من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم الفصل 20
امتداحه باليقين والصبر على الشدائد
إنّ الموقن يتوكّل على اللَّه، ويفوض أمره إليه، فيقيه عن كلّمكروه كما قال -عزّوجلّ- »
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ«
، وكما قال مؤمنآل فرعون:
»وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ مامَكَرُوا«.
وسرّ ذلك أنّ المؤمن الموقن المنتهي إلى حدّ الكمال لا ينظر إلىالأسباب والوسائط في النفع والضر، وإنّما نظره إلى مسببها، وأمّا منلم يبلغ ذلك الحدّ من اليقين، فإنّه يخاطب بالفرار قضاء لحق ّالوسائط.
أشار الى وجوب الأخذ بكلامه لأنّه موافق للاحتياط
روى الشيخ الطوسي في حديث:...فجاء عليعليه السلام فقال لهعثمان: ألا تغني عنّا سفيهك هذا!!
قال: أيّ سفيه؟ قال: أبو ذر.
قال عليعليه السلام ليس بسفيه، سمعت رسول اللَّهصلى الله عليه وآله يقول: ما أظلّتالخضراء، ولا أقلّت الغبراء، أصدق لهجة من أبي ذر، أنزله بمنزلةمؤمن آل فرعون، إن يك كاذباً فعليه كذبه، وإن يك صادقاً يصبكمبعض الذي يعدكم(67).
الشهادة له بأنّه ممّن يدخل الجنة بمجرد القتل
في أوائل المقالات:
قال في قصة مؤمن آل فرعون:
قِيلَ ادْخُلِالْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ.
فكان القتل جسره الى جنات النعيم، وبمجرد أن قتل قيل له ادخل الجنة، وكذا كان زهير وصحبه فقد رأى موضعه في الجنة قبلالقتل، وقد شبه لهم الحسينعليه السلام في بعض كلماته الشهادة بالجسر الذي يعبرون عليه من الدنيا الفانية الى الآخرة الباقية.
تشبيهه بأصحاب الكهف وأبي طالب وأنّ اللَّه كتب لهم الأجر مرّتين
إنّ أصحاب الكهف كتموا إيمانهم مع قومهم حتى تمكّنوا منمطلوبهم، وقصتهم مشهورة، وحالهم معلومة، وقد روي عن الأئمةمن آل محمدصلى الله عليه وآله ومواليهم أنّ حال أبي طالبعليه السلام كحال أصحابالكهف ومؤمن آل فرعون.
ومثل ذلك في القرآن المجيد والسير والآثار كثير لا يبلغ أمده ولايحصى عدده.
وقد روي بالإسناد عن الحسن بن علي العسكري عن آبائهعليهم السلام في حديث طويل يذكر فيه: أنّ اللَّه -تباركوتعالى- أوحى إلىرسولهصلى الله عليه وآله:
إنّي قد أيّدتك بشيعتين: شيعة تنصرك سرّاً، وشيعةتنصرك علانية، فأمّا التي تنصرك سرّاً فسيدهم وأفضلهم عمّك أبوطالبعليه السلام وأمّا التي تنصرك علانية فسيدهم وأفضلهم ابنه علي بنأبي طالبعليهما السلام، ثم قال:
وإنّ أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتمإيمانه.
وقال الصادقعليه السلام إنّ جبرئيل عليه السلام أتى النبيصلى الله عليه وآله فقال:
يا محمد، إنّربّك يقرئك السلام ويقول لك:
إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فأتاهم اللَّه أجرهم مرتين، وإنّ أبا طالب أسرّالإيمان وأظهر الشرك، فأتاه اللَّه أجره مرتين.
المفضلات