زهير29
السلام عليكم
اشكر مروركم اعزائي القراء وخالص دعواتي لكم
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم اللهالرحمنالرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
خامساً: ابتلانا اللَّه وإياكم بذرية النبي ‏صلى الله عليه وآله
خطب أمير المؤمنين ‏عليه السلام فذكر صاحبة الجمل مرّة بعد مرّة، فقال‏عمار:
يا أمير المؤمنين، كفّ عنها فإنها أمّك؟!
فقال‏عليه السلام: كلا، إنّي مع ‏اللَّه على من خالفه، وإنّ أمّكم! ابتلاكم اللَّه بها ليعلم أمعه تكونون أم‏معها؟
وقال عمار يحرّض الناس على نصرة أمير المؤمنين‏عليه السلام على‏البغاة، فذكر صاحبة الجمل وقال:
ولكن اللَّه -عزّوجلّ- ابتلاكم‏لتتبعوه أو إياها.
وفي لفظ آخر:
ولكن اللَّه -تبارك وتعالى- ابتلاكم ليعلم إياه‏تطيعون أم هي؟
ورواه المفيد في الجمل بلفظ:
ولكن اللَّه قد ابتلاكم لينظر كيف‏تعملون؟
ولعل هذا يفسّر لنا قول زهير:
إنّ اللَّه قد ابتلانا وإياكم بذرية نبيه‏ محمد صلّى اللَّه عليه وآله وسلم، لينظر ما نحن وأنتم عاملون«..
فهناك ابتلاهم اللَّه وخيّرهم بين طاعته وطاعة امرأة ركبت ‏عسكراً، وهنا ابتلاهم اللَّه بين طاعة الحسين‏عليه السلام وهي طاعة اللَّه، وبين‏طاعة يزيد، بين أن ينصروا اللَّه أو ينصروا الطاغوت.
وقد أمرهم اللَّه بمحبّة ذرية النبي‏صلى الله عليه وآله ونصرهم والوقوف معهم،وأوجب المودّة لهم على الخلائق أجمعين، وجعل مودّتهم أجررسالة الأنبياء أجمعين، فقال تعالى :
»قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَفِي الْقُرْبى«، ومن أدّى أجر خاتم الأنبياء فقد أدّى أجر الأنبياءجمعياً.
فذرية النبي‏صلى الله عليه وآله ابتلاء للبرّ والفاجر، وإنّكم الآن في امتحان‏عسير، لأنّكم تواجهون ذرية النبي‏صلى الله عليه وآله وعلى المبتلى أن يكون حذراًيقظاً لا تخبطه الفتنة، ولا تستزله الشهوة، ولا تغريه المطامع، ولايعميه بريق الصفراء والبيضاء.
يقول لهم:
إنّنا أمام مفترق طريق لا محيص عن الاختيار فيه، فإمّاأن نكون مع ذرية النبي‏صلى الله عليه وآله على عدوّه، فنكون من الفائزين، أونكون مع عدّوه حرباً على ربّ العالمين!
والابتلاء لنا جميعاً سواء، فقد ابتلانا اللَّه وإياكم... أمّا نحن فقداخترنا الحسنيين معاً.

سادساً: دعوتهم إلى نصر الحسين‏عليه السلام
إنّا ندعوكم إلى نصرهم«..
إنّهم قد ران على قلوبهم، وغطّت أبصارهم غشاوة، فلايستطيعون تمييز الحقّ من الباطل، وقد ركبتهم الفتنة، وأعمت‏أمواجها بصائرهم، فانبرى زهير يعينهم على تمييز الحقّ، ويدلّهم‏على الطريق، ويأخذ بأيديهم إلى الصراط المستقيم، فيدعوهم‏لنصرة الذرية الطيبة، وينصحهم، ويحدد لهم معالم طريق الحقّ‏والهدى والفوز بالجنان.
والفوز بنعيم الدنيا والآخرة منحصر في أمرين يقومان معاً:
أحدهما: نصر آل محمدصلى الله عليه وآله.
والآخر: خذلان الطاغية.

سابعاً:
دعوتهم إلى خذلان الطاغية
دعاهم إلى نصر آل محمدصلى الله عليه وآله، وخذلان الطاغية، وذكرهم بماذاقوه في ظلّ الحكم الأموي الغاشم، على يدي الأدعياء من أمثال‏زياد وابنه..
وخذلان الطاغية عبيد اللَّه بن زياد، فإنّكم لا تدركون ‏منهما بسوء عمر سلطانهما كلّه، ليسملان أعينكم، ويقطعان‏أيديكم وأرجلكم، ويمثلان بكم، ويرفعانكم على جذوع النخل،ويقتلان أماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدي وأصحابه، وهانئ بن‏عروة وأشباهه.
إنّها دعوة صريحة واضحة، ونصيحة نيرة لائحة، حدّد فيها زهيرلكلّ ذي عينين معالم الطريق، ورسم له منار المسار، وأقام عليهم ‏الحجة الساطعة، دعاهم بصراحة إلى نبذ الأوثان العالقة في‏أعماقهم، والتخلص من الأغلال التي صفّدت قلوبهم، والإقلاع عن ‏ممارسة
بيع الآخرة بدنيا غيرهم، فشجعهم وهزّ نفوسهم المستسلمة بدعوتهم إلى خذلان الطاغية ابن زياد، فإنّه يمثّل الباطل بعينه، وقد بان ذلك في مواجهته إمام زمانه المفترض عليه طاعته، وإطاعته‏الأدعياء والطلقاء وخدمتهم، واستدلّ لهم بتاريخه الأسود الذي‏تتدفق الدماء البريئة من كلّ سطوره وصفحاته.
وقد ذكّرهم زهير بمشاهد عاصروها، ورأوها مل‏ء العين، واكتووا بنارها الحامية، ولا يزالون يئنون من لظاها، وذكرهم بشخصياتهم ‏ورؤوسهم الشامخة التي اقتطفتها أحقاد الأمويين وأذنابهم من أمثال‏حجر بن عدي وهاني بن عروة الذين صرّح باسميهما، ومن أمثال ‏ميثم التمار ورشيد الهجري وغيرهما ممّن ذكرهم بالصفة التي لقوا اللَّه ‏بها على يدي شرار خلقه من قبيل قطع الأيدي والأرجل والصلب ‏على جذوع النخل....