من كنت مولاه فهذا علي مولاه


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 13
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه‏عليه السلام قَالَ:
اتَّقُوا عَلَى‏دِينِكُمْ،فَاحْجُبُوهُ بِالتَّقِيَّةِ، فَإِنَّهُ لا إِيمَانَ لِمَنْ لاتَقِيَّةَ لَهُ، إِنَّمَا أَنْتُمْ فِي‏النَّاسِ كَالنَّحْلِ فِي الطَّيْرِ، لَوْ أَنَّ الطَّيْرَ تَعْلَمُ مَا فِي أَجْوَافِ النَّحْلِ مَا بَقِيَ‏مِنْهَا شَيْ‏ءٌ إِلا أَكَلَتْهُ، ولَوْ أَنَّ النَّاسَ عَلِمُوا مَا فِي أَجْوَافِكُمْ، أَنَّكُمْ‏تُحِبُّونَّا أَهْلَ الْبَيْتِ لاكَلُوكُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ، ولَنَحَلُوكُمْ فِي السِّرِّ والْعَلانِيَةِ،رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً مِنْكُمْ كَانَ عَلَى وَلايَتِنَا.
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه‏عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ :
ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ ولاالسَّيِّئَةُ
« قَالَ: الْحَسَنَةُ التَّقِيَّةُ، والسَّيِّئَةُ الإذَاعَةُ، وقَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ :
»ادْفَعْ‏بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ
« قَالَ: الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: التَّقِيَّةُ »
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ‏وبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
وعَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ:
قِيلَ لأبِي عَبْدِ اللَّه‏عليه السلام:
إِنَّ النَّاسَ‏يَرْوُونَ أَنَّ عَلِيّاعليه السلام قَالَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ:
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ‏إِلَى سَبِّي فَسُبُّونِي، ثُمَّ تُدْعَوْنَ إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي فَلا تَبَرَّءُوا مِنِّي.
فَقَالَ: مَا أَكْثَرَ مَا يَكْذِبُ النَّاسُ عَلَى عَلِي‏عليه السلام.
ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا قَالَ: إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلَى سَبِّي فَسُبُّونِي، ثُمَّ سَتُدْعَوْنَ‏إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي، وإِنِّي لَعَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ، ولَمْ يَقُلْ لا تَبَرَّءُوا مِنِّي.
فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ: أَرَأَيْتَ إِنِ اخْتَارَ الْقَتْلَ دُونَ الْبَرَاءَةِ؟
فَقَالَ: واللَّهِ مَا ذَلِكَ عَلَيْهِ، ومَا لَهُ إِلّا مَا مَضَى عَلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ حَيْثُ أَكْرَهَهُ أَهْلُ مَكَّةَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وجَلَّ-فِيهِ »إِلا مَنْ أُكْرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمانِ« فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ‏صلى الله عليهوآله عِنْدَهَا
يَاعَمَّارُ، إِنْ عَادُوا فَعُدْ، فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وجَلَّ- عُذْرَكَ، وأَمَرَكَ أَنْ‏تَعُودَ إِنْ عَادُوا.
وعَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلادٍ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَن‏عليه السلام عَنِ الْقِيَامِ لِلْوُلاةِ،فَقَالَ:
قَالَ أَبُو جَعْفَرعليه السلام: التَّقِيَّةُ مِنْ دِينِي ودِينِ آبَائِي، ولا إِيمَانَ لِمَنْ‏لا تَقِيَّةَ لَهُ.
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرعليه السلام قَالَ: إِنَّمَا جُعِلَتِ التَّقِيَّة ُلِيُحْقَنَ بِهَا الدَّمُ، فَإِذَا بَلَغَ الدَّمَ فَلَيْسَ تَقِيَّةٌ.
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه‏عليه السلام قَالَ:
كُلَّمَا تَقَارَبَ هَذَاالأمْرُ كَانَ أَشَدَّ لِلتَّقِيَّةِ.
وعَنْ حَرِيزٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه‏عليه السلام قَالَ: قَالَ:
التَّقِيَّةُ تُرْسُ اللَّهِ بَيْنَهُ‏وبَيْنَ خَلْقِهِ.
وبعد كلّ هذه الأحاديث الشريفة في بيان التقية وحدودهاومواردها وضرورة الإلتزام بها يكون من الطبيعي جدّاً أن يتصوّرالعدو زهيراً في دائرة السلطة، فيما كان زهير يعيش محنة معاوية ومن سبقه وولاتهم الذين لاحقوا شيعة أمير المؤمنين‏عليه السلام تحت كلّ‏حجر ومدر، وهو من الشخصيات المعروفة، حاله حال أصحاب ‏الكهف، وحال مؤمن آل فرعون، سيما إذا عرفنا -كما سيأتي- أنّه‏كان ينتظر يومه في نصرة سيد شباب آل محمدصلى الله عليهوآله.
ولو تأملنا عبارة العدو التي اتهم بها زهير نجدها دقيقة في التعبيرعن سلوكه، حيث قال: يا زهير، ما كنت عندنا من شيعة أهل هذاالبيت إنّما كنت عثمانياً، قال:
أفلست تستدل بموقفي هذا أنّي‏منهم ؟!!
قال العدو:
ما كنت عندنا شيعياً، بل كنت عندنا عثمانياً، شهادةبيّنة أنّ ظاهره كان يوهم العدو أنّه منهم، لأنّهم كانوا يحسبونه»عندهم؛ لا في الواقع.