زهير 28
السلام عليكم
اشكر مروركم اعزتي القراءوخالص دعواتي لكم
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
الدافع الثاني أو الأمر الثاني:
الذي دعاه للوقوف هذا الموقف هوأداء التكليف، وإنصاف الآخرين من نفسه، وقيامه بما عليه منواجب، وما يعرفه وظيفة في دينه، ألا وهي النصيحة.
إنّ للمسلم على مسلم حقوقاً تعلّمها زهير من أئمتهعليهم السلام الذينبينوا له دينه، وهو الآن يقف موقفاً يريد فيه استمالة القلوب القاسية،وتنوير الأفئدة المظلمة، وترويض البهائم الجامحة، وتقويمالمواقف الجانحة، وتعريف الممسوخين بهويتهم الحقيقية، وإزاحة الغشاوة عن أبصارهم وبصائرهم.
قال زهير: »
إنّ حقّاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحنحتى الآن إخوة، وعلى دين واحد، وملّة واحدة، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنّا أمّة وأنتم أمّة«.
والعصمة: أي المنعة بالإسلام، يقال: من شهد الشهادتين فقدعصم نفسه أي منعها.
ثالثاً:
أتباع الدين الواحد لا يتقاتلون
كان خطاب زهير خطاباً متعدد الجوانب، فهو يلقي الحجة عليهم،وفي نفس الوقت يحاول إقناعهم، وينبش رواسب قلوبهم ليكسح ماران عليها، ويثير كوامنهم لينفض عن فطرتهم ما تراكم عليها منالدنس والظلمات، فيقول لهم:
نحن حتى الآن إخوة، وعلى دينواحد، وملّة واحدة، ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحةمنّا أهل...
إنّنا جميعاً مسلمون، وإنّنا إخوة، وعلى دين واحد، فلماذا يقتل بعضنا بعضاً، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، تعالوا نحتكم ونرجع إلى الدين الذين تدّعون أنّكم ارتضيتموه، ارجعوا إلى الإسلام الذي تعتنقونه، وتتعبدون اللَّه به، فإذا رضيتم أنّكم مسلمون، فنحن وإياكمعلى دين واحد، ونبينا واحد، وقد بقي من عترته ذكرى واحدة، ألاوهو الحسينعليه السلام ريحانته وسبطه، فلماذا تقاتلونه وهو ابن النبيالذين – تزعمون - تتدينون بدينه؟
رابعاً:
التحذير من الارتداد والكفر
ونحن وإن كنّا حتى الآن إخوة، وعلى دين واحد، وملّة واحدة،كانت لدمائنا حرمة، ولكن إذا وقع بيننا وبينكم السيف انقطعت العصمة، وكنّا أمّة وأنتم أمّة.
فلا تستحقون منّا بعدئذٍ النصيحة، ولا حرمة لكم، ولا تراحم،لأنّنا ننشطر الى فريقين، فريق في الجنة، وفريق في السعير، ولاتبقى بيننا العصمة، وذلك أن لا عصمة ولا تراحم بين أهل الجنة وأهل النار.
إنّكم تحاربون اللَّه ورسولهصلى الله عليه وآله، وتشهرون السيف على التوحيد والقرآن، وتسفكون دم النبيصلى الله عليه وآله، فتخرجون من الدين برمته،وتنكرون شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمداً رسول اللَّهصلى الله عليه وآله،وتتوغلون في الشرك، والعبودية لغير اللَّه.
خامساً:
المفضلات