من كنت مولاه فهذا علي مولاه

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل8

ثالثاً:
إنّه لم يكن مشهوراً
إنّ زهير كان معروفاً، ولكنّه لم يكن مشهوراً، حاله كحال أكثرأصحاب الحسين‏عليه السلام، بل أكثر أصحاب الأئمةعليهم السلام.
لم يكن زهير مجهولاً عند أركان جيش الضلال، ورؤوس عسكرابن سعد - لعنه اللَّه -، وكان من رجال الكوفة وشخصياتها، وكان‏زهير رجلاً شريفاً في قومه، شجاعاً، له في المغازي مواقف مشهورة ومواطن مشهودة، وسيأتيك خبر اشتراكه في فتح بلنجر.
ويشهد لذلك تقديمه لوعظ القوم، وإرساله لمحاورة الأعداء.
والرجل الذي يكون على وزان زهير في الشرف والجلالة والشجاعة في مجتمع قوامه السيف وقوة الساعد، ورباطة الجأش،لابد أن يكون مشهوراً ذا سمعة وجاه وصيت، بيد أنّه كان متكتّما ًمتّقياً نومة، ينتظر يومه الذي اختاره اللَّه له للوقوف مع ريحانة المصطفى‏صلى الله عليه وآله، وقرّة عين فاطمة الزهراءعليها السلام، ومهجة قلب علي‏المرتضى‏عليه السلام.
روى الكليني في الكافي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه‏عليه السلام قَالَ:
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صلى الله عليه وآله:
طُوبَى لِعَبْدٍ نُوَمَةٍ، عَرَفَهُ اللَّهُ ولَمْ‏يَعْرِفْهُ النَّاسُ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى، ويَنَابِيعُ الْعِلْمِ، يَنْجَلِي عَنْهُمْ كُلّ‏فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ، لَيْسُوا بِالْمَذَايِيعِ الْبُذُرِ، ولا بِالْجُفَاةِ الْمُرَاءِينَ.
وعَنْ أَبِي الْحَسَنِ الأصْبَهَانِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه‏ عليه السلام قَالَ:
قَالَ أَمِيرُالْمُؤْمِنِين‏عليه السلام:
طُوبَى لِكُلِّ عَبْدٍ نُوَمَةٍ، لا يُؤْبَهُ لَهُ، يَعْرِفُ النَّاسَ ولايَعْرِفُهُ النَّاسُ، يَعْرِفُهُ اللَّهُ مِنْهُ بِرِضْوَانٍ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى، يَنْجَلِي‏عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ، ويُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ كُلِّ رَحْمَةٍ، لَيْسُوا بِالْبُذُرِالْمَذَايِيعِ، ولا الْجُفَاةِ الْمُرَاءِينَ.
وقَالَ:
قُولُوا الْخَيْرَ تُعْرَفُوا بِهِ، واعْمَلُوا الْخَيْرَ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ، ولاتَكُونُوا عُجُلاً مَذَايِيعَ، فَإِنَّ خِيَارَكُمُ الَّذِينَ إِذَا نُظِرَ إِلَيْهِمْ ذُكِرَ اللَّهُ،وشِرَارُكُمُ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأحِبَّةِ، الْمُبْتَغُونَ لِلْبُرَآءِالْمَعَايِبَ.
دلالات تشبيهه بمؤمن آل فرعون