسبالسلامة، ويمدد فترة بقائه في هذه الدنيا الدنية الزائلة، فهو عازمعلى القتال، موطن نفسه على النزال، مستعد للرحيل عن هذه الدنيا والتحليق إلى مجاورة النبيصلى الله عليه وآله، والانتقال إلى الجنان، ومعانقة الحور الحسان.
ومن كان موطناً نفسه على الموت، مقبلاً عليه غير مدبر، لا يظنأحد أنّه يبتغي مصلحة خاصة له، ويجرّ نفعاً لنفسه، وينصح الآخرين ليجني ثمار نصحه.
التصور الثاني: تحرزاً من القوم
إنّ زهيراً
تقدّم للخطبة والوعظ في قوم شأنهم الغدر والمكر والفتك والاغتيال، لا يعرفون القيم وآداب الحوار، وقد بدرت منهم أكثر من بادرة في إجابة المتكلّم بالسهام والنبال، كما فعل شمر لعنه اللَّه حينماقطع عليه خطابه وختم كلامه بسهم رماه به وقال: اسكت، اسكتاللَّه نامتك
وكما فعلوا مع برير:
روى محمد بن أبي طالب في تسلية المجالس وزينة المجالسقال
: وركب أصحاب عمر بن سعد -لعنه اللَّه-، فقرّب إلى الحسينعليه السلامفرسه، فاستوى عليه، وتقدّم نحو القوم في نفر من أصحابه، وبينيديه »برير بن خضير«، فقال له الحسينعليه السلام كلّم القوم.
فتقدّم برير فقال:
يا قوم، اتقوا اللَّه، فإنّ ثقل محمد قد أصبح بينأظهركم، هؤلاء ذريّته وعترته وبناته وحرمه، فهاتوا ما عندكم، وماالذي تريدون أن تصنعوه بهم؟
فقالوا:
نريد أن نمكّن منهم الأمير ابن زياد، فيرى رأيه فيهم.
فقال لهم برير:
أفلا تقبلون منهم أن يرجعوا إلى المكان الذيجاءوا منه! ويلكم يا أهل الكوفة! أنسيتم كتبكم، وعهودكم التيأعطيتموها وأشهدتم اللَّه عليها؟
يا ويلكم، أدعوتم أهل بيت نبيكم وزعمتم أنّكم تقتلون أنفسكم دونهم حتى إذا أتوكم أسلمتموهم إلىابن زياد، وحلأتموهم عن ماء الفرات، بئس ما خلفتم نبيكم فيذريته، ما لكم، لا سقاكم اللَّه يوم القيامة، فبئس القوم أنتم.
فقال له نفر منهم:
يا هذا، ما ندري ما تقول!!
فقال برير:
الحمد للَّه الذي زادني فيكم بصيرة، اللّهم إنّي أبرأ إليكمن فعال هؤلاء القوم، اللّهم ألق بأسهم بينهم حتى يلقوك وأنت عليهمغضبان. فجعل القوم يرمونه بالسهام.
هذا هو دأبهم، ومبلغ علمهم، أن يردوا الكلام والفضيلة بالسهام والنبال والقتل وسفك الدماء، وقد فعل ذلك أميرهم اللعين يوم قابل وعظ سيد الشهداء الحسينعليه السلام بهذا المنطق الهمجي الأرعن، فاغتاظ عمر بن سعد/ من كلامهعليه السلام ثم صرف بوجهه عنه، ونادى بأصحابه:ما تنتظرون به؟!
احملوا بأجمعكم، إنما هي أكلة واحدة!!
ومن لا تؤمن غوائله، وقد عرف بالغدر والمكر والفتك لابد لمن وقف منه موقف العدو، ونصب نفسه غرضاً مكشوفاً للأعداء أنيتحرز، ويكون على أهبة الاستعداد للقتال والدفاع عن النفس.
التصور الثالث: استعرض القوة والاستعداد أمام العدو
استعراض القوة أمام العدو من أدبيات المقاتل المؤمن، وقد أكدالقرآن الكريم على ذلك، لما فيه من إرهاب للعدو وهزّ لكيانه،وزلزلة في مواقفه فقال: »وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِتُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ«.
وروى سيد الساجدين علي بن الحسين عن أبيه عن عليعليهم السلامقال: قال رسول اللَّهصلى الله عليه وآله: إنّ صهيل الخيل ليقرع قلوب الأعداء،ورأيت جبرئيل يتبسم عند صهيلها، فقلت: يا جبرئيل، لم تتبسم؟فقال: وما يمنعني والكفار ترجف قلوبهم في أجوافهم عند صهيلهاوترعد كلاهم.
وبنفس الإسناد عن أمير المؤمنين عليعليه السلام قال: لمّا كان يوم بدراعتم أبو دجانة بعمامته، وأرخى عذبة للعمامة من خلفه بين كتفيه،ثم جعل يتبختر بين يدي الصفين، فقال رسول اللَّهصلى الله عليه وآله:
إنّ هذه لمشيةيبغضها اللَّه -عزّوجلّ- إلّا عند القتال
فالظهور بمظهر يرهب الأعداء، ويلقي في قلوبهم الرعب،ويكشف لهم عن قوة رجال الحقّ واستعدادهم وتأهبهم للقتالمطلوب من أمثال رجال الحسينعليه السلام الذين اختصهم اللَّه لأبي عبد اللَّهصلوات اللَّه عليه وعليهم.
التصور الرابع: لأنّه قائد عسكري في ساحة الوغى
كان زهير على ميمنة معسكر الأنبياء والأوصياء وسيدالشهداءعليه السلام فهو قائد عسكري مهم، فلابد أن يكون على أهبة الاستعداد دائماً، سيما وأنّه كان يعظهم يوم عاشوراء، وقد أزفت الحرب أن تقوم على ساق، واستعد معسكر الحقّ ومعسكر الضلالللتلاقي، فهو الآن يقف موقف المحارب المقاتل الذي اقتحم ساحةالوغى، ودخل الميدان الذي تحفّه المخاطر وتحوم حوله الأسنةوالرماح كألسنة النيران واللظى، وليست الموعظة هذه كباقيالمواعظ التي يستمع اليها في رحاب الدعة والرخاء.
فالموقف يستدعي أن يكون المقاتل في زيه المرسوم، وإن كانواعظاً، بيد أنّه يرتقي صهوة جواده بدل أعواد المنابر، ويشير اليهمبالسنان بدل البنان...





رد مع اقتباس

المفضلات